تعتبر قصص الأنبياء من أجمل القصص التي تمر على حياة الإنسان ، لأنها تعد من المراجع الهامة لكل من يُريد النجاة والفلاح في هذه الدنيا ، فقد جعل الله سبحانه وتعالى في حياتهم آياتٍ وعبر ، فهى شُعاع نورٍ في ليلةٍ ظلماء ، ما إن يقتدي به المرءُ منَّا إلا ويهتدي إلى صراط الله المستقيم ، ومن قصص الأنبياء العجيب الذي ذكر في كتاب الله ، قصة كريم ابن كرين ابن كريم وهو من عائلة شرفها الله بالنبوة والرسالة ، وهو من أنبياء بني إسرائيل الذين بعثهم الله لقومهم خاصة، يدعونهم إلى الهدى والتوحيد، ويعلمونهم الكتاب والحكمة ، إنه سيدنا يوسف – عليه السلام – واليوم نتناول سرد قصة النبي الذي دفن في نهر النيل وهو يوسف عليه السلام ولماذا دفن بنهر النيل .
قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- ، هذه الأُعجوبة الفريدة التي جعل الله لها سورة في مُحكم تنزيله ، فقال سبحانه ” لقد كِان في يُوسُفَ وإخوتهِ آياتٌ للسِائِلِين ” ، فكانت حياة نبي الله يوسف – عليه السلام – مليئة بصعاب الأمور ومشاق المِحَن ، وكُلنا نعلم الكثير من أحداثها ولكن كما بدأت حياة الصديق بأحداثٍ غريبة فقد انتهت بأحداثٍ عُجَاب .
المحتويات
سبب وفاة يوسف الصديق
كان سيدنا يوسف عليه السلام من أجمل مخلوقات الله على الأرض ، فكان حُسنه وبهائه لا يضام ، إلا أنه بقدر جماله وحسنه وعفته فقط لقي من المكيدات والعزائم أضعافاً ، فجزاه الله بأن أصبح عزيز مصر وبه نجا الله أهل مصر من القحط والجفاف ، وبعد كل تلك الصعاب التي مر بها النبي الكريم ، التقى بأبيه وإخوته في أرض الخير مصر وتحققت له رؤياه فسجد له أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ، وبعد أن أحس يوسف -عليه السلام- بإكمال مهمته ورسالته طلب من الله عز وجل مالم يطلبه نبي قبله ومالم يطلبه نبي بعده ، فقد طلب من الله أن يقبض روحه وينقله من دنيا الفناء إلى الحياة الخالدة حيث وجهه الكريم وصحبة النبيين والصديقين ، فقبض الله روحه الطاهرة ، وبعد موته اختلف أهل مصر في مكان دفن العزيز وكل طائفة أرادت أن تحظى بأن تدفنه إلى جوارها وتشاجروا ،وبعد الكثير من الخلاف اهتدوا إلى أن يجعلوه في تابوتٍ من المرمر ويدفنوه في نهر النيل حتي يَعُم الخير في جميع أرجاء مصر .
من الذي أخرج يوسف من النيل؟
ذكر الحَنبلي في روايته أنه أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبي الله موسى -عليه السلام – أن يبحث عن قبر يوسف الصديق وينقله إلى بيت المقدس حيث يُدفَن جوار أبيه و جده يعقوب وإبراهيم -عليهما السلام- ، فظل يبحث كثيراً امتثالاً لأمر الله إلى أن اهتدى إلى رجلٍ يبلغ من العمر ثلاثمائة عام فقال له إن أمه هى الوحيدة على وجه الأرض من تعرف قبر يوسف الصديق -عليه السلام-، فذهب إليها مسرعاً فوجدها امرأة مريضةً وطاعنةً في السن تبلغ من عمرها التسعمائة عام .
لماذا دُفن سيدنا يوسف في نهر النيل ؟!!
فسألها عن قبر الصديق فقالت لن أدُلك عليه حتى تدعو الله لي بأن يمد الله في عمري مثل ما مضى وأن أعود إلى شبابي وصحتي وأن يُدخلني الجنة، فقال لها أنْظِريني حتى أسأل ربي ، فأجاب الله دعوة المرأة وأعادها إلى شبابها ومد في عمرها ، فأخذت المرأة نبي الله موسى – عليه السلام- إلى نهر النيل وقالت إن يوسف في جوف النيل فادعو الله أن يحصر عنه الماء ، فدعى الله فحصر الماء عنه وظهر أمامهم طريق فمشوا فيه إلى أن قالت احفر هنا ،فحفر فإذا بتابوت من المرمر يظهر ، فأخذه – عليه السلام -أثناء خروجه من مصر وذهب به إلى بيت المقدس ودفنه جوار أبيه وجده -عليهم السلام أجمعين- .