من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وقَالَ: حَسَنٌ.
حثنا هذا الحديث على الورع والزهد فيما لا يحتاج إليه؛ حتى يسلم لك دينك، فمن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، التَّدخل فيما لا يعنيه قد يُسبب مشاكل، فمن حُسن إسلام المرء، ومن حُسن إيمانه، ومن حُسن سيرته: عدم التَّدخل فيما لا يعنيه ، فالإنسان إذا ابتعد عمَّا لا يعنيه، ولم يدخل في مشاكل الناس، ولا في سؤال فلانٍ وفلانٍ عمَّا لا يعنيه، فهذا هو من كمال إيمانه؛ لأنه قد يدخل في شيءٍ يضره، أو يُشوش على غيره، أو يُسبب فتنة.
ويقول ﷺ: ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من بطنه؛ لأنَّ ملء الوعاء هذا قد يُسبب تخم كثيرة، وأمراض، ولهذا في تمام الحديث: بحسب ابن آدم لُقيمات يُقمن صلبه، فإن كان لا محالةَ فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه، فالأفضل للمؤمن ألا يشبع؛ حتى لا يتسبب في شيء يضرُّه.
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
إن في الحديث إرشاداً لما فيه حفظ وقت الإنسان من الضياع ، ودينه من الصوارف التي تصرفه عن المسارعة في الخيرات ، والتزود من الصالحات ، مما يعين العبد على تزكية النفس ، وتربيتها على معاني الجد في العمل ، نسأل الله تعالى أن يعيننا على حسن استغلال الأوقات ، وأن يجنبنا فضول الملذات ، إنه جواد كريم .