سؤال وجواب

ما هي النطف المهربة ويكيبيديا وهل تنجح ؟

المحتويات

ما هي النطف المهربة ويكيبيديا وهل تنجح ؟

استطاع الأسرى في داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي أن يبتكرون فيرال “النطف المهربة” من سجون الاحتلال، تستطيع زوجة الأسير إنجاب طفل رغم بُعد المسافات التي تفصلها عن زوجها ومرارة المعيشة في ظل غيابه، ولكن الأمل الذي ينحدر من عزيمتهم قادرة على إحياء أمة بعد بؤسها , حيث انه في ظل الأحكام العالية التي تفرضها إسرائيل بحقّ الأسرى الفلسطينيين والتي تصل إلى الحكم بالمؤبد (مدى الحياة) أو لسنوات طويلة يخرج معها الأسير مُسِنّاً، تمنعهم تلك الأحكام من تحقيق هدفهم بالإنجاب، فالبعض منهم يموت وهم داخل السجون دون أن يتحقق حلمهم بالخروج من السجن والإنجاب

إن فيرال النطف المهربة قائمة على صعوبات كبيرة جداً وخشية كبيرة من عدم نجاحها لطبيعة الظروف الاعتقالية التي يمرّ بها الأسير، وصعوبات الزيارة وإجراءاتها التعسفية، إلا أنها وبمنّة الله لاقت نجاحاً لأكثر من 200 طفل باتوا سفراء الحرية حتى يتحرر آباؤهم من الأسر.


هل تنجح النطف المهربة

كانت ذروة النجاح عندما تمكن الطفل مجد عبد الكريم الريماوي من رؤية والده في سجون الاحتلال، بعد أن نجحت والدته في تهريب حيوانات منوية من داخل السجون الإسرائيلية حيث يقبع زوجها المحكوم بالسجن 25 عاما وتلقيحها خارجياً لتنجب الطفل مجد، ثم تنجح في استصدار قرار يسمح لها بإدخال طفلها مجد لرؤية والده داخل سجون الاحتلال.

جاء ذلك بعد أن أنجبت الفلسطينية دلال الزبن طفلها مهند وهو أول طفل يولد عن طريق النطف المحررة، حيث تشجعت ليديا الريماوي زوجة الأسير الفلسطيني عبد الكريم الريماوي على إنجاب طفل من زوجها القابع في سجون الاحتلال.

تقول الريماوي: “كان الطفل مهند بارقة أمل للأسرى المحكومين أحكاماً مؤبدة ولزوجاتهم للاستمرار في هذه الحياة القاسية بعد أن حرمهم الاحتلال الإسرائيلي حريتهم أو الالتقاء في خلوة شرعها القانون”، وتتابع: “العمر يمضي وزوجي غائب، وعند خروجه من السجن سيكون كلانا قد تجاوز العقد الخامس من عمره، لذلك تشجعت على إنجاب طفل بالنطف المحررة ليكون سنداً وعوناً لشقيقته رند التي حرمت من والدها قبل أن تكمل عامها الأول”.

بعد مرور سنة وخمسة أشهر على ولادة ريماوي طفلها الجديد مجد، ومرور 13 عاماً من أسر زوجها، أعادت الكرة لكنها فشلت بسبب تلف العينة، إلا أنها لم تستسلم.

عشرات النطف المحررة تنتظر التلقيح

كانت أولى العمليات الناجحة في العام 2012، لزوجة الأسير عمار الزبن المحكوم 27 مؤبداً و25 عاماً، دلال الزبن. وبعد أن شهدت هذه العملية نجاحاً كبيراً أقبلت زوجات الأسرى على الإنجاب بهذه الطريقة، إلى أن بلغ عدد زوجات الأسرى اللواتي أنجبن بهذه الطريقة 23 امرأة.

وما زالت عشرات النطف المحررة التي هربها الأسرى تنتظر التلقيح الصناعي والإخصاب، وهذه الطريقة استطاعت كسر قيد السجان، وبعثت الأمل والتفاؤل لحياة الأسرى وعائلاتهم المحرومين منها منذ سنوات طويلة.

يكافح الفلسطينيون لتسهيل هذا النوع من الإنجاب، فيتكفل مركز “رزان” في المستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس في الضفة الغربية بدفع التكاليف المالية لإجراءات التلقيح الاصطناعي للأسرى ذوي الأحكام العالية، فيغطي المركز نفقات عمليات الزراعة لزوجات الأسرى، والتي تصل كلفتها إلى ثلاثة آلاف دولار يضاف إليها ألف أخرى في حالة الرغبة بتحديد جنس الجنين.

في المقابل، تضع إسرائيل عقبات أمام هذا الابتكار الذي خلق حياة من داخل زنازين الموت، فمثلاً تحرم سلطات الاحتلال أطفال الأسرى الذين ولدوا من النطف المحررة من إصدار شهادات ميلاد رسمية، لتبيد أي نية لدى الأسرى الفلسطينيين في تهريب نطفهم.

كيف تهرب النطف من داخل السجون؟

يقول مدير مركز “رزان” للتلقيح الصناعي والمشرف على تلقيح النطف المحررة الدكتور سالم أبو خيزران، إن زوجات الأسرى وعائلاتهم نجحوا في تهريب النطف بوضعها مكان النواة في حبة التمر أو الشوكولاتة ونقلها بأسرع وقت ممكن إلى المركز من أجل فحصها وتخزينها وتجميدها، وكانت معظم العينات صالحة.

وبين الدكتور أبو خيزران أنه في المرة الواحدة يصل إلى المركز عشرات الملايين من الحيوانات المنوية، وبعد فحصها تخزن ليستخدم حيواناً منوياً واحداً منها في عملية التلقيح، موضحاً أنه يجري تقسيم العينات إلى أجزاء عديدة لاستخدامها في أكثر من عملية حمل، ويمكن حفظ هذه العينات لسنوات رغم أن الحيوان المنوي يعيش من (24-48) ساعة.

لا يتدخل المركز في كيفية إيصال النطف، بل يبدأ عمله عند استلامه العينة من زوجة الأسير، بحضور اثنين من عائلة زوجة الأسير وآخرين من عائلة الأسير نفسه، وتصور بطاقاتهم الشخصية، ثم يتأكدون ما إذا كانت العينة قادمة من السجون (أي من الزوج الأسير) لحفظ الأنساب، ولا يجري المركز هذه العمليات سوى لزوجات أسرى الأحكام العالية أو الأسرى الذين تقترب نساؤهم من سن اليأس.

وأشار أبو الخيزران إلى أن الزوجة، بعد هذه المرحلة، يطلب منها أن تشهر ما جرى لتعريف المجتمع بأنها تنوي الإنجاب بعينة أطفال أنابيب حتى لا يتهمها المجتمع بالزنا أو غيره، وبعد ذلك توزع العينة طبياً على أمل حدوث الحمل.

وبين أنه حتى الآن أنجبت زوجات أسرى فلسطينيين 30 طفلاً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهناك 8 زوجات لأسرى محكومين بالمؤبدات حوامل بفترات مختلفة، وقرابة 60 عينة لأسرى تنوي زوجاتهم الحمل مستقبلاً، مضيفاً أن المركز يقوم بعمل إنساني في هذا المجال ولا يتلقى أي مبلغ من المال، ويتحمل مسؤوليات العمليات كمسؤولية مجتمعية للمركز.

إسرائيل ترفض منحهم هويات

وتحدث قراقع عن الأثر المعنوي لهذا الإنجاز في نفوس الأسرى وعائلاتهم، رغم العقوبات والأوضاع القانونية القاتمة التي تفرضها إسرائيل على أطفال الأسرى من النطف المحررة، فمثلا ترفض دولة الاحتلال إعطاء هؤلاء الأطفال بطاقة هوية فلسطينية، كما ترفض الاعتراف بشهادات الميلاد وأرقام الهويات التي تخرجها وزارة الداخلية الفلسطينية، كما تمنعهم من زيارة آبائهم في السجن للمضايقة على المعتقلين وتعقيد تواصلهم مع الخارج لكون هذه الاجراءات غير قانونية، معرباً عن أمله بأن تكون هذه بهرجة كلامية لا تطبق على الواقع.

وعن دور دعم السلطة الفلسطينية لعائلات الأسرى اللواتي يحملن من النطف المحررة، يؤكد قراقع أن السلطة الفلسطينية تدعم هذه المبادرات، فعمليات التخصيب تتم بالمجان وبدعم من وزارة الصحة الفلسطينية والمراكز المتعاملة معها وبالاتفاق مع هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية.

                     
السابق
إذا كان 9 + l = 15 قيمة المساعدة
التالي
من هو فادي فتال ويكيبيديا وش اصله ؟

اترك تعليقاً