ليلة القدر ليلة لا مثيل فلا يضاهيها في الفضل سواها من اللّيالي ، والعمل فيها خير من ألف شهر وفيها يقدّر شؤون السّنة وفيها تنزّل الملائكة والرّوح الاعظم باذن الله ، فهل الغسل للعبادة أو ليوم الجمعة أو لليلة القدر يجزئ عن الوضوء؟ ستوضح لكم هذه المقالة هل غسل ليالي القدر يغني أو يجزئ عن الوضوء سنجيب عليكم وفق ما جاء وأفتى أهل العلم .
غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء
أكد جمهور الفقاء أن الغسل بنية العبادة؛ كأن يكون اغتسل عن الجنابة لإزالة الحدث أو اغتسل غسلًا مستحبًّا كغسل يوم الجمعة ونوى معه الوضوء فإن الوضوء يدخل في الاغتسال، لأن الطهارة الصغرى تدخل في الطهارة الكبرى إذا نواها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».
أما إذا لم ينو دخول الوضوء في الاغتسال عن الجنابة أو عن غسل يوم الجمعة مثلًا فإنه لا بد أن يتوضأ، لأنه لم ينو الوضوء وإنما نوى الاغتسال فقط والأكمل والأفضل أن يتوضأ وضوءًا كاملًا ما عدا غسل الرجلين ثم يغتسل وإذا فرغ؛ يغسل رجليه وإن غسل رجليه مع الوضوء قبل الاغتسال فلا بأس، بل هذا هو الأفضل والأكمل.
قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الاستحمام – إن كان عن جنابة – فإنه يغني عن الوضوء، لقوله تعالى: «وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا».[المَائدة: 6].
وأوضح «العجمي» في إجابته عن سؤال: «هل الاستحمام يغني عن الوضوء؟»، أن الاغتسال يكفي للدخول في الصلاة بدون وضوء بشرط أن تكون نيته رفع الحدثين الأكبر والأصغر -الجنابة والوضوء-.
وأفاد بأن الوضوء مُستحب في غسل الجنابة وليس بشرط في صحته، فالمغتسل من الجنابة إذا لم يتوضأ وعم جميع جسده، فقد أدى ما عليه، لأن الله تعالى إنما افترض على الجنب الغسل من الجنابة دون الوضوء بقوله: «وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا».
ونبه على أنه يجوز الوضوء مع الاستحمام بشرط عدم لمس العورة، لافتًا إلى أنه حال مس العورة فالغسل صحيح ولا الوضوء غير صحيح.
كيفية غسل ليلة القدر
إفاضة الماء على جميع البدن مع الدلك: لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بلّوا الشعر وانقوا البشر فإن تحت كل شعرة جنابة» ولقول علي عليه السلام: وتدلك من بدنك ما نالت يداك.
المضمضة والاستنشاق: للحديث السابق؛ ولأن الأنف والفم جزء من البدن، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يتمضمض ويستنشق عند غُسْله من الجنابة.
نقض الشعر للحيض والنفاس: لقوله صلى الله عليه وآله وسلم للحائض: «انقضي شعركِ واغتسلي» وأما إذا أصابت المرأة الجنابة فلا يجب عليها نقض الشعر، وإنما يجب عليها أن تصب الماء على رأسها، وتدلك أصول شعرها حتى يصل الماء إلى البشرة، لحديث أم سلمة قالت: يا رسول الله، إني امرأة أشدُّ ظفر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة؟ قال: «إنما يكفيكِ أن تحثّي على رأسك ثلاث حثيات، ثم تفيضي الماء عليكِ فتطهرين».
.كيفية الغسل:
على الرجل أن يبول قبل الغسل ليخرج ما بقي من المني، ثم يغسل فرجيه وما أصابه من النجاسة، ثم يتمضمض ويستنشق، ويتوضأ كوضوئه للصلاة، ويبدأ بميامنه ويؤخر القدمين، ثم يفيض الماء على سائر جسده، ويخلل شعره، ويدلك جسده ثم يغسل قدميه، وهذه هي الصفة المشروعة والمأثورة عن النبيً