من عادة أشراف العرب الحضر أن يرسلوا ابنائهم إلى المرضعات في البادية فما الهدف من ذلك ؟ هذا ما نتناوله في مقالنا هذا عبر موقع فيرال ، فقد علمنا من السيرة النبوية الشريفة أنه كان عرف واشراف العرب اعتادوا إرسال أبنائهم إلى البادية لا سيما ارسال الرُضع الى المرضعات وقضاء فترة الطفولة الأولى هناك, فما السبب في ذلك ؟ لا شك ان الاجابة على هذا السؤال نستنتجها من قصة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام عندما تم ارساله الى البادية في طفولته المبكرة ، حيث ان بعض أصحاب السير ان البادية تتصف بهواء صافي وفي أخلاق البادية من السلامة والاعتدال، والبعد عن مفاسد المدنية، ولأنّ لغة البادية سليمة أصيلة ، ولعل هذا من بين ابرز الاسباب التي تدفع باشراف العرب لارسال ابنائهم الى المرضعات في البادية بهدف كسب اللغة الاصيلة في البادية ، وكان هذا الأمر موجودًا فعلًا لكنه لم يكن الأساس كما رسخ في أذهاننا، هناك شواهد على وجود حالات إرسال الصغار للبادية للرضاعة، فقد ثبت مثلًا أن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب (ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام) كان مسترضعًا في بني سعد أيضًا قبل فتح مكة كما أن إبراهيم بن النبي عليه الصلاة والسلام كان مسترضعًا في “عوالي المدينة” .
ومن امثلة ارسال الصغار للمرضعات في البادية ، ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب (ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام) كان مسترضعًا في بني سعد أيضًا قبل فتح مكة كما أن إبراهيم بن النبي عليه الصلاة والسلام كان مسترضعًا في “عوالي المدينة” ولكن لم يكن هذا عادة يتبعها اهل قريش مع كل طفل يولد ، فـ الحمزة عم النبي مثلًا كان أكبر من النبي عليه الصلاة والسلام وكان لا يزال في عمر الرضاعة عندما ولد النبي ورضع معه من ثويبة كما تقدم، أي أنه كان في مكة ولم يكن في البادية كما يفترض حسب الفهم السائد من أن كل العرب كانوا يفعلون ذلك.
من المهم ايضاً ان تعرف عزيزي الطالب ان من عادة أشراف العرب الحضر أن يرسلوا ابنائهم إلى المرضعات في البادية بهدف كسف فصاحة أهل البادية ، حيث ان الطفل كان يرسل وهو رضيع ويعود بعد انتهاء الرضاعة بقليل، أي في الفترة الأولى لتعلمه النطق، وكان الطفل يتعلم الفصاحة اللغوية ، مع العلم بأن الحديث الذي يفسر فصاحة الرسول بنشأته في بني سعد (أنا أعربكم أنا من قريش ولساني لسان بني سعد بن بكر) هو حديث موضوع.
اما بهدف سلامة الهواء والبعد عن الأمراض فهو هدف واردًا جدًا ، حيث كان العرب يؤمنون بالعدوى ويتخذون تدابير وقائية مثل إخراج بعض المرضى من بينهم والحجر عليهم أو الخروج من منطقة العدوى، كما أنه يجب الأخذ بنظر الاعتبار أن مكة باعتبارها مركزًا للحج والتجارة كانت تتعرض لدخول الكثير من الأمراض عبر القوافل التجارية القادمة من مناطق مختلفة وفي ظروف سيئة، لذا فإنه من المنطقي أن يتخذ أهل مكة بعض الإجراءات التي تحمي أبناءهم من العدوى ، لكن هذا لم يكن الأمر الذي يحدث مع الجميع، كان الاستثناء الذي يجب أن يتخذ عند الاضطرار. كذلك من غير الممكن تصور أن عاطفة الأمومة كانت ضعيفة عند نسوة قريش لدرجة التنازل عن أولادهن لسنوات دون وجود عذر مشدد، نستهول الآن كيف تترك بعض الأمهات صغارهن للخادمات الأجنبيات، ونعتبر ذلك من علامات الساعة، فكيف نعتقد أن ذلك كان المعتاد من نسوة قريش وأشراف العرب؟
كما أن القول بأن ذلك كان من “أجل تفرغ النساء للأزواج” – كما قال بعض أصحاب السير- مخالف لما ألفناه من الفطرة الإنسانية التي تؤثر الأمومة كما أنه غير وارد في الواقعة هنا لأن آمنة كانت أرملة أصلًا، وتفرغ النساء لأزواجهن -على فرض حصوله- يمكن أن يتم باستئجار مرضعة في مكة نفسها وليس في البادية.
من عادة أشراف العرب الحضر أن يرسلوا ابنائهم إلى المرضعات في البادية بهدف
الاجابة هي :
- بهدف اكتساب مهارة الشعر وطلاقة اللسان، وسلامة النطق للحروف العربية، وفصاحتهم التي لا مثيل لها بين الناس، وصلابة البنية وقوة الشخصية.