وفاة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
توفي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الثلاثاء عن عمر ناهز 91 عاما، في الولايات المتحدة الأمريكية بعد معاناة طويلة مع المرض.
وأعلن تلفزيون الكويت أن جثمان الأمير الراحل يصل إلى الكويت من الولايات المتحدة الأربعاء.
وقال إن حضور مراسم الدفن سيقتصر على الأقارب.
وكانت الكويت قد أعلنت، في 18 يوليو/ تموز، نقل بعض صلاحيات أمير البلاد لولي عهده، نواف الأحمد الجابر الصباح (83 عاما)، بعد دخول الأمير المستشفى.
وسافر أمير الكويت في 23 يوليو/ تموز، إلى الولايات المتحدة، لاستكمال العلاج الطبي بعد جراحة لحالة طبية غير محددة خضع لها في الكويت.
وأصدر الديوان الأميري بيانا جاء فيه”ببالغ الحزن والأسى ينعي الديوان الأميري إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه”، هكذا أعلن الديوان الأميري رسمياً وفاة أمير الكويت.
وتسلم أمير الكويت، مقاليد الحكم في البلاد المنتجة للنفط والحليفة للولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2006 واستمر حكمه أكثر من 16 عاما كما قاد السياسة الخارجية للبلاد طوال أكثر من خمسين عامأ.
وينظر إلى الأمير الراحل على أنّه مهندس السياسة الخارجية الحديثة لدولة الكويت الغنية بالنفط.
فخلال عمله على رأس وزارة الخارجية لأربعة عقود، نسج علاقات وطيدة مع الغرب، وخصوصا مع الولايات المتحدة التي قادت الحملة العسكرية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في 1991.
وسعى الشيخ صباح خلال تلك الفترة إلى الحفاظ على توازن في علاقات بلاده مع جيرانها الأكبر، حيث أقام علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية وأعاد بناء الصلة مع العراق الذي سبق له وأن احتل الكويت في عهد صدام حسين وأبقى باب الحوار مفتوحاً مع إيران.
وساهم الشيخ صباح كذلك في رأب الصدع بعدة أزمات، أبرزها الأزمة اليمنية والحرب العراقية الإيرانية، مما أثرى تجربته الشخصية وجعله وسيطا مقبولا لدى كل الفرقاء.
واستمرت هذه الوساطة حتى بعد استلام الشيخ صباح الحكم عام 2006، وصولا إلى تسميته قائدا للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة عام 2014، وهو منصب لم يسبقه إليه أحد تقديرا لجهوده الإنسانية على جميع الصعد. فقد حاول التوسط لحل الأزمة الخليجية التي بدأت في 5 يونيو/ حزيران 2017، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتهم مع قطر، وفرضوا عليها حصاراً.
وقالت كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربية في واشنطن لوكالة فرانس برس إنه “سيترك شعوراً بالخسارة نظراً لدور صباح الأحمد البارز كدبلوماسي وكوسيط إقليمي وكشخصية جامعة في الداخل”.
وأضافت: “كان الكويتيون يكنون له التقدير لقدرته على إبقاء الإمارة خارج النزاعات والتنافسات الإقليمية”.
وأشارت إلى أن “قيادة الكويت ستعطي الأولوية للاستقرار على كل من الجبهتين الداخلية والسياسة الإقليمية. وسيكون التركيز على الجبهة الداخلية. كما سيكون هناك الكثير لإدارته محليا ومن المتوقع إجراء انتخابات برلمانية في الشهرين المقبلين”.
ومن غير المتوقع أن تتغير سياسات البلاد مع خلفه، حتى مع قيام دول خليجية وهي الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مؤخرا.
وتشير كريستين إلى أنه “لا يوجد أي مؤشر على أن القيادة المستقبلية سترغب في تغيير موقف الكويت”، فالتطبيع مع إسرائيل لا يحظى بشعبية لدى الكويتيين”.
كما لا يتوقع أن تؤثر عملية انتقال السلطة في الكويت على سياسة البلاد النفطية أو استراتيجية الاستثمار الخارجي من خلال هيئة الاستثمار الكويتية، وهي أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. أما السياسة النفطية فيحددها المجلس الأعلى للبترول في البلاد، الذي يتم تعيين أعضائه من قبل أمير الكويت.
وستكون الأنظار مسلطة خلال الفترة القادمة على اختيار الأمير الجديد لولي عهده ورئيس وزرائه- الذي ستناط به مهمة إدارة العلاقة الشائكة بين الحكومة والبرلمان، خاصة في هذا الوقت الذي تشهد فيه الموارد المالية الكويتية ضغوطا شديدة بسبب انخفاض أسعار النفط وتبعات انتشار وباء كورونا.
يذكر أن الكويت تعتبر من أثرى دول الخليج الغنية بالنفط ومصادر الطاقة الأخرى. فهناك أكثر من 100 مليار برميل من الاحتياطات النفطية المؤكدة. وهو ما يمثل نحو 10% من احتياطات العالم. وتنتج الكويت نحو 2.7 مليون برميل من النفط يومياً تصدر منها نحو مليوني برميل.