المحتويات
متى جمع عثمان القران
مصحف عثمان أو المصحف الإمام هو المصحف الذي جمعه الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، وأمر بكتابته وإرسال نُسخ منهُ إلى الأمصار الإسلامية. بعد وفاة النبي محمد، جُمع القرآن في مصحف واحد بأمر من الخليفة الأول أبي بكر الصديق، ولما آلت الخلافة لعثمان بن عفان اتسعت الفتوحات الإسلامية وانتشر الصحابة في البلاد المفتوحة يعلمون الناس القرآن كل بقراءته. ولما لاحظ الصحابي حذيفة بن اليمان اختلاف المسلمين في القراءة وبعض هذا الاختلاف مشوب باللحن، أخبر الخليفة بذلك، فأمر عثمان بجمع المصحف على حرفٍ واحد، وأرسل إلى حفصة بنت عمر بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها ليجمع القرآن منه، وأمر عثمان بنسخ عدة من المصحف لتوحيد القراءة وأمر أن توزع على بلاد المسلمين، كما أمر بإعدام ما يخالف هذا المصحف.
شَكّل عثمان بن عفان لجنة لكتابة المصحف تضم: زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ثم دفع إلى زيد بن ثابت والقرشيين الثلاثة المصحف الذي كان عند حفصة بنت عمر، وأمرهم بنسخ مصاحف منها، وقال: «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم». بُدئ في جمع ونسخ المصاحف في آخر سنة 24 هـ وأوائل سنة 25 هـ، ولم يُؤرخ في كتب المؤرخين المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابة المصحف.
لمصحف عثمان الفضل العظيم في تيسير حفظ القرآن الكريم وتلاوته، ودرء الفتنة والخلاف الذي وقع بين القراء، ووأد استشراء اللحن في قراءة آيات القرآن الكريم. كما حفظ مصحف عثمان للمسلمين ترتيب السور والآيات على ما هي عليه الآن، بالإضافة لتوقيف القرآن على الرسم العثماني
جمع القرآن في عهد النبي
كان النبي محمد قد اتخذ عددًا من كتاب الوحي وهم: الخلفاء الراشدين الأربعة وزيد بن ثابت وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم من الصحابة، وكان إذا نزل عليه شيئًا من الوحي أمر أحدهم بكتابته، ولم تكن أدوات الكتابة متوفرة عندهم، بل كانوا يكتبون على العسب واللخاف (الحجارة الرقيقة) والرقاع والكرانيف (الخشب الذي يوضع على ظهر البعير) والأكتاف. روى عثمان بن عفان أن رسول الله كان إذا نزل عليه شيئاً من القرآن يدعوا بعض من كان يكتبه فيقول: «ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا». من أهم ماكان يميز جمع القرآن في عهد النبي أنه كان يكتب على الأحرف السبعة، وأنه كان مرتب الآيات أما السور فكان في ترتيبها اختلاف، ولم يكن مجموعًا في مصحفٍ واحد، بل كان متفرقًا في الرقاع والأكتاف، وفيها يقول زيد بن ثابت: «قبض النبي ولم يكن القرآن جُمع في شيء»
المُصْحَف العُثْمانِي
أسباب الجمع
يُعد جمع الخليفة عثمان بن عفان للقرآن الكريم هو الجمع الثاني في عهد الخلفاء الراشدين. عندما اتسعت الفتوحات الإسلامية انتشر الصحابة في البلاد المفتوحة يعلمون أهلها القرآن وعلوم الدين، وكان كل صحابي يُعلم طلابه بالحرف الذي تلقاه من الأحرف السبعة، فكان أهل الشام يقرأون بقراءة أبي بن كعب، فيقرأون بما لم يسمع أهل العراق، وكان أهل العراق يقرأون بقراءة عبد الله بن مسعود، فيقرأون بما لم يسمع أهل الشام، فيكفر بعضهم بعضًا. روى ابن الجزري: «فنحن نقطع بأن كثير من الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقرؤون بما خالف رسم المصحف العثماني قبل الإجماع عليه، من زيادة كلمة أو أكثر، وإبدال أخرى بأخرى، ونقص بعض الكلمات كما ثبت في الصحيحين وغيرها، ونحن اليوم نمنع من يقرأ بها في الصلاة وغيره منع تحريم لا منع كراهة، ولا إشكال في ذلك. ومن نظر أقوال الأولين علم حقيقة الأمر