المحتويات
قرن تعالى الاحسان الى الوالدين وبرهما بتوحيده وعبادته
لكي نتجنب الوقوع في التفريط في حق الوالدين ، نقدم لكم متابعي وقراء موقع فيرال صور التفريط في حقوق الوالدين ، ومعلوم أن للوالدين في الدين الإسلاميّ منزلة عظيمة؛ قد جاء بيان ذلك في آيات القرآن الكريم، وفي نصوص السنّة النبويّة المطهّرة؛ ففي القرآن الكريم جاءت آيات كريمة تحثّ على وجوب برّهما وطاعتهما، ومن ذلك قول الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ*وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بي مَا لَيْسَ لَكَ بهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبعْ سَبيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، وقال أيضاً: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، أمّا من السنّة النبويّة الشريفة فقد روى الإمام البخاري في صحيحه: (جاء رجل إلى رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم، فقال يا رَسول اللَّه: من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أبوك)، وفي حديث نبوي آخر رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود قال: (سألت النبي صلّى الله عليه وسلّم: أي العمل أحبّ إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أي؟ قال: ثمّ برّ الوالدين. قال: ثمّ أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدثني بهنّ، ولو استزدته لزادني)، كما بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر؛ كما جاء في الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه، حيث قال: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال ثلاثاً، قَال: الإشراك باللَّه، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: ألا وقول الزّور، وشهادة الزور، ألا وقول الزّور، وشهادة الزّور، فما زال يقولها حتى قلت: لا يسكت).
من حقوق الوالدين عليك
إنّ للوالدين في الإسلام حقوق على أبنائهم، فهما اللذان ذاقا الألم، والعناء، والمشقّة في سبيل تربية أبنائهم، ومن حقوقهما:[٧] الإحسان إلى الوالدين؛ فقد أمر الله -تعالى- عباده بعبادته، وعدم الإشراك به، ثمّ أمرهم بالإحسان إلى الوالدين، وعدم التأفّف منهما؛ وهو أدنى مراتب القول السيء، فالوالدان هما من أحسنا إلى أبنائهم؛ فالوالد قدّم الإنفاق، والوالدة قدّمت الإشفاق لهم. تكريم الوالدين، ورفعهم المكانة العالية؛ وذلك من خلال الافتخار بهم، والإشادة بهم وبفضلهم، وبما قدّموه لأبنائهم في جميع المناسبات والمحافل. خدمة الوالدين ورعايتهم، وخاصّةً في سن الكِبَر؛ فهم في هذا السّن أحوج ما يكونا إلى الخدمة والرعاية. الدعاء إلى الوالدين بالمغفرة ودخول الجنة، وبأن يوفقهم الله لطاعته، وفعل الأعمال الصالحة التي تقرّبهم إلى الله سبحانه. دعوة الوالدين إلى الله -تعالى- إذا كانا بعيدين عن الله؛ وذلك بدعوتهم إلى الصلاة، وترك المنكرات، والتصدّق بالمال. الرحمة بالوالدين، والتواضع لهما في حياتهما وعند وفاتهما.
آداب التعامل مع الوالدين
ينبغي على المسلم أن يراعي مع الوالدين عدداً من الآداب، منها:
طاعة الوالدين واجتناب معصيتهما؛ فيجب على المسلم طاعة والديه، وأن يقدّم طاعتهما على طاعة كلّ واحدٍ من البشر، ما لم يأمرا بمعصية الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، أمّا الزوجة فإنّها تقدّم طاعة زوجها على طاعة والديها. الإحسان إلى الوالدين بالقول والفعل، وفي كافّة وجوه الإحسان. خفض الجناح للوالدين، والتذلّل والتواضع لهما.
البعد عن زجر الوالدين؛ وذلك يكون بلين الخطاب، والتلطّف عند الكلام إليهما، والحذر من نهرهما، ورفع الصوت عليهما. الإصغاء إلى الوالدين، والإقبال عليهما بالوجه إذا تحدّثا، وعدم مقاطعتهما أو منازعتهما الحديث، والحذر من تكذيبهما أو ردّ حديثهما. الفرح بأوامرهما، وترك التضجّر والتأفّف منهما.
مقابلة الوالدين بالبِشر والتّرحاب، بعيداً عن العبوس وتقطيب الجبين.
التودّد والتحبّب إلى الوالدين؛ وذلك من خلال البدء بالسلام عليهما، وتقبيل أيديهما ورؤسهما، والتوسيع لهما في المجلس، وعدم مدّ اليد إلى الطعام قبلهما، وغير ذلك. الجلوس أمام الوالدين بأدبٍ واحترامٍ؛ وذلك بتعديل الجلسة، والبعد عمّا يشعرهما بإهانتهما من قريبٍ أو بعيدٍ.
عدم المِنّة على الوالدين في الخدمة أو العطيّة؛ فعلى الولد أن يقدّم لوالديه ما يستطيع، وأن يعترف بالتقصير إليهما، ويعتذر عن عدم استطاعته أن يوفّي إليهما حقّهما.
مساعدة الوالدين فيما يقومان به من أعمالٍ. تقديم حقّ الأم، والبرّ بها، والعطف عليها، والإحسان لها، على برّ الأب والعطف عليه، والإحسان إليه. البعد عن إزعاج الوالدين. عدم الشجار، وإثارة الجدل أمامهما.
تلبية نداءهما بسرعةٍ، عندما يُسمع نداءهما. تعويد الأولاد على البرّ؛ بأن يكون الوالد قدوةً لأولاده في البرّ بوالديه، والإحسان إليهما. إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين. الاستئذان عند الدخول على الوالدين.
تذكير الوالدين بالله دائماً، ويكون ذلك بمنتهى اللطف والأدب.
الاستئذان منهما، والاستنارة برأيهما فيما يعرض على المرء من أمورٍ وحوادثٍ. المحافظة على سُمعة الوالدين؛ ويكون ذلك بمصاحبة الأخيار، والبعد عن الأشرار، والابتعاد عن أماكن الشُبه.
البعد عن لوم الوالدين وتقريعهما، إذا صدر منهما عمل لا يرضي الولد.
العمل على ما يسرّ الوالدين، وإن لم يأمرا به، من رعايةٍ للإخوة، أو صلةٍ للأرحام، وغير ذلك. فهم طبيعة الوالدين، ومعاملتهما بمقتضى ذلك.
كثرة الدعاء والاستغفار لهما في حياتهما. برّهما بعد موتهما؛ وذلك بأن يكون الولد صالحاً في نفسه، وأن يُكثر من الدعاء والاستغفار لهما، وأن يصل الرّحم التي لا تُوصل إلّا بهما، وأن ينفذ عهدهما، وأن يتصدّق عنهما.
من صور التفريط في حق الوالدين
- الانشغال مع الأصدقاء عنهما.