نسرد اليوم أحد المواقف النبيلة من السيرة النبوية العطرة ، وهو موقف لأحد الصحابة المناضلين والذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالشجاعة والإقدام ، وهو قائل عبارة والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو ليفتحن الله لي ، وقد شهد الرسول له شهادة كبيرة في غزوة خيبر .
من القائل : والله لاذوقن ما ذاق حمزة او ليفتحن الله لي
إنه سيدنا علي بن ابي طالب وقد أعطاه رسول الله الراية لفتح خيبر حينما ارتدت كتيبة اخرى بقيادة عمر بن الخطاب فلم يجزع النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ألقى على الصفوف الحافلة بأصحابه وبجيشه نظرةً متفائلة، وقال:
لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ
فَقَالَ: أَيْنَ عَلِيٌّ ؟
فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ
فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ
فَقَالَ: أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟
فَقَالَ: انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ [أخرجه البخاري في الصحيح]
حمل هذه الراية سيدنا علي، وتقدَّم الكتيبة يهرول هرولةً، وأمام باب الحصن نادى: أنا علي بن أبي طالب، وقال: والله، والذي نفسي بيده لأذوقن ما ذاق حمزة أو ليفتحن الله علي ، أي إما النصر وإما الشهادة، وأجرى الله جلَّ جلاله على يد هذا الإمام النصر، وفتح باب الحصن، واقتحمه المسلمون، وتمت نبوة النبي عليه الصلاة والسلام، وهتف المؤمنون: الله أكبر خربتْ خيبر.
اذاً قائل العبارة والله لأذوقن ما ذاق حمزة او ليفتحن الله لي هو ؟
الاجابة : علي بن ابي طالب
ابن عم الرسول محمد بن عبد الله وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.