هل العولمة خطر على الكوني العولمة تعني جعل الشيء عالمي أو جعل الشيء دولي الانتشار في مداه أو تطبيقه. وهي أيضاً العملية التي تقوم من خلالها المؤسسات، سواء التجاري. والتي تكون من خلالها العولمة عملية أقتصادية في المقام الأول، ثم سياسية، ويتبع ذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية وهكذا. أما جعل الشيء دولياً فقد يعني غالباً جعل الشيء مناسباً أو مفهوماً أو في المتناول لمختلف دول العالم. وتمتد العولمة لتكون عملية تحكم وسيطرة ووضع قوانين وروابط، مع إزاحة أسوار وحواجز محددة بين الدول وبعضها البعض. تعرف مجموعة من الدول الرأسمالية المتحكمة في الاقتصاد العالمي نمواً كبيراً جعلها تبحث عن مصادر وأسواق جديدة مما يجعل حدودها الاقتصادية تمتد إلى ربط مجموعة من العلاقات مع دول نامية لكن الشيء غير المرغوب فيه هو أن هذه الدول المتطورة على جميع المستويات الفكرية والثقافية والعلمية دخلت في هوية الدول الأخرى إلا أنها حافظت على هويتها الثقافية خاصة وأن العولمة لم تقتصر فقط على البعد المالي والاقتصادي بل تعدت ذلك إلى بعد حيوي ثقافي متمثل في مجموع التقاليد والمعتقدات والقيم كما أن العولمة لا تعترف بالحدود الجغرافية لأي بلد بل جعلت من العالم قرية صغيرة. يستخدم مفهوم العولمة لوصف كل العمليات التي تكتسب بها العلاقات الاجتماعية نوعاً من عدم الفصل وتلاشي المسافة، حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد ـ قرية واحدة صغيرة ويعرف المفكر البريطاني رونالد روبرتسون العولمة بأنها «اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بهذا الانكماش» كما يعرفها مالكوم واترز مؤلف كتاب العولمة بأنها «كل المستجدات والتطورات التي تسعى بقصد أو بدون قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد».
هل العولمة خطر على الكوني
يقر بودريارأن دينامية الكوني تتعالى، كغاية مثالية و كأوطوبيا تفقد كنهها عندما تتحقق، خاصة وأن الكونية التي حدثت بالفعل في ظلّ العولمة ليست كونية حقه، وإنما هي ادعاء للكونية، إنها العولمة المتنكرة في ثوب الكونية. ومن هذا المنطلق يشدد بودريار على التقابل بين العولمة والكونية. لأن العولمة ليست إلاّ ادّعاءً للكونية ذلك أن العولمة تتعلق بالجانب الاقتصادي والتجاري، إذ هي “كونية” السوق والسياحة والإعلام، “كونية” تشيّؤ الإنسان وتنميطه، “كونية” عنف محض يعمل على إقامة عالم متحرّر من كلّ قيمة إنسانية لفائدة الاستهلاك.
هل في التظنّن على العولمة يأس من الكوني
إن ﺍﻟﻳﺄﺱ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻭﻟﻣﺔ ﻳُﻔﻳﺩ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻷﻣﻝ ﻭﺍﻧﺳﺩﺍﺩ ﺍﻷﻓﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻣﻛﻧﺎﺕ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻟﻠﺗﺣﺭّﺭ. – ﺍﻟﺗﻅﻧّﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻭﻟﻣﺔ ﻳﻔﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻳﺄﺱ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﻭﻧﻲ ﻭﻫﻭ ﻣﺎ ﻳﺗﺟﻠّﻰ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻭﻳﺎﺕ ﻣ ﺧﺗﻠﻔﺔ: ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﻱ: ﻫﻳﻣﻧﺔ ﻣﻧﻁﻖ ﺍﻟﺭﺑﺢ ﻭﺍﻟﻣﻧﻔﻌﺔ. ﻣﻥ ﻛﻭﻧﻲ ﺣﺿﺎﺭﻱ ﻭﺍﻧﻐﻼﻕ ﺍﻟﺧﺻﻭﺻﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ. ﻣﺳﺗﻭﻯ ﻗﻳﻣﻲ: ﻓﺭﺽ ﻗﻳﻡ ﺩﻭﻥ ﻏﻳﺭﻫﺎ.