لا يقتصر تأثير البطالة على الوضع المادي للفرد والأسرة والمجتمع المحليّ فحسب، بل يتجاوز ذلك ليؤثّر على الناحية الصحيّة، ومعدّل الوفيات أيضاً، لا سيّما أن آثارها تمتدّ لسنوات لاحقاً، هذا فضلاً عن كونها تمسّ القطاع الاقتصاديّ المحليّ، وتؤثّر سلباً بارتفاعها على مستوى الإنتاج المحليّ، إذ إنّ زيادة 1% من نسبة البطالة تقلّل الناتج المحليّ الإجماليّ بنسبة 2%.
تعريف البطالة
تعدّ البطالة إحدى المشكلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة المنتشرة في المجتمعات، ويمكن تعريفها على أنها تلك الفئة التي لا تمتلك وظائف معترف بها على الرّغم من امتلاكها القُدرات التي تجعلها مؤهلةً لإشغال موقعٍ وظيفيّ ما، ويجدر بالذكر أنّ مفهوم البطالة لا يشمل كلاً من الفئات الآتية: من ترك وظيفته لمواصلة التعليم، أو ممّن تجاوز سنّ التّقاعد، أو ممّن أصبح عاجزاً عن مواصلة العمل، أو لأسبابٍ وقضايا شخصيّة أخرى، ويمكن التعبير عن هذه الظاهرة عن طريق قياس نسبة البطالة التي تعدّ مؤشراً على الوضع الاقتصاديّ العام، ويتمّ حسابها من خلال قسمة عدد العاطلين عن العمل على العدد الكليّ من القوى العاملة.
الآثار الاجتماعية على البطالة
توجد العديد من الآثار الاجتماعيّة التي تؤثّر سلباً على العاطلين عن العمل، منها:
- انخفاض فرصة الحصول على وظيفة: لا تفضّل الكثير من الشركات توظيف العاطلين عن العمل منذ فترة زمنية طويلة، على الرغم من امتلاكهم المهارات والمؤهّلات التي تناسب الوظيفة المُتَاحة، هذا فضلاً عن كون البطالة تؤدي إلى فقدان الكثير من المهارات التي اكتسبت أثناء فترة العمل السابقة، لعدم الاستمرار في استخدامها، الأمر الذي يصعّب فرصة الحصول على وظيفة جديدة، وقد أشارت دراسةٌ سويديةٌ في عام 2008م أنّ مهارات فهم القراءة انخفضت عند العاطلين عن العمل لمدّة عام بنسبة 5%.
- التطرّف والعنف: تعتبر فئةُ الشباب العاطل عن العمل هي الأكثر عُرضةً للانضمام إلى الجماعات المتطرّفة، فمن السهل إقناعهم بأهداف هذه الجماعات، خاصةً أنّ معظمهم لا يمتلكون أهدافاً محددةً في حياتهم، فيعتبرون كلاً من التطرّف، والعنف طريقة للتّعبير عن الذّات.
- الهجرة: إنّ عدم القُدرة على إيجاد حلولٍ لمشكلة البطالة، أجبرت الكثير من الشباب على التفكير بالهجرة إلى خارج البلاد لإيجار فرصة عمل.
- الجريمة: قد تؤدي البيئة غير المستقرة للمتعطل، وشعوره بالوحدة لابتعاده عن المجتمع الخارجي الذي يعيش فيه إلى ظهور الجريمة وتفشّيها بالمجتمع، ولكن لا يعني هذا أنّ جميع المتعطلين هم أصحاب جرائم وأسبقيات، لكن البطالة، والفقر، وانخفاض مستوى الاقتصاد العام تعتبر من أسباب وقوع الجرائم.