حكم ستر العورات للرجال والنساء مهم جداً
جاءت الشريعة الاسلامية بمحاسن الأمور ، وقد أمر شرع الله بكل ما يصلح البشرية، ولما خالفت البشرية شرع الله عمتها النكبات، وانتشرت فيها الرذائل، وصارت في الهاوية، ونزلت إلى الحضيض، ولا شك أننا في زماننا هذا، قد حصل فيه من هذا الشيء الكثير.
موضوعنا اليوم هو مسألة حكم ستر العورات ، وحفظ العورة له أحكام كثيرة، وفروع متعددة، وأدلة كثيرة أمرت بستر العورة، العورة التي قال في شأنها أهل العلم، العورة التي سميت عورة لقبح ظهورها، ولأجل غض النظر عنها سمي العوَر عوراً، وهو النقص والعيب، ولذلك فإن العورة هي كل أمر يستحيا منه، كل ما يستحيا من ظهوره عورة، وأما في شريعة الله فإنها كل ما يجب ستره من بدن الإنسان.
والعورة كما ذكر أهل العلم: عورة نظر يجب سترها عن عين الناظر، وعورة الصلاة وهو ما يجب على الإنسان سترة حال الصلاة.
أما الذي يجب على الإنسان سترة حال الصلاة فإن أدلته في الشريعة معروفة، لكن الناس ينبغي عليهم أن لا يخلطوا بين عورة النظر وعورة الصلاة، حتى لا يحصل منهم احتجاجات فاسدة، فأنت ترى أنه يجب على الرجل أن يستر منكبيه في الصلاة لما ورد في ذلك في الحديث الصحيح، لكنه لا يجب عليه ستر المنكبين أمام رجال مثله مثلاً، وكذلك المرأة تكشف وجهها في الصلاة، لكنه لا يجوز لها كشفها في غير الصلاة، وهي تستر ساقيها مثلاً وبدنا فيها الصلاة، لكنه يجوز لها أن تكشفه أمام الزوج، فلا يحتجن محتج بعورة الصلاة على عورة النظر.
واعلموا أن الشريعة قد جاءت بالأمر بغض البصر، وقال الله : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّسورة النــور30-31.وقد قال ﷺ: يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية. لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة. هكذا جاء عنه ﷺ، ارتباط مسألة النظر بالعورة، وغض الأبصار عن العورات.
دليل على ستر العورات من القرآن الكريم :
قول الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍسورة الأعراف31. كيف نزلت؟ ومتى نزلت؟ وأين نزلت؟ نزلت في شأن عظيم، كانت المرأة في الجاهلية تطوف بالبيت عريانة، كان أهل الجاهلية يطوفون عراة، يزعمون أن هذه الملابس التي لديهم قد عصوا فيها، فلا ينبغي أن يطوفوا فيها، فأنزل الله : يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍسورة الأعراف31. فنعى الله على أهل الجاهلية فعلهم هذا في آية أخرى كذلك فقال: وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ سورة الأعراف28. وقول الله: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْسورة النــور30.وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ سورة النــور31. دليل على غض البصر عن العورات.
وقوله تعالى: وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْسورة النــور30.وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ[سورة النــور31]. هذا كذلك دليل على وجوب ستر العورات عن النظر، فتأمل محاسن الشريعة، كيف أنها أمرت بغض البصر وأمرت بستر العورة، لكي تعالج الموضوع من جميع جوانبه.