تعليم

تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها ( 1 ) ثانوي مكتوب

المحتويات

تعبير كتابي عن التسامح للسنة اولى 1 ثانوي

إنّ كتابة تعبير يعتبر شيء أساسي في أي لغة من لغات العالم، فهو ما يمنح الأفكار أهميتها، وهو الأداة التي تُخرج هذه الأفكار من العدم إلى الوجود ليعبّر بها الإنسان عن مكنونات نفسه وخباياها، والتعبير فنّ لغوي كأيّ مهارة يستطيع الإنسان اكتسابها وتطويرها بالتعلّم والتجريب، لا سيما أنّها مهارة ضرورية يحتاجها الفرد في شتى مراحل حياته ، واليوم نقدم لكم قراءنا الأعزاء تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها ، حيث سيتناول تعبيرنا أهمية التسامح في تقدم وبناء المجتمعات والإسهامات التي يقوم بها خصال التسامح ، وقد تسيطر على الإنسان في بعض الأحيان ذات سلبية تحثه على الثأر من أصدقائه الذين ظلموه وتصور له الصداقة نوعًا من العلاقات الملائكية، لكن النفس الطيبة تأبى إلا المسامحة وتعلم أن خير الخطائين التوابون.

التسامح

يبرز التسامح كمهارة من مهارات الحياة المهمّة، وصفة في المجتمعات المُتحضِّرة التي لا يتقيّد فيها الإنسان بتقاليد، وعادات تحكم نظرته للآخرين؛ فيكون منفتحاً مُتقبِّلاً للناس على اختلافهم، وهو ما يؤدّي إلى التعايُش السلميّ بينَ الفئات المختلفة في المجتمع، علماً بأنّ التسامح يُطبَّق على العديد من الجوانب، كالتسامح العرقيّ، والتسامح المهنيّ، والتسامح المَبنيّ على الجنس، والتوجُّه الجنسيّ، والتسامح الدينيّ، وغيرها.


ما هو التسامح ؟

يُعرَّف التسامح في قاموس أكسفورد الإنجليزيّ بأنّه: العمل، أو الممارسة المُتمثِّلة بتحمُّل الألم، أو المَشقّة. ويُعرَّف أيضاً بأنّه: القوّة، أو المقدرة على التحمُّل.[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن الوصول إلى العديد من التعريفات التي تُوضّح معنى التسامح؛ فهوَ أحد أكثر المفاهيم المُتنازَع عليها في البحث العلمي الاجتماعيّ؛ فكلمة تسامح تعني: الانفتاح على التنوُّع، والتعدُّد بمختلف أشكاله. وهي تعني في الأدب الفلسفيّ بأنّها: ردّ فعل الإنسان تجاه شيء يرى أنّه صعب، أو إشكاليّ بالنسبة إلى ما يعتنقه، ويعرفه، كالأفكار، والآراء، والأشخاص، والمجموعات، والقِيم، والسلوكيّات المُتعلِّقة بهم، وهو يظهر على شكل القبول. أمّا التسامح كمصطلح في السياسة فيعني: قبول الأفراد المختلفين، وإعطاءهم حقّهم في المشاركة في الحياة السياسية، وقبول الخصوم السياسيّين الذينَ لديهم آراء مختلفة.

أهمية التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

للتسامح أثر طيّب في حياة المجتمع؛ فالأشخاص الذينَ يُبدونَ التسامح تجاه الآخرين من المحتمل أن يصبحَ حالهم أفضل من الأشخاص الأقلّ تسامُحاً. ومن الناحية الاقتصاديّة يُعتبَر التسامح مقياساً لمدى استعداد فرد، أو مجتمع للمشاركة مع الآخرين الذينَ لديهم أيديولوجيّات المختلفة؛ فالتسامح يُحفِّز العقلانيّة لدى الأشخاص، وبالتالي يزيد من قدرتهم على رؤية الآخرين الذين يختلفون عنهم على أنّهم شركاء مُحتمَلون.

كما يُوجِد التسامح بيئة تجذب المواهب، والقدرات جميعها، وبالتالي فإنّ التنوُّع سيكونُ كبيراً في تلكَ المناطق، ممّا يساهم في التقدُّم، والابتكار، والنموّ الاقتصاديّ. ومن الناحية الاجتماعيّة يساهم التسامح في تقليل نسبة التنمُّر، وخاصّةً لدى الأطفال، ويُعتبَر التسامح واجباً أخلاقيّاً تجاه الآخرين، ممّا يعزز احترام الشخص لذاته قبلَ احترامه للآخرين.

التسامح في المجتمع الاسلامي

ومن الأمثلة العظيمة على التسامح الدين الإسلامي، وما قدمه الرسول من أمثلة يقتدى بها، حيث أن الإسلام حث على نشر قيمة التسامح والدليل على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فقد قال عز وجل في كتاب العزيز ” فمن عفا وأصلح فأجره على الله”، وقال أيضا “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا”، وقال أيضا “ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب”.

قد وضع الإسلام قواعد ركيزة للتسامح بين الناس، وأوضح رب العزة لرسوله أنه لا إكراه في الدين، وأمره أن يدعو إلى الإسلام باللين والحسنى وعدم إكراه الناس على الدخول في الإسلام، وقد حافظ الإسلام على حقوق المسلمين وغير المسلمين وحافظ على أمنهم وأبنائهم وكفل لهم حياة كريمة، ونهى أيضا عن قتال غير المسلمين، والعدل بينهم في الأحكام، وقد بين لنا القرآن الكريم درجات التسامح، وهي العفو والصفح والغفران، وذلك في قوله تعالى ” وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم”.

رموز التسامح في المجتمعات الحديثة

ومن الشخصيات التاريخية الحديثة التي لعبت دورا هاما في نشر قيمة التسامح:

الشيخ زايد

“الشيخ زايد”: في دولة الإمارات العربية المتحدة في داخلها وخارجها، والذي أصبح رمزا للتسامح على المستوى العربي والخليجي وحتى على المستوى الدولي، اسم “زايد الكريم” يذكر أينما ذكر التسامح، حيث أنه لعب دور عظيم في غرس قيمة التسامح في العالم بأسره، واستخدمه كركيزة للوحدة في التاريخ العربي الحديث، ويسعى العالم حتى الآن من شرقه إلى غربه للاحتذاء بنموذجه التنموي.

نيلسون مانديل

“نيلسون مانديلا”: والذي يعد مثالا عظيما لصفة التسامح، حيث أنه سجن لمدة سبعة وعشرين عاما، وقد ذاق خلال فترة حبسه أشد أنواع التعذيب ممن قاموا بسجنه بسبب الفصل العنصري من خلال البيض، ولكنه بالرغم من ذلك لم يكرس نفسه للانتقام منهم وأخذ حقه عندما أصبح رئيسا للبلاد، ولكنه بدلا من ذلك سيطر على شهوة الانتقام وتحلى بالتسامح وقام بإصدار عفو عن هذه المجموعة العنصرية التي تسببت في المعاناة التي عاشها، وقام بخلق نموذج يحتذى به للتعايش العرقي في جنوب أفريقيا، وقد حصل جراءا لذلك على جائزة نوبل العالمية للسلام في عام 1993.

غاندي

“غاندي”: أصبح غاندي رمزا للتسامح عالميا من خلال ما قام به في الهند أثناء الحكم البريطاني، حيث أنه سار على مبدأ “اللا عنف”، ولم ينظر للديانة ويجعلها أساس مبدأه، وقد حارب للحصول على استقلال الهند ما يزيد عن خمسين عاما، ورفض في مبدأه العنف واستباحة الدماء.

وعندما اشتبك الهنود مع القوات البريطانية في حركة العصيان المدني أوقف أعمال العنف، وفي النهاية حقق حلمه باستقلال الهند عن بريطانيا، ودعا أيضا إلى احترام جميع الأديان لحقوق الأفراد وارجاع الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين، وعدم التمييز بين البشر بسبب الاختلافات العرقية، ودافع عن مسلمي الهند، وقد تسبب ذلك في مقتله على يد أحد الهنود الذي غضب من دفاع غاندي عن المسلمين، وذلك في عام 1948.

محمد بن راشد آل مكتوم

حينما أوضح سمو الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم”، نائب رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في المقال الذي تم نشره في شهر مارس عام 2016 أسباب تنصيب وزير التسامح قائلا: التسامح ليس شعارا، ولكنه صفة يجب أن نعتز بها ونمارسها، يجب نسجها في نسيج مجتمعنا لحماية مستقبلنا والحفاظ على التقدم الذي أحرزناه”،

كل هذه الأمثلة وغيرها تشير إلى أن: التسامح ركيزة أساسية لبناء أي مجتمع، ويقوي ويزيد التماسك بين الأفراد، وعن طريق التسامح نالت بلدان كثيرة استقلالها مثل جنوب أفريقيا ورواندا، والتي كانت من الممكن أن تظل كما هي لو استمرت في أعمال العنف والقتال والدماء، ولا ننسى الهند أيضا التي خرجت من الاحتلال البريطاني وتقدمت بسبب التسامح، وغيرهم من الدول الأخرى التي انتشر فيها السلام والطمأنينة والاستقرار،

في خاتمة عن التسامح يمكن القول بأن هذا دليل على أن التسامح يلعب دور كبير في بناء المجتمعات والخروج بها إلى النور من أحلك الظلام وأن التسامح أهم بكثير من القوات العسكرية، وكل هذه الأمثلة وغيرها ستظل محفورة في ذاكرة جميع الأمم والأجيال، ويجعلهم العالم رمزا ومثلا يقتدى به.

الأكيد من بين ذلك كله أنه لا وجود للتقدم أو التنمية بدون وجود التسامح بين الناس وجعله أساس الاستقرار والأمن، ولأنها صفة نادرة يجب تدريب النفس عليها، وتعزيز صفة التسامح، وعدم التفرقة بين الناس في المعاملات، وعندما نتحلى بهذه الصفة سوف تتغير حياتنا للأفضل، بل ستنقلب رأسا على عقب. [1]

                     
السابق
من هي لانا روز ويكيبيديا السيرة الذاتية كاملة
التالي
من الذي سمى النبي محمد ومن كفيله؟

اترك تعليقاً