خلق الله تعالى ما يكفل للناس مصالحهم وجعل لكل شيء في دينهم أمر ، فأرسل لهم الرسل وأنزل الكتب ليدل البشر على الخير ويحثهم عليه ويعرفهم الشرَّ ويحذرهم منه ، ولربما أمر الشرع بأمر أو نهى عن شيء لم تظهر للناس – أو لكثير منهم – حكمة الشرع من هذا الأمر أو النهي ، فحينئذ يجب أن نمتثل الأمر ونجتنب النهي ونتيقن أن في شرع الله الخير كل الخير ولو لم تظهر لنا الحكمة منه .
واليوم سنتحدث عن ختان البنات وهو ما أثار جدلاً كلما تم تناول هذا الموضوع سواء في السوشيال ميديا أو في مجالس الدين ، فالختان من سنن الفطرة كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب ) رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) .
وختان البنات هو «أي عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي لذلك» ، حيث يتم ختان البنات في العديد من الدول باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية في أكثر من 27 دولة في أفريقيا ويوجد بأعداد أقل في آسيا وبقية مناطق الشرق الأوسط. قدَّرت مُنظمة اليونيسف أعداد الإناث المختونات في سنة 2016 بِحوالي 200 مليون يعشن في الدُول سالِفة الذكر، إلى جانب بضعة مناطق ومُجتمعاتٍ أُخرى حول العالم
المحتويات
ما الأجزاء التي يتم استئصالها في ختان الإناث
الختان هو قطع أو استئصال أعضاء تناسلية خارجية للأنثى ، وغالبا ما تنطوي عملية الختان على استئصال أو قطع الشفرين والبظر، وتصفها منظمة الصحة العالمية بأنها أي إجراء يجرح أعضاء الأنثى التناسلية لأسباب غير طبية.
ويُلحق الختان بالنساء والفتيات ضررًا جسديًا ونفسيا، وليس لهذه العملية أي فوائد صحية.
ويتسبب الختان في ألم نفسي بالغ، ويؤثر سلبا على علاقات النساء وعلى نظرتهن لأنفسهن. وغالبا ما تجري عملية الختان رغمًا عن الأنثى أو بإجبارها.
وقصّتْ بشارة لبي بي سي كيف تعرضت للختان مع أربع فتيات أخريات قائلة: “عصبوا عيني، ثم أوثقوا يداي من وراء ظهري، ثم فتحوا ساقَيّ وحددوا موضع الشفرين، وبعد دقائق معدودة شعرت بألم حاد. صرختُ، لكن عبثا فعلت. حاولتُ أن أتملص، لكنهم كانوا يقبضون على ساقي بإحكام”.
تقول بشارة إن الأمر كان “مثيرًا للشفقة. إنه أحد أقسى أنواع الإجراءات الطبية، وهو غير صحي تماما. وقد فعلوا الشيء نفسه مع بقية الفتيات”.
و تتركز عملية ختان البنات بشكل رئيسي في 30 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط، إلا أنها تُمارَس في بعض الدول في آسيا وأمريكا اللاتينية، كما تقول الأمم المتحدة إن بعض المهاجرين الذين يعيشون في غرب أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا يمارسونها.
وتدعو منظمة الأمم المتحدة إلى وقف ممارسة ختان الإناث بمناسبة “اليوم العالمي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث” الذي يوافق السادس من فبراير / شباط.
وقد تسبب عملية ختان الإناث أضرارا جسدية ونفسية تؤثر على حياة المرأة بعد ذلك، كما تقول بشارة شيخ همو، من جماعة “بورانا” في مقاطعة إيزيولو في كينيا.
الجدير بالذكر هنا أنها تختلف طريقة ممارسة هذه العملية حسب المكان وحسب التقاليد لكنها تجري في بعض الأماكن دون أي تخدير موضعي وقد يُستخدم موس أو سكين بدون أي تعقيم أو تطهير لتلك الأدوات المُستخدمة في هذه العملية. يختلف العُمر الذي تجري فيه هذه العملية من أُسبوع بعد الولادة وحتَّى سن البُلوغ. حسب تقرير اليونيسف، أغلب الإناث التي تجري عليهنَّ عمليَّة الختان لم يتعدين الخامسة من العُمر. تشتمل هذه العمليَّة على إزالة غطاء البظر وحشفته، واستئصال الشفرين الصغيرين والكبيرين، وختم الفرج (غلقه)، بحيثُ لا يُترك إلَّا فتحة صغيرة لِلسماح بِمُرور البول ودماء الحيض؛ وفتح المهبل لِلسماح بِالجماع والإنجاب لاحقًا. قدَّر صُندُوق سُكَّان الأُمم المُتحدة سنة 2010 أنَّ 20% من الإناث اللواتي خُتِنَّ تمَّت إزالة الجُزء الخارجي من أعضائهنَّ التناسُليَّة وخياطة فرجهنَّ، وهي العمليَّة المعروفة بـ«الختان الفرعوني» أو «التَبْتِيْك»، الشائعة في شمال شرق أفريقيا بِالأخص.
اين تقام عملية ختان البنات ؟
غالبًا فإنَّ من يقوم بِهذه العمليَّة هو خاتِنٌ تقليديّ محليّ، وتُقامُ هذه العمليَّة في منزل الفتاة أغلب الأحيان، وقد يستخدمُ الخاتن البنج لِتخدير تلك الفتاة وقد لا يستخدمه. وعادةً ما يكون الخاتن امرأةً كبيرة في السن من المُجتمع المحليّ (الحي أو الحارة أو القرية) امتهنت هذه العمليَّة، وكثيرًا ما تكون هي نفسها القابلة أو الدَّاية. على أنَّ بعض المُجتمعات التي يقوم فيها الحلَّاق مقام الطبيب قد تلجأ إليه لِيقوم بِالعمليَّة بِنفسه. ويُعرف الرجل الذي يقوم بِهذه العمليَّة (خُصوصًا ختان الصبيان) في الكثير من أنحاء الوطن العربي بـ«المُطهِّر».
يُشاعُ عدم استخدام الخَتَنة التقليديين لِلأدوات المُعقَّمة عند قيامهم بِهذه العمليَّة، وتشتملُ هذه الأدوات على السكاكين والشفرات والمقصات والقطع الزُجاجيَّة الحادَّة والصُخُور الحادَّة، وحتَّى أظافر اليدين في بعض الأحيان. وقد أشارت إحدى المُمرضات في أوغندا في مُقابلةٍ صحفيَّة، إلى أنَّ الختنة قد يستعملون ذات السكين لِختن ما يزيد على 30 بنتًا في كُل مرَّة.
يلجأ الناس في بعض البُلدان إلى حملة الشهادات الطبيَّة المُختصين لِلقيام بِالختن، وذلك شائع في مصر وكينيا وإندونيسيا والسودان. بلغت نسبة الختنة من حملة الشهادات الطبيَّة في مصر 77% من إجمالي الختنة في جميع أنحاء البلاد، وفي إندونيسيا فاقت 50%، وذلك وفق دراستين أُجريتا في سنتيّ 2008 و2016 على التوالي. وقد يستخدم الطبيب أو القابلة القانونيَّة المُعتمد\ة التخدير الموضعي أو العام عند إجراء العمليَّة، وقد لا يُستخدم على الإطلاق. أشارت 60% من النساء في مصر ضمن دراسةٍ أُجريت سنة 1995 أنَّ بناتهنَّ خُدرن تخديرًا موضعيًّا عندما خُتنَّ، وأشارت 13% منهنَّ إلى أنَّ بناتهنَّ خُدرن تخديرًا عامًّا، وأشارت 25% منهنَّ إلى أنَّ بناتهنَّ لم يتم تخديرهنَّ على الإطلاق، بينما أجابت 2% منهنَّ بأنهنَّ لا يعلمن شيءًا عن الموضوع، أو لم يُجبن عن السؤال على الإطلاق.