المحتويات
من هي الصوامة القوامة ؟
هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب إحدى زوجات الرسول محمد، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر. أسلمت حفصة في مكة، ثم هاجرت مع زوجها الأول خنيس بن حذافة السهمي إلى المدينة المنورة، ثم تزوجها النبي محمد بعد وفاة زوجها الأول إثر جروح أصابته في غزوة احد.
زواج حفصة بنت عمر من الرسول صلى الله عليه وسلم
كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي، الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارًا بدينه، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه “صلى الله عليه وسلم”، وشهد بدرًا أولاً ثم شهد أحدًا، وتوفي إثر جراحه، وترك من ورائه زوجته حفصة بنت عمر، فترملت ولها 20 سنة، ما جعل عمر بن الخطاب حزين لابنته الشابة، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها، وهي التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عدتها في أمرها من سيكون زوجًا لابنته. مرت الأيام وما من خاطب تقدم لها، وهو لا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من اهتمامه، فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها، وانتظر عمر أن يتقدم لها خاطب وتطاولت الأيام عليه وابنته الشابة يؤلمها الترمل فعرضها علي أبي بكر الصديق فلم يجبه بشيء، ثم عرضها على عثمان فقال: “بدا لي اليوم آلا أتزوج”. وشكا حاله إلى النبي، فقال “يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة”؟. وعمر لا يدري قول النبي لما به من هموم لابنته، ثم خطبها النبي ونال عمر شرف مصاهرة النبي بزواجه من حفصة، وزوج رسول الله عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها روقية. حظيت حفصة بنت عمر بن الخطاب، بالشرف الرفيع التي حظيت به عائشة بنت أبي بكر الصديق، وتبوأت المنزلة الكريمة من بين أمهات المؤمنين.
لقبت حفصة بنت عمر بالصوامة القوامة
كانت حفصة تتمتع بالعديد من الصفات الحميدة فكانت، الصوامة، القوامة تلك شهادة صادقة من أمين الوحي “جبريل عليه السلام.. وبشارة محققة: إنها زوجتك يا رسول الله في الجنة”. ووعت حفصة، مواعظ الله حق الوعي، وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأديب، وعكفت على المصحف تلاوة وتدبرًا وتفهمًا وتأملاً ما آثار انتباه أبيها عمر بن الخظاب إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك وتعالى ما جعله يوصي بالمصحف الشريف المكتوب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي. بعد وفاة النبي محمد، لزمت حفصة بنت عمر بيتها، ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوى في حدثين هامين، الأول بعد حروب الردة، وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن، قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب، فأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتى وفاته، ثم صار عند عمر. وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول أيها أصح، فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب المصحف لينسخ منه عددًا من النسخ، والثاني لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، همَّت حفصة بالخروج معها، إلا أن أخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج. توفيت حفصة في شعبان عام 41 للهجرة، بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبدالله وعاصم.