المحتويات
من الذي منع دفن الإمام الحسن عند جده
هل فعلا عارضت عائشة دفن سبط نبي المصطفى صلى الله عليه و آله إلى جانب جده الأمجد أبوالقاسم محمد صلى الله عليه و آله ؟ و هل هذه الرواية صحيحة عند القوم ( أرجوا بحثا سنديا و رجاليا لو سمحتم في إسناد هذه الروايات عند القوم ) فهم ينكرونها مع ذكرها في كتبهم . هذا السؤال من أهم الأسئلة عندي و أريد جواب المصادر لهذا الجواب مقرونا مع بحث توثيقي في صحة رجال و إسناد هذه الروايات .
السّؤال الثالث والأربعون : في سبب منع عائشة دفن الإمام الحسن بجوار جده :.
سيدي الكاظم الزيدي: ماسبب رفض عائشة دفن الإمام الحسن ؛ بجوار جده رسول الله -صلوات الله عليه وعلى اله- ؟.
الجَواب :
أنّ الرّوايات في سَبب منع دَفن الإمَام الحسَن بن عَلي إ في بيت رسول الله ص، مُتضاربَة، ففي رواية (الاعتبار وسُلوة العارفِين) وفي (مآثر الأبرَار) وفي إحدَى روايَتي (مقاتل الطالبيين) وفي إحدَى روايات (شرح النّهج) لابن أبي الحَديد، وذكرَها العلاّمة الشّرفي في (اللآلئ المُضيئة): أنّ عائشَة خرجَت وقد ركبَت بغلةً واستنفرَت بني أميّة، فجمعَ مروان بن الحكم بني أميّة وأتباعهم ومنعُوا ذلك، هذا رواية، وفي إحدَى روايتَي (مقاتل الطّالبيين) وإحدى روايَات ابن أبي الحَديد: أنّ عائشَة أذنَت ولكنّ مروان بن الحكَم رفضَ أن يُدفن الحسن إلى جوار رسول الله ص، ويُدفَن عثمان في حشّ كوكَب. وفي رواية ثالثة ذكرها ابن أبي الحَديد: أنّ مروان بن الحكَم منعَ من دفنِ الإمَام الحسَن السّبط ؛ فلمّا أوشكَ القتالُ بين بني هاشم وبني أميّة، قالَ ابن أبي الحَديد: «فلمّا رَأت عائشة السّلاح والرجال، وخَافت أن يَعظم الشر بَينهم، وتُسفك الدماء، قالت: البَيت بيَتي، ولا آذَن لأحَد أن يُدفَن فِيه» (1)، ويَكفي المتحرّي أن يقولَ كمَا قالَ الإمَام مجدالدّين المؤيّدي ؛ : «وَقَد رُوي عَن عَائشة أنّها مَنعَت مِن دَفن الحَسن السّبط ؛ جَنب رسول الله ص وَرُوي أنّها لَم تَمنع، وإنّما مَنعَ بَنُو أميّة، والله أعلم. وأعْدَل الأقوَال عِندِي، مَا قَاله أميرُ المُؤمنين ؛ فِي شَأنهَا: وأمّا عَائشة فَأدركَهَا رَأي النّسَاء وشَيء كَان فِي نفسهَا عَليَّ يَغلِي فِي جَوفها كالمِرجَل، ولَو دُعِيَتْ لتنَال مِن غَيري مَا أتَتْ إليّ، لَم تَفعل؛ ولهَا بَعْد ذَلك حُرمَتها الأولى والحِسَاب عَلى الله» (2)، ونُذكّر أنّه لَم يؤثَر عن سادات العترَة سبّ أو لعَن لعائشة، فليقتفِ الشّيعي نهجَ العترَة في تلكَ المُوازنَة بين التشكّي والتوجّع وبين السّب واللّعن، وهذا يَكفي في الجَواب .