هل اصل الرياضيات عقلي ام حسي؟ , أهلا بكم نستعرض لكم كما عودناكم دوما على افضل الحلول والاجابات والأخبار المميزة في موقعنا موقع فيرال ، يسعدنا أن نقدم لكم اليوم نحن فريق عمل موقع فيرال سؤال جديد ومهم لكم اعزائي الطلاب والطالبات في المملكة العربية السعودية، السؤال المهم والذي يجب عليكم اعزائي الطلبة الاستفادة منه في الحياة اليومية، والان نترك لكم حل السؤال: هل اصل الرياضيات عقلي ام حسي؟
المحتويات
هل اصل الرياضيات عقلي ام حسي؟
تعد الرياضيات من أدق وأجزم العلوم في مبادئها ونتائجها ، فهي تعد علما يقوم بدراسة المقادير القابلة للقياس، بمعنى تدرس كميات منفصلة وتخص مجال الجبر وكميات متصلة وهي الهندسة، وحول أصل الرياضيات حدث جدال في الأوساط الفلسفية، فانقسم المفكرون في تفسير نشأة المفاهيم الرياضية إلى نزعتين، نزعة عقلية أو مثالية يرى أصحابها أن المفاهيم الرياضية من ابتكار العقل وبالتالي فهي فطرية ونزعة تجريبية أو حسية يذهب أنصارها إلى أن المفاهيم الرياضية يكتسبها الإنسان عن طريق تجربته الحسية، فهل يمكن القول إن نشأة المفاهيم الرياضية عقلي أم حسى؟
مقالة جدلية حول أصل الرياضيات عقلي أم تجريبي pdf
يعتقد العقلانيون أن الرياضيات تنبع من العقل ، الذي يعتمد على المبادئ الفطرية التي تسبق التجربة الحسية ، وأن هذه المبادئ تتميز بالدقة ، والحدس ، والوضوح ، فكل ما يصدر عن العقل من معاني ومفاهيم يعتبر ضروريا وكليا ومطلقا، وبالتالي فالرياضيات هي جملة من المعاني والمفاهيم التي أنشأها الذهن دون اللجوء إلى الواقع الحسي التجريبي مثل المكان الهندسي والخط المستقيم ومفهوم اللانهائي وغيرها من المعاني الرياضية عقلية مجردة ولا وجود لها في الواقع الحسي، وهذا ما أكده كل من أفلاطون و ديكارت وكانط، الذين اعتبروا أن أصل كل المفاهيم الرياضية هو العقل أفلاطون اعتبر أن كل المعارف و الحقائق توجد في عالم المثل من بينها الرياضيات التي تمتاز بالمطلقية والكمال والثبات ولا تستطيع وصول إلى هذه المعارف الا بالعقل وحده فهو الذي يدركها و يقول في هذا الصدد: “المعرفة تذكر والجهل مان”، وهذا ما أكده أيضا ديكارت باعتباره أن المفاهيم الرياضية اصلها عقلي لأن المعاني الرياضية حسبه في أفكار فطرية موجودة مع وجود الإنسان مثلها مثل فيرال الله وهذه الأفكار تتصف بالبداهة واليقين و البساطة، وفي هذا يقول: “سواء كنت نائما أو يقضا فان 3 و2 إذا اجتمعتا فإنهما يكونان 5 والمربع يكون إلا أربعة أضلاع فطرية”، ويقول أيضا: “المعاني الرياضية فطرية أودعها الله فينا منذ البداية” ويضيف “كانط” القول بأن فكرتي الزمان والمكان عقليتان ولا علاقة لهما بالواقع وبالتجربة والرياضيات قائمة على هذين المبدأين، فالزمان يقدر بالجبر والمكان بالهندسة، كما أن هناك طبيعة في المفاهيم الرياضية فالكثير منها مجردة ذهنية كالدوال، واللانهايات، والمتتاليات، والكسور، والأعداد والطبيعة لا تحتوي على هذه الموضوعات الرياضية العقلية.
تحميل مقالة أصل الرياضيات pdf
أما الحسيون يرون أن المفاهيم الرياضية مأخوذة من التجربة الحسية والملاحظة العينية، أي أن المفاهيم الرياضية ليست فطرية في العقل بل هي مكتسبة عن طريق الحواس وأكتسبها العقل بالملاحظة والتجربة، وبالتالي فهي مستمدة من المحسوسات أي أن الرياضيات أصلها يعود إلى التجربة فالمعاني والأفكار الرياضية لم تأتي من العدم وبالتالي فهي ليست فطرية خالصة بل هي مستمدة من الواقع الحسي وهذا ما أكده کل من “جون لوك وجون ستيوارت مل و دافيد هيوم” حيث اعتبروا أن الواقع الحسي آو التجريبي هو المصدر اليقيني لكل المعارف أي بمختلف الأفكار والمبادئ وبهذا فالتجربة هي أصل الرياضيات وفي هذا يقول ديفيد هيوم: “لا يوجد شيء في الذهن ما لم يوجد من قبل في الحس”، ويقول ج س میل: “إن القضايا الرياضية عبارة عن تعميمات مصدرها التجربة”، ويقول دافيد هيوم: “كل ما أعرفه قد استمدته من التجربة”، وما يؤكد ذلك أن الطبيعة تحتوي على أشكال هندسية بدلیل قرص الشمس الذي أوحى بفيرال الدائرة والجبل بالمثلث، هذا بالإضافة إلى أن الطفل يتعلم العد والحساب بالاعتماد على أصابعه و الحواس والأشياء الواقعية والإنسان البدائي أيضا في عملية حسابه كان يعتمد على الحصى من الواقع والأصابع وهذا يعني أن المفاهيم الرياضية بالنسبة إلى الأطفال والبدائيين لا تخرج عن نطاق الحواس لهذا يقول میل: “إن النقط والخطوط والدوائر الموجودة في أذهاننا هي مجرد نسخ للنقط والخطوط والدوائر التي نراها في تجربتنا الحسية”، ومنه يمكن القول إن المفاهيم الرياضية أصلها الحس أو يمكن تسميتها بعلم الملاحظة، وهذا بالإضافة إلى أن تاريخ العلوم يؤكد أن تجربة مسح الأراضي التي كان يمارسها قدماء المصريين وتقديرهم لمساحات الحقول أدى إلى نشوء الهندسة وكانوا يرسمون الأشكال الهندسية انطلاقا من محاكاتهم للأشكال الطبيعية.