المحتويات
نظرة عامة عن السويد
تعدُّ السويد (بالإنجليزية: Sweden) دولةً من دول القارة الأوروبية، وتقع في شمال القارة بين دولتي فنلندا والنرويج، وتطل على كل من بحر البلطيق، وخليج بوثنيه، ومضيق كاتيغات، وتحتل بحدودها مساحةً جغرافية تبلغ 450,295كم2ويبلغ عدد سكان السويد 10 ملايين نسمة وهو ما يعادل 0.13% من إجمالي سكان العالم، ولعل أكثر ما يُميّزها هو الكثافة السكانية المنخفضة، وكثرة البحيرات، والغابات الشاسعة، والحدود الساحلية الطويلة، والتفاوت الكبير في حالات الطقس؛ فالنهار طويل والليل قصير خلال فصل الصيف، وعلى العكس من ذلك خلال فصل الشتاء، كما أن بعض المناطق السويدية الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية لا تشهد وجود الليل أبداً، في حين أن مناطق أقصى الجنوب مثل مدينة ستوكهولم تشهد ليالي قصيرة نسبياً.
ستوكهولم عاصمة
السويد تُمثّل مدينة ستوكهولم العاصمة الاقتصادية، والثقافية، والإدارية لمملكة السويد،بالإضافة إلى أنها المدينة الأكبر في البلاد، وأكثر العواصم اكتظاظاً بالسكان في منطقة شمال القارة الأوروبية، كما أنها تُعتبر المقر الرئيسي للمباني الرئاسية و الحكومية، مثل مبنى البرلمان، والمحاكم العليا، وقصر ملك السويد، ومنزل رئيس الوزراء، وقصر ستوكهولم الذي يُعتبر المكان الذي يُمارس فيه الملك واجباته الرسمية وتعتبر ستوكهولم أيضاً مركزاً ثقافياً وتاريخياً مهماً حيث تضمُّ العديد من المعالم الثقافية مثل المتحف البحري فاسا، كما أنها تحتضن أنشطة مميزة مثل حفل جائزة نوبل السنوي، وتشتهر العاصمة عالمياً باهتمامها في مجال النقل والطاقة المتجددة، وتجدر الإشارة إلى أن اقتصادها أصبح واحداً من أكثر الاقتصادات إنتاجية على مُستوى العالم، ويعود السبب في ذلك إلى خلق قوى عاملة على قدر كافي من التقنية والعلم، وتأمين وجود بنية تحتية حديثة، وشركات وجامعات متطورّة ومتقدمة.
أصل تسمية ستوكهولم
ظهر اسم ستوكهولم لأول مرة في عام 1252م، وهناك العديد من الروايات حول سبب تسمية مدينة ستوكهولم بذلك؛ ومنها أن اسم المدينة مستمد من كلمة ستوك (بالإنجليزية: Stock) والمأخوذة من الكلمة السويدية ستوكر (بالسويدية: Stokker)، والتي تعني أعمدة الحطب، وتم إضافة كلمة هولم (بالإنجليزية: Holm) أي الجزيرة الصغيرة، وتشير رواية أخرى إلى أن سبب التسمية يرجع إلى أن سكان ستوكهولم استخدموا الأعمدة لتحديد المعالم المهمّة كالأسواق والحدود، وهو ما يتشابه مع مدينة البندقية؛ فقد وصف الكاتب يعقوب زيجلر في كتابه “شونديا” مدينة ستوكهولم بكثرة أعمدة الحطب وأنها تشبه البندقية، وقد حصل الكاتب على هذا الوصف من سكان سويديين التقى بهم خلال رحلاته، وتشير إحدى الروايات إلى أن ستوكهولم استخدمت أعمدة الحطب لقطع طرق الشحن إلى الأرخبيل؛ لمنع السفن الأخرى من الدخول، أو لفرض الرسوم على زوار المدينة، وبالتالي جاءت تسمية المدينة بستوكهولم دلالة على استخدام هذه الأعمدة
نظام الحكم في ستوكهولم
تعتبر بلدية ستوكهولم البلدية الأكبر في السويد، وهي تتيح لسكان المدينة العديد من الخدمات والأنشطة التي يتم تنفيذها بشكل مؤسسي أو إداري، ويُمثّل مجلس المدينة الهيئة العليا القادرة على صُنع القرار في ستوكهولم،وتحظى هذه المدينة ببيئة سياسية وتنظيمية تُساهم في نجاح مختلف الأعمال والأنشطة التجارية، ويعود الفضل في ذلك إلى قوة الحكومة الإقليمية، وتمتعها بالحكم المالي الذاتي، بالإضافة إلى الشراكة الفعّالة بين المؤسسات الخاصة والمدنية والمؤسسات في القطاع العام، والتسهيلات المقدمة للشركات كتخفيض الضرائب، وتحقيق البيئة القانونية والتنظيمية
الصناعة والتجارة في ستوكهولم
تُعتبر مدينة ستوكهولم المركز الصناعي للسويد؛ فهي تساهم في العديد من الصناعات المهمة، مثل صناعة الكيماويات، والمعادن، والآلات، والورق، والطباعة، والمواد الغذائيةومعدات النقل، بالإضافة إلى الصناعات التي ترتكز على التكنولوجيا، والتي تُمثّل مقوّماً أساسياً من مقومات النمو الاقتصادي كما تُمثّل ستوكهولم ثاني أَكبر ميناء في البلاد بعد مدينة غوتنبرغ، والمركز التجاري في البلادفهي تحظى بقطاع تجاري قوي؛ إذ تصل مساهمة هذا القطاع إلى 46% من إجمالي الناتج المحلي، و 34% من إجمالي الوظائف والأيدي العاملة، وتمكّنت ستوكهولم بفضل قطاعاتها المتطورة من المساهمة في 28.8% من إجمالي صادرات البلاد، و 35.6% من إِجمالي تِجارة السِلع الوطنية.
التعليم في ستوكهولم
تُبدي مدنية ستوكهولم اهتماماً كبيراً بقطاع التعليم لمواطنيها؛ حيث تتيح الخدمات التعليمية والتربوية من حضانات، ومراكز رعاية تابعة للبلدية أو لجهات خاصة لمن يقل عُمرهم عن خمس سنوات ويزيد عن سنة، ويكون ذلك لأبناء العاملين، أو الطلبة في الدراسات العُليا، أو حتى للأشخاص من الحالات الفردية المحتاجة، ويتم مراعات أن يكون مركز الرعاية أقرب ما يُمكن إلى منزل الطفل، بالإضافة إلى ذلك، منحت ستوكهولم فرصة التعليم الثانوي حتى سن العشرين مجاناً وبشكل اختياري، ويُمكن الالتحاق بالتعليم الثانوي العالي بشرط النجاح في مواد اللغة السويدية، والإنجليزية، والرياضيات خلال المرحلة الثانوية المدرسية.