سؤال وجواب

من هو السلطان العثماني الذي جازى شرب القهوة علينا بالاعدام ….. ؟

المحتويات

سلطان عثماني حرّم القهوة وقطع رأس كل من شربها

مرت القهوة بمراحل تعيسة على مر تاريخها، وكثيرة هي الفتاوى التي حاولت النيل من القهوة، لكن ما من أحد ناصبها العداء كما فعل السلطان مراد الرابع، حيث أمر بقطع رأس شاربها. حكمَ السلطان مراد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السابع عشر، وعزم على القضاء على ذكر القهوة نهائياً، فكان يتجول في المدينة بحثاً عن المخالفين. وعلى خط مواز حذر علماء الدين الأتراك من القهوة لأنها بنظرهم تؤدي إلى القيام بتصرفات غير لائقة.


تتعدد الروايات وتتنوع حول منشأ القهوة، لكن أكثرها تداولاً تلك التي تقول إن راعياً إثيوبياً يدعى “كالدي” لاحظ ذات يوم أن خرافه تقوم بحركات غريبة كلما تناولت من ثمرة البن الخضراء، فقرر أن يتذوقها حيث اختبر تأثير مفعولها السحري على جسده. ومنذ ذلك الحين ما تزال القهوة سارية المفعول. تغزو الصباحات وتنافس كوب الماء في صدارة المشروبات الأكثر استهلاكاً عالمياً، حيث يحتسي عشاقها أكثر من 400 مليار فنجان سنوياً.

وإذا كان الأثيوبيون أول من مضغ ثمرة القهوة، وربما صنع الشراب من أوراقها، فإن الصوفي اليمني الشاذلي كان أول من غلى فنجان قهوة من حبوبها وأفشى سرها بين اليمنيين في القرن الخامس عشر  الميلادي بعد تعرفه عليها خلال زيارته الى أثيوبيا،. ثم سرعان ما انتشرت بين مجالس الصوفية الذين أطلقوا عليها “خمرة الصالحين”، وذلك رداً على فقهاء حرموها ورأوا فيها نوعاً من المسكرات.

لماذا حرمت القهوة ؟

وحرّمت الكنيسة هذا القهوة على المسيحيين قبل أن تتراجع عن ذلك خلال عهد البابا كليمنت الثامن (Clement VIII). فضلاً عن ذلك، قادت نساء إنجلترا سنة 1674 حملة شرسة للمطالبة بمنع القهوة بعد اتهامهن لهذا المشروب بالإخلال بقدرات أزواجهم الجسدية.

وفي فرنسا، لعبت المقاهي دوراً هاماً في إشعال فتيل الثورة سنة 1789، حيث انعقدت أولى الاجتماعات التي تسببت في بداية الاحتجاجات داخل أروقتها، وبسبب ذلك لم تتردد السلطات الفرنسية في الاستعانة بالمرتزقة الأجانب من أجل مهاجمة المقاهي وقتل من بداخلها.

خلال القرن السابع عشر، امتدت معاناة القهوة لتشمل الدولة العثمانية. فخلال تلك الفترة لم يتردد السلطان مراد الرابع، والذي حكم البلاد بقبضة حديدية، في تجريم شرب القهوة ملوحاً بعقوبات قاسية ضد كل من يخالف ذلك.

تولى مراد الرابع الحكم سنة 1623 وهو في الحادية عشرة من عمره وبسبب ذلك ظل الأخير تحت وصاية والدته السلطانة كوسم و”الصدر الأعظم” واللذين عملا على إدارة شؤون البلاد إلى حين بلوغه. ومنذ صغره، سمع مراد الرابع كلاما مرعبا حول القهوة تناقله الوزراء، حيث أكد بعضهم مضارها على الجسم، بيما ذكر البعض الآخر دورها السام في التأثير على الناس وتأجيج كراهيتهم للسلطان. ولهذه الأسباب حمل مراد الرابع منذ صغره كرها شديدا للقهوة. وتزايد حقد مراد الرابع على القهوة أكثر فأكثر بعد أن نقل إليه أحد وزرائه تقريرا خطيرا حول دور القهوة في زيادة غضب الناس ودفعهم للتخطيط ضد النظام.

وبالتزامن مع تشديده لقبضته على البلاد ونجاحه في قمع حركة تمردية ضد حكمه، أصدر السلطان مراد الرابع قراراً منع من خلاله استهلاك القهوة وأغلق جميع المقاهي بعد أن شكك في تجمهر معارضيه داخلها ملوحاً بإعدام كل من يخالف قراره. فضلا عن ذلك، اتجه السلطان العثماني خلال الفترة التالية لتوسيع قرار الحظر، ليشمل المشروبات الكحولية والتبغ.

ولضمان تطبيق القرار الذي أصدره، لم يتردد مراد الرابع في التجول في شوارع القسطنطينية برفقة عدد من قواته التي كانت تراقبه عن بعد، متنكراً في زي إنسان عادي، وحال مشاهدته لشخص يحتسي المشروبات المحرمة كالقهوة والكحول كان السلطان العثماني يقوم بقطع رقبته على عين المكان وأمام ناظر الجميع.

وبحسب، عدد من المؤرخين المعاصرين، تسببت الحملة على القهوة في مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص. وبينما حرم الأهالي من شرب القهوة، لم يتردد مراد الرابع في تناول كميات هامة من هذه المشروبات بشكل يومي.

خلال شهر شباط/فبراير سنة 1640، فارق مراد الرابع الحياة عن عمر يناهز 27 سنة عقب إصابته بالتشمع الكبدي، ليخلفه على إثر ذلك شقيقه إبراهيم الأول.

وشهدت فترة حكم إبراهيم الأول تخفيفا في سياسة مراقبة مستهلكي المشروبات المحرمة، فعند القبض عليه خلال المرة الأولى ينال المتهم عقوبة مخففة تتراوح بين دفع غرامة مالية والجلد، وخلال المرة الثانية يعدم المتهم عن طريق إغراقه في النهر.

تحريم القهوة في الدولة العثمانية

تحريم القهوة من قبل بعض الفقهاء قابله تقديس من قبل آخرين. فقد ظهر عدد من رجال الدين المناصرين لها كالشيخ أبي بكر المكي الذي ألف رسالته “إثارة النخوة بحُكم القهوة”، وفي دمشق كان هناك الشيخ أبو الفتح المكي الذي يصفه بعض المؤرخين بأنه كان “مغالياً في نُصرة القهوة”. أما ابرز المحللين لها فكان القاضي محمد بن إياس الذي أجرى تجربة في بيته قبل إصدار الفتوى. حيث دعا إلى دراته جماعة من الناس وقدم لضيوفه القهوة، واستمر في الحديث معهم في قضايا فقهية وعلمية اختباراً لتركيزهم، وعندما رأى أنّهم حافظوا على تركيزهم، أقرّها وأفتى بأنها حلال.

تسلّح الملوك والسلاطين بالفتاوى الدينية التي أصدرها الفقهاء لتحريم القهوة، فكانت حجتهم أنها تسمم الروح والجسد. لكن بعض المتتبعين لتاريخها وجدوا أن حظرها يعود لأسباب سياسية. ففي المقاهي يتجمع الناس وتدور النقاشات والأحاديث، وفيها تفشى الأسرار، ومنها تنطلق الثورات والتظاهرات. ولأن القهوة لها مفعول كيميائي سحري تورط فيه كبار المفكرين أمثال فولتير الذي كشف أنه كان يحتسي 40 فنجاناً من القهوة يومياً، لهذا فهي كانت مصدر قلق لقدرتها على تنشيط الخيال والأفواه معاً، وهذا ما لم يكن يريده الحكام.

من هو السلطان العثماني الذي جازى شرب القهوة علنا بالاعدام

السلطان مراد

                     
السابق
طريقة التسجيل في المنصة الرقمية amen.social.tn للانتفاع من المساعدات الاستثنائية
التالي
ما معنى قطع العلاقات الدبلوماسية وش معناه ؟

اترك تعليقاً