سؤال وجواب

من هو عمر بن سعد عند أهل السنة

من هو عمر بن سعد عند أهل السنة

أقصد بالتحديد “عمر بن سعد بن أبي وقاص” قرأت عنه أنه خرج أميراً للجيش لكنه لم يشترك في القتل و أخرون قالوا أنه قتل!

معرفة الثقات – العجلي – ج 2 – ص 166 – 167 ) 1343 : عمر بن سعد بن أبي وقاص مدني ثقة كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه وهو الذي قتل الحسين قلت كان أمير الجيش ولم يباشر قتله


بن حجر قال عنه صدوق تقريب التهذيب – ابن حجر – ج 1 – ص 717
4919 – عمر بن سعد بن أبي وقاص المدني نزيل الكوفة صدوق ولكن مقته الناس لكونه كان أميرا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي من الثانية قتله المختار سنة خمس وستين أو بعدها ووهم من ذكره في الصحابة فقد جزم بن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب .

ولكن بن معين يرد روايته فيقول: قال سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد أثقة هو فقال كيف يكون من قتل الحسين بن على رضي الله عنه ثقة؟ الجرح والتعديل الجزء السادس صفحه 110

فهل هذا يعتبر مطعن في سيرته و يحط من قدره عندما نتكلم عن وثاقة الراوي؟ و هل نقول تساهل أهل التوثيق معه؟ بالذات عندما نذكر أنه له رواية أو إثنتين في البخاري!

أولا : حول مقتل الحسين رضي الله عنه :
لا شك أن مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه مصيبة من المصائب ، وأمر جلل ، أن يقتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا الصدد يقول ابن كثير رحمه الله في “البداية والنهاية” (11/579-580) : ” فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه هذا الذي وقع من قتله، رضي الله عنه، فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته، وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا، ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء، وقد كان أبوه أفضل منه، وهم لا يتخذون مقتله مأتما كيوم مقتل الحسين، فإن أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، وكذلك عثمان كان أفضل من علي، عند أهل السنة والجماعة، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم مقتله مأتما، وكذلك عمر بن الخطاب، وهو أفضل من عثمان وعلي، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر، وهو يقرأ القرآن، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتما، وكذلك الصديق كان أفضل منه، ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله، ولم يتخذ أحد يوم موته مأتما يفعلون فيه ما يفعله هؤلاء الجهلة من الرافضة يوم مصرع الحسين، ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة، مثل كسوف الشمس والحمرة التي تطلع في السماء وغير ذلك.وأحسن ما يقال عند ذكر هذه المصائب وأمثالها ما رواه الحسين بن علي، عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” «ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكرها وإن تقادم عهدها، فيحدث لها استرجاعا، إلا أعطاه الله من الأجر مثل يوم أصيب بها» “. رواه الإمام أحمد وابن ماجه ” .

ثانيا : حول عمر بن سعد بن أبي وقاص :
باديء ذي بدء لا بد أن نبرز عدة حقائق يغفل عنها كل من يتعرض لهذا الراوي عمر بن سعد بن أبي وقاص رحمه الله وهي :

الحقيقة الأولى : أن عمر بن سعد بن أبي وقاص رحمه الله تابعي من أهل الصدق ، ومن المجاهدين ذو شجاعة واقدام .

قال العجلي : ” مدني ثقة كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه ” .

قال الذهبي في “ميزان الاعتدال” (3/198): “هو في نفسه غير متهم، لكنه باشر قتال الحسين وفعل الافاعيل “.
قلت : سيتبين أنه خرج الى قتال الحسين مكرها ، ولم يكن له من الأمر شيء .

وقال ابن حجر في “التقريب” : ” صدوق” .

وأخرج له النسائي .

الحقيقة الثانية : خروج عمر بن سعد الى قتال الحسين كان مكرها عليه ، ولم يكن له من الأمر شيئا .
قال ابن سعد في “الطبقات الكبرى” (5/128) : ” فكان عمر بن سعد بالكوفة قد استعمله عبيد الله بن زياد على الري وهمذان معه بعثا. فلما قدم الحسين بن علي العراق أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه وبعث معه أربعة آلاف من جنده وقال له: إن هو خرج إليّ ووضع يده في يدي وإلا فقاتله. فأبى عليه فقال: إن لم تفعل عزلتك عن عملك وهدمت دارك. فأطاع بالخروج إلى الحسين فقاتله حتى قتل الحسين ” .

وقال الذهبي في “سير أعلام النبلاء” (3/300) : ” وأما عبيد الله فجمع المقاتلة، وبذل لهم المال، وجهز عمر بن سعد في أربعة آلاف، فأبى، وكره قتال الحسين، فقال: لئن لم تسر إليه لاعزلنك، ولاهدمن دارك، وأضرب عنقك ” .

الحقيقة الثالثة : اصرار عبيد الله بن زياد على قتل الحسين رضي الله عنه مهما كان الأمر ، ولا شك أنه هو الذي باء باثم قتل الحسين ، فقد أخرج ابن عساكر في تاريخه (45/49) باسناد مستقيم لا بأس به ، عن وهب بن جرير عن أبيه قال : وبلغ مسيره – يعني الحسين – عبيد الله بن زياد وهو بالبصرة فخرج على بغاله هو واثنا عشر رجلا حتى قدموا الكوفة فحسب أهل الكوفة أنه الحسين بن علي وهو متلثم فجعلوا يقولون مرحبا بابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأقبل الحسين حتى نزل نهري كربلاء وبلغه خبر الكوفة فبعث ابن زياد عمر بن سعد على جيش ، وأمره أن يقتله وبعث شمر بن جوشن الكلابي فقال اذهب معه فإن قتله وإلا فاقتله وأنت على الناس قال فخرجوا حتى لقوه فقاتل هو ومن معه حتى قتلوا .

قلت : لقد شك ابن زياد في طاعة ابن سعد له بشأن قتل الحسين ، فبعث معه بشمر بن جوشن الكلابي ليتأكد من مقتله ، أو قتله اذا لم يقتل .

الحقيقة الرابعة : مما يشهد لعدم قبول عمر بن سعد بمقتل الحسين رضي الله عنه ، هو قبوله بما توصل اليه ، ولكن أبى عبيد الله بن زياد الا أن يبوء باثمه .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في “الاصابة” (2/81) : “وكان عبيد الله قد جهز الجيش لملاقاته فوافوه بكربلاء فنزلها ومعه خمسة وأربعون نفسا من الفرسان ونحو مائة راجل فلقيه الحسين وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقاص وكان عبيد الله ولاه الري وكتب له بعهده عليها إذا رجع من حرب الحسين فلما التقيا قال له الحسين :اختر مني إحدى ثلاث : إما أن ألحق بثغر من الثغور ، وإما أن أرجع إلى المدينة ، وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية ، فقبل ذلك عمر منه وكتب به إلى عبيد الله فكتب إليه لا أقبل منه حتى يضع يده في يدي ، فامتنع الحسين فقاتلوه فقتل معه أصحابه وفيهم سبعة عشر شابا من أهل بيته ثم كان آخر ذلك أن قتل وأتي برأسه إلى عبيد الله فأرسله ومن بقي من أهل بيته إلى يزيد ” .

قال الحافظ رحمه الله : ” وقد صنف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف فيها الغت والسمين والصحيح والسقيم ، وفي هذه القصة التي سقتها غنى ” .

الحقيقة الخامسة : أنه لم يباشر قتله بنفسه ، قال العجلي في “معرفة الثقات” (2/166) : ” عمر بن سعد بن أبي وقاص مدني ثقة كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه وهو الذي قتل الحسين ، قلت : كان أمير الجيش ولم يباشر قتله ” ،
وقال ابن حجر في “التقريب” (ص 413) : ” عمر بن سعد بن أبي وقاص المدني نزيل الكوفة صدوق ، ولكن مقته الناس ، لكونه كان أميرا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي، من الثانية ، قتله المختار سنة خمس وستين أو بعدها ، ووهم من ذكره في الصحابة ، فقد جزم بن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب ” .

قلت : فكل من أطلق القول بأنه قتل الحسين بن علي رضي الله عنه ، فانما يقصد بأنه كان أمير الجيش ، وليس المباشر قتله بنفسه .

الحقيقة السادسة : ندم عمر بن سعد بن أبي وقاص على خروجه لقتال الحسين رضي الله عنه ، قال الذهبي في “سير أعلام النبلاء” (3/303) : “وأقبل عمر بن سعد، فقال: “ما رجع إلى أهله بشر مما رجعت به، أطعت ابن زياد ، وعصيت الله ، وقطعت الرحم “ .

الحقيقة السابعة: الجزاء من جنس العمل ، فقد باء عبيد الله بن زياد باثم مقتل الحسين رضي الله عنه ، واصر اصرارا ، فكان جزاءه من جنس عمله ، فقد قتل على يد الأشتر النخعي وجيء برأسه كذلك ، فأخرج الترمذي في “جامعه” (3780) باسناد صحيح الى عمارة بن عمير قال : لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهو يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا . قال الترمذي : ” هذا حديث حسن صحيح” .

ثالثا : حول عدم توثيق ابن معين له :
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في “الجرح والتعديل” (6/111) : انا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب الى قال سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد أثقة هو ؟ ، فقال : كيف يكون من قتل الحسين بن على رضي الله عنه ثقة ؟!! .

قلت : والرد على ذلك من وجوه :

1- تعريف الثقة : هو الذى جمع بين صفتي العدالة والضبط.

2- الامام يحيى بن معين رحمه الله من النقاد المتشددين في الجرح .

3- قصد ابن معين رحمه الله بأنه ليس بثقة من جهة العدالة ، وليس الضبط ، فأراد بأنه ساقط العدالة لأنه كان أمير الجيش الذي قتل الحسين بن علي رضي الله عنه .

4- أن قوله رحمه الله مردود بما أسلفنا من ذكر الحقائق ، وبتوثيق سائر النقاد لعمر بن سعد بن أبي وقاص رحمه الله .

                     
السابق
من هو المسيح الدجال
التالي
اين بنيت اول دار للاسلام على وجه الارض؟

اترك تعليقاً