معنى القابلية للاستهواء
القابلية للإستهواء ، تعنى تقبل وتصديق ما ينقله الغير من معلومات أو أفكار ، دون نقد أو تمحيص وهى حالة من الركود العقلي التام التي لا يسعى المصاب بها إلى التفكير ، بل يسلم دفة سفينته الفكرية للآخرين الذين يقودونه حيثما يشاءون لذلك فهي في علم المنطق ، من ضمن العوامل الذاتية للوقوع في خطأ التفكير والتقدير
ومن القصص الطريفة المعبّرة عن القابلية للاستهواء : أن بعض اللصوص ، أرادوا سرقة ماعز لرجل قد اشتراها للتو من سوق القرية وفى طريقه إلى بيته ، وقف اللص الأول فى بداية الطريق ، وقال له : كيف تكون رجلاً كبيراً وعاقلاً وتمسك بيدك قرد ؟!
فقال الرجل : أنها ماعز !
وفى منتصف الطريق ، تقدم إليه اللص الثاني ، وهو يدق على طبلة ، ويقول : ألعب يا قرد 0أرقص يا قرد ثم قال للرجل : قردك جميل !
وفى نهاية الطريق ، تقدم إليه اللص الثالث ، وقال له : بكم تبيع هذا القرد ؟
فاذا بالرجل يترك معزته ، ويهرب !
وقديماً ، قال امير الشعراء ، في أمثال هذا الرجل : أثّر البهتان فيه وانطوى الزور عليه يا له من ببغـاء عقلــــه فـي اذنيــــه وأنا أرى أن هذه الثقافة الغوغائية ، كبرت وترعرعت وجندت لها الكثير ،
ولا سيما بين شبابنا ، الذى ينساق وراء المبيدات الفكرية ، ويرهف آذانه لسماع الشائعات والفتن اللا منطقية ، التي تنمى روح العداء بين الآخرين ، وتنشر منهج الهمجية ومن واجب كل القادة الدينيين والفكريين في مجتمعاتنا ،أن يحاولوا جاهدين توجيه من يتبعونهم توجيهاً صحيحاً ، فهذه احدى مسئولياتهم الملقاة على عاتقهم ، لنشر التعايش السلمى والانسجام التام بين الانسان واخيه الانسان وإلا فلا رجاء في نهضة فكرية ، ولا أمل في حضارة متقدمة سامية
معنى القابلية للاستهواء
فحين نتحدث عن الاستهواء (القابلية للإيحاء) Suggestibility : فهو الميل إلى تصديق ما يقال دون تصديقٍ أو تمحيصٍ للاندفاع نحو هدفٍ معينٍ تأثر به تفكيره ، وكقاعدة نفسية نقول: إن بعض الناس لديها درجة عالية من (الاستهواء) … فيمكن معها ارتكاب جرائم بفعل التأثير الكلامي أو السلوكي … ولنأخذ (ظاهرة #التحرش) مثالاً : نجد مثلاً أن المتحرش يستمع إلى مقولة: (جسد المرأة عورة) … فيقوم العقل إذا كان غير ناضجٍ بفعل تأثير التعلم والثقافة إلى تشفير وتكويد المعلومة (مركزاً على الجسد) فعندما يرى المرأة أو الأنثى عموماً … يقوم العقل بتنشيط الترابط الدلالي مع الترابط المعنوي مع الترابط البصري موجهاً التمثيل السلوكي له إلى أنه يجب ستر العورة أو انتهاكها طبقاً لمنظومة القيم والعادات والأعراف المتفق عليها في المجتمع … وطبقاً لمفهوم الجسد في المجتمع …فيكون إما بالتغاضي عن العورة … أو في حالة انهيار منظومة القيم أو ضعفها في عقل المتحرش فيكون (الانتهاك)