كتاب الحاوي الكبير من الكتب التي تركت آثرا كبيرا في حياة كل من قرأ هذا الكتاب او من عاصر جيل الماوردي , فقد تميز هذا الكتاب بغزارة فقهية متجددة ذات سمة مميزة اتسمت بصفة الشمولية والمطابقة للواقع الذي عاش فيه الماوردي، وأنَّ الافكار المتجددة الجادة التي احتواها هذا الكتاب قد جعلته غنياً بمضامين فقهية غزيرة، استند على اساسها وأركانها عدد كبير من الفقهاء وقد اتضح ذلك لنا من خلال ما صنفوه من مؤلفات اشاروا فيها الى براعة ما توصل اليه الماوردي من أفكار فقهية واقعية أوردها في كتابه الحاوي الكبير .
المحتويات
نبذة عن كتاب الحاوي الكبير ؟
يشمل كتاب الحاوي الكبير على آراء كثيرة من المذاهب المندثرة التي نقلت عن الثوري والنخغي والحسن البصري والأوزاعي وابن أبي ليلى وغيرهم، ولكن العلامة الماوردي بما حباه الله من علم غزير؛ لم يشر في كتابه إلى مصدر واحد نقل عنه من أقوال الفقهاء وآرائهم. كما تعرض لأسماء كثيرة من الرجال بأسمائهم وكناهم وألقابهم، لكنه لم يترجم لواحد منهم، كما لم يخرج حديثا واحدا مما استشهد به في كتابه رغم تسميته الحاوي وقد يكتفي بذكر اسم الُسند دة ن أن يعرض لبقيته، أو يذكر الحديث دون إتمامه .
من هو مؤلف كتاب الحاوي الكبير :
هو الامام أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي، الذي كان أكبر قضاة الدولة العباسية، وصاحب التصانيف الكثيرة والنافعة، وهو من أكبر فقهاء الشافعية وقد ألف في المذهب الشافعي كثير من الكتب الضخمة التي تعد مرجعًا أساسيا وهامًا في التفسير، حيث تعلم على يد علماء كثر منهم الحسن بن علي بن محمد الجبلي المحدث، ومحمد بن عدي بن زحر المقرئ ,يذكر انا الماوردي من مواليد البصرة،حيث ولد في عام 364 للهجرة الموافق ل 974 للميلاد، لأب يعمل ببيع ماء الورد فنسب إليه فقيل الماوردي، ارتحل به أبوه إلى بغداد، وبها سمع الحديث، ثمَّ لازم واستمع إلى أبي حامد الإسفراييني، وعمل بالتدريس في بغداد ثمَّ بالبصرة وعاد إلى بغداد مرة أخرى، كان يعلّم الحديث وتفسير القرآن ومن الجدير بالذكر أنّه لقب عام 429 هـ بأقضى القضاة، وكانت مرتبته أدنى من قاضي القضاة، ثم بعد ذلك تولى منصب قاضي القضاة.
نذكر لكم بعض الاقتباسات المذكورة في كتاب الحاوي الكبير …
- وقال القاضي شمس الدين في ” وفيات الأعيان ” من طالع كتاب ” الحاوي ” له يشهد له بالتبحر ومعرفة المذهب ، ولي قضاء بلاد كثيرة ، وله تفسير القرآن سماه : ” النكت ” و ” أدب الدنيا والدين ” و ” الأحكام السلطانية ” و ” قانون الوزارة وسياسة [ ص: 66 ] الملك ” و ” الإقناع ” ، مختصر في المذهب.
- وقيل : إنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته ، وجمعها في موضع ، فلما دنت وفاته ، قال لمن يثق به : الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي ، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة ، فإذا عاينت الموت ، ووقعت في النزع ، فاجعل يدك في يدي ، فإن قبضت عليها وعصرتها ، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها ، فاعمد إلى الكتب ، وألقها في دجلة وإن بسطت يدي ، فاعلم أنها قبلت.
- قال أبو الفضل بن خيرون : كان رجلا عظيم القدر ، متقدما عند السلطان ، أحد الأئمة ، له التصانيف الحسان في كل فن ، بينه وبين القاضي أبي الطيب في الوفاة أحد عشر يوما.
- وقال أبو عمرو بن الصلاح : هو متهم بالاعتزال وكنت أتأول له ، وأعتذر عنه ، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم ، قال في تفسيره : لا يشاء عبادة الأوثان . وقال في : جعلنا لكل نبي عدوا معناه : حكمنا بأنهم أعداء ، أو تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها . فتفسيره عظيم الضرر ، وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة ، بل يتكتم ، ولكنه لا يوافقهم في خلق القرآن ، ويوافقهم في القدر . قال في قوله : إنا كل شيء خلقناه بقدر أي بحكم سابق . وكان لا يرى صحة الرواية بالإجازة.