المحتويات |
اجابة السؤال من قائل النهر يحفر مجراه هي :
لا يمكن الحديث عن الحركة الإصلاحية في السعودية التي ظهرت بعد الغزو العراقي للكويت، وما تلاه من أحداث وتداعيات منذ أوائل التسعينيات، من دون أن نضع الحامد في القلب منها، فالرجل بدأ نضاله مبكراً من خلال مطالبه ومداخلاته السياسية وكتابة العرائض الإصلاحية التي طالب فيها النظام السعودي بالإصلاح التدريجي، من أجل الانتقال من حكم ملكي مطلق إلى حكم ملكي دستوري، يوسّع حيّز المشاركة الشعبية في عملية الحكم، من خلال تكوين الأحزاب والانتخابات، ويضمن احترام حقوق الإنسان، وهو ما جلب له مشكلات كثيرة طوال العقود .
الشورى الذي حدّد اختصاصات المجلس وسلطاته، ونظام المناطق الذي حدد وظائف الأقاليم والبلديات واختصاصاتها. وكانت هذه الأنظمة الثلاثة نتيجة عدة متغيرات داخلية وخارجية، ولكن القوة الدافعة وراءها كان التيار الإصلاحي في السعودية الذي نشط بقوة بداية التسعينيات، وأصدر ما كانت تعرف وقتها بالعرائض السياسية التي كانت تطالب بإدخال إصلاحات حقيقية على نظام الحكم، خصوصاً بعد حرب الخليج الثانية. وكان الحامد، ومعه متروك الفالح وعلي الدميني وسلمان العودة وسفر الحوالي وعبد العزيز القاسم وغيرهم في قلب ذلك التيار. ومنذ بداية الألفية الجديدة، وخصوصاً بعد أحداث “11 سبتمبر” في عام 2001، كان الحامد بمثابة “دينامو” الحركة الإصلاحية في السعودية، من خلال عرائضه وكتاباته ومطالباته المتواصلة بالإصلاح السياسي، ومحاولته مأسسة العمل المدني والحقوقي في البلاد، عبر تأسيسه الجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية (حسم)، وتُعَدّ أول جمعية مدنية تدافع عن حقوق الإنسان وتتبنى مطالب الإصلاح السياسي في السعودية، ولم تعترف السلطات بها، وأغلقتها عام 2013، بعد أن اعتقلت مؤسسيها وحاكمتهم، وأبرزهم الحامد ومحمد القحطاني.
ما معنى النهر يحفر مجراه ومتى قالها الحامد
“كان الحامد يؤمن بأن الضغط المستمر من أجل الإصلاح هو بمثابة “النهر الذي يحفر مجراه”، كما قال يوماً في إحدى مداخلاته ، ودفع حياته ثمناً لها. وقد كان يعي حجم المخاطر والتهديدات التي يتعرّض لها بسبب مواقفه وثباته على مبدئه، وأهمها الاعتقال والسجن، وربما الوفاة. وكان يؤمن بأن الضغط المستمر من أجل الإصلاح هو بمثابة “النهر الذي يحفر مجراه”، كما قال يوماً في إحدى مداخلاته. اعتقل قبل أن يصل الملك سلمان وولده الأرعن إلى السلطة بعامين، وقد رأى نهر الإصلاح وهو يُجفّف ويُردم بخطاب إصلاحي زائف، يتبناه ويقوده ولي العهد، وبسياساتٍ حمقاء تطارد المخالفين وتسحقهم بالمناشير وبالرصاص وبالقتل البطيء في السجون والمعتقلات.