المحتويات
ارم ذات العماد
ورد ذكر إرَم ذات العماد في القرآن الكريم في الآية القرآنية الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ، وقد اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية فمنهم من قال أن المقصود بها هو قبيلة أرم هم الذين لم يخلق مثلهم كبشر في الضخامة والقوة، بينما فسرها بعضهم بأن المقصود مدينة تسمى أرم هي التي لم يخلق مثلها ، ذكرت في سورة الفجر في القرآن
قصة ارم ذات العماد
بعد أن نجى الله تعالى نبيه نوحاً ومن آمن معه في السفينة، وأغرق كل ما سواها على الأرض استمرّت عبادة الله وحده فترة طويلة من الزمن، حتى تعاقبت الأجيال وفسدت الأحوال وظهر الشرك مؤخّراً، فأرسل الله تعالى نبيه هوداً -عليه السلام- إلى قوم عاد، بعد أن مالوا عن الحق وأشركوا الله في العبادة واتّبعوا الهوى وتجبروا في الأرض، أرسل الله لهم نبياً منهم ذو خلق رفيع ونسب كريم يدعوهم إلى التوحيد وحسن الأخلاق، لكنّ القوم كفروا به وكذّبوه واتّهموه بالسفاهة والكذب، حتى لحق بهم عذاب الله تعالى
هل مدينة ارم ذات العماد موجوده؟
تعد مدينة إرم ذات العماد مدينة رفيعة البنيان مفقودة، ويرجح انها تقع في صحراء الربع الخالي، ولم يصدق الواقع هذه المدينة، حيث قال قوم إنَّ الله خسفها ولم يعد لها وجود، وهذه المدينة مسكن قوم عاد، والعماد هي: عماد بيوت الشعر، ويُقصد بها القبيلة، وقيل إنَّ عماد بيوتها كناية على طول أجسام قوم عاد، حيث قيل في صخر: «رفيع العماد طويل النجاد»، حيث يدل طول الأجسام على قوة أصحابها، وقيل إنَّ شداد بن عاد بنى هذه المدينة في بعض صحاري مدينة عدن.
لم يكتشف موقع هذه المدينة (أو القبيلة) بالتحديد بعد، وهناك خلاف على موقعها بعض الباحثين رجحوا أن تكون في الجيزه بمصر أو دمشق أو الإسكندرية وبعضهم رجح أنه جبل رام بالأردن وهناك من يرجح أنها مدينة أوبار بالقرب من صحراء الربع الخالي في سلطنة عمانإلا أن أبحاثا حديثة عام 2002 فندت هذه التوجه ولم يثبت اي منها لقلة المعلومات والأدلة عن هذة المدينة التي يكتنفها الغموض.
لكن كل الروايات المأخوذة في الغالب تشير إلى أن «عاد» هو أحد الشّعوب العربيّة البائدة التي سكنت في المنطقة الممتدة ما بين اليمن وعُمان
فيرال بناء مدينة إرم ذات العماد
ذكر بعض المفسرين عند تفسير قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ، أنَّ شداد بن عاد كان ملكاً قوياً وشديد البطش، وعندما سمع بجنة عدن التي وعد الله تعالى بها لعباده المؤمنين عزم على بناء أرض شبيهة لها في الأرض. بنى شداد مدينة إرم ذات العماد، وهي مدينة عظيمة وقوية، حيث كانت قصورها من الذهب والفضة، وأساطينها من الياقوت والزبرجد، هذا بالإضافة إلى وجود أنواع عديدة من الأشجار والأنهار الجارية، وبعد الانتهاء من بنائها ذهب إليها بأهل مملكته، ثمَّ بعث الله تعالى عليهم عذاباً فهلكوا كلهم، ولكن شداد ومن معه لم يدخلوا هذه المدينة قبل هلاكهم، وبالتالي صار خبر هذه المدينة، وخبر ملكها من آيات الله تعالى في بلاده وعباده.