ليس من السهل أن يحيط الإنسان بدلالة ألفاظ اللغة كلها، لهذا وضع علماء اللغة المعاجم لتكون مرجعاً لمعرفة دلالات الألفاظ. وتزداد حاجتنا لاستخدام المعجم بسبب التطور الدلالي المرتبط بالتطور الاجتماعي والفكري لمعرفة معاني بعض الألفاظ التي يرتبط فهم معناها بفهم عبارة أو نص، كما أن بعض الألفاظ يختلف معناها باختلاف الزمن والتغيرات الاجتماعية التي تقتضي تطوراً وتغيراً في دلالة كثير من الألفاظ، لهذا فإن الرجوع إلى المعاجم حاجة اجتماعية في التواصل اللغوي بين الناطقين باللغة العربية. ويقتضي استخدام المعاجم معرفة الإجراءات الأساسية للوصول إلى معاني الكلمات ، فما معنى كلة عيطن ؟
ما هو العيطن ؟
معنى عيطن في معاجم اللغة العربية جاء كالتالي:
عَيَّطَ [ع ي ط]. عَيَّطْتُ ، أُعَيِّطُ، عَيِّطْ تَعْيِيطٌ. 1. “عَيَّطَ فَجْأَةً” : صَاحَ مَرَّةً. 2. “عَيَّطَتِ الْمَرْأَةُ” : بَكَتْ.
عيط / عيط على يعيط ، تعييطا ، فهو معيط ، والمفعول معيط عليه• عيط الطفل : صاح ، مد صوته بالصراخ والبكاء عيط الفطيم / التلميذ . • عيط عليه : صرخ عليه أو بكى عليه عيط على صديقه المتوفي في الحادث .
العَيْطُ : محرَّكةً : طولُ العُنُقِ كما في الصحّاح وزادَ بعضُهم : في اعْتِدالِ قَوامٍ وهو أَعْيَطُ وهي عَيْطاءُ ومنه حديثُ المُتعة : ” فانْطَلَقْتُ إِلى امرأةٍ كأَنَّها بَكْرَةٌ عَيْطاءُ ” ويُروى عَنَطْنَط وقد تقدَّم وجَمَلٌ أَعْيَطُ وناقةٌ عَيْطاءُ والجمعُ عِيطٌ . وقد عاطَت المرأَةُ تَعُوطُ وتَعيطُ عَيَطاً وتَعَوَّطَتْ وتَعَيَّطَتْ : طالَ عُنُقُها في اعْتِدالِ قوامٍ . وقَصْرٌ أَعْيَطُ أَي مُنِيفٌ نقله الجَوْهَرِيّ وهو مجازٌ وكذلك : عِزٌّ أَعْيَطُ أَي مُنيفٌ على المَثَلِ قال سُوَيدُ بن أبي كاهِلٍ اليَشْكُريُّ :
مُقْعِياً يَرْدَى صَفاةً لم تُرَمْ … في ذُرَا أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ وقالَ أُمَيَّةُ :
نَحنُ ثَقيفٌ عِزُّنا مَنيعُ … أَعْيَطُ صَعْبُ المُرْتَقَى رَفيعُ والأَعْيَطُ : الطَّويلُ الرَّأْسِ والعُنُقِ وهو سَمْحٌ وقيل : هو الأَبيُّ المُمْتَنِع قال النابغة الجَعْدِيّ :
ولا يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعُوبُه … بثَرْوَةِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ
المُتَظَّلم هنا الظَالم والأَعْيَط : المُمتنع ويُوصفُ بذلك حُمُرُ الوَحش . وفي المُحكم : عاطَتِ النَّاقَةُ زاد الزَّمَخْشَريّ : والمرأَةُ تَعيطُ عِياطاً وفي الصحّاح تَعوطُ زادَ في المُحكم : عَوْطاً وعَيْطاً وعِيطاناً الأَخيرُ بالكَسْرِ وتَعَوَّطَتْ وتَعَيَّطَتْ زادَ في الصحّاح : واعْتاطَتْ اعْتِياطاً . وقالَ اللَّيثُ : يقالُ للنَّاقَةِ إِذا لم تَحْمِلْ سِنينَ وفي العينْ : سَنَوَاتٍ من غيرِ عُقْرٍ : قد اعْتاطَتْ فهي مُعْتاطٌ وقد تَعْتاطُ المرأَةُ وناقَةٌ عَائِطٌ ج : عُوطٌ كسُودٍ وعِيطٌ كمِيلٍ . وقالَ ابنُ بُزُرْج : بَكْرَةٌ عائطٌ وجمعُها عِيطٌ وهي تَعِيطُ قال : فأَمَّا التي تَعْتاطُ أَرْحامُها فعائطُ عُوطٍ وهي مِن تَعوطُ . وفي المُحكم : نُوقٌ عُوطٌ على مَنْ قالَ رُسْلٌ وكذلك المرأَةُ والعَنْزُ . وقال أَيضاً : عاطَتِ النَّاقَةُ تَعيطُ عِياطاً من إِبِل عُيَّط كرُكَّعٍ قال ابنُ هَرْمَةَ :
ولَقَدْ رَأَيْتُ بها أَوانِسَ كالدُّمَى … يَنْظُرْنَ من حَدَقِ الظِّبَاءِ العُيَّطِ وشاهِدُ العِيطِ قولُ الشَّاعِر :
يَرِعْنَ إِلى صَوْتِي إِذا ما سَمِعْنَه … كما تَرْعَوِي عِيطٌ إِلى صَوْت أَعْيَسَا ويُقال أَيْضاً : عُوطَطٌ كفُوفَلٍ . ونقل الجَوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ عن الكسائيِّ . إِذا لم تَحْلِلِ الناقَةُ أَوَّلَ سَنَةٍ يَطْرُقُها القَحْلُ فهي عائِطٌ وحائِلٌ وجمعُها عُوطٌ وعِيطٌ وعُوطَطٌ وحُولٌ وحُولَلٌ وقد تُضمُّ الطَّاءُ لغة في العُوطَطِ فيمَن جَعَلَه مصدراً قاله الأَصمعيُّ . ونقل الجَوْهَرِيّ عن أَبي عُبيدٍ قال : وبعضُهُم يجعَلُ عُوطَطاً مصدراً ولا يجعلُه جَمْعاً وكذلك حُولَلٌ وفي اللّسانِ : العُوطَطُ عندَ سيبويه : اسمٌ في معنى المصدرِ قُلِبتْ فيهِ الياءُ واواً ولم يُجْعَلْ بمنزلَةِ بِيضٍ حيثُ خَرَجَتْ إِلى مِثالِها هذا وصارتْ إِلى أَربعَةِ أَحْرُفٍ وكأَنَّ الاسمُ هنا لا تُحَرَّكُ ياؤُه ما ذام على هذه العِدَّةِ وأَنْشَدَ :
مُظَاهِرَة نَيًّا عَتِيقاً وعُوطَطاً … فقد أَحْكَمَا خَلْقاً لهَا مُتَبَايِنَاوالعائِطُ : في الإِبِل : البَكْرَةُ التَّي أَدْرَكَ إِنَّا رَحِمِها فلم تَلْقَحْ وقد اعْتاطَتْ والاسمُ العُوطَةُ والعُوطَط . ففي كلامِ المصنِّفِ نَظَر حيث جَعَلَ العُوطَط بضَمَّتَيْنِ من أَبْنِيَةِ الجمعِ وهو مصدرٌ وكان ينبَغي أَن يُنَبِّه على ما نقله الجَوْهَرِيّ عن أَبي عُبيدٍ فترْكُهُ قُصورٌ ظاهِرٌ فتأَمَّلْ . وفي المُحكم : عاطَت النَّاقَةِ تَعيطُ من إِبِلٍ عِيطات بالكسرِ وقالوا : عائِطُ عِيطٍ وعائِطُ عُوطٍ وعائِطُ عُوطَطٍ مُبالغةً وذلك إِذا لم تَحْمِل السَّنَةَ المُقبلَةَ أَيضاً كما قالوا حائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ نقله الجَوْهَرِيّ عن الكِسائيِّ . والعائطُ من الإِبِل : ما أُنْزِيَ عليها فلم تَحْمِل أَو الَّتي أَدْرَك إِنَّا رَحِمِها فلم تَلْقَحْ . وقد اعْتاطَتْ اعْتياطاً وهي مُعْتاطٌ والاسمُ : العُوطَةُ والعُوطَطُ . وقال اللَّيثُ : رُبَّما كان اعْتِياطُها من كَثرَةِ شحمِها وكذلك تَعَوَّطَتْ وتَعَيَّطَتْ نقله الجَوْهَرِيّ . وقال العَدَبَّسُ الكِنانيُّ : يُقال : تَعَوَّطَت النَّاقَةُ إِذا حَمَل عليها الفحلُ فلم تَحمِلْ . وفي الصّحاحِ : وقي الحديث : ” أَنَّهُ بعثَ مُصَدِّقاً فأُتِي بشاةٍ شافِعٍ فلم يأخُذْها وقال : ائْتِني بمُعْتاطٍ ” والشَّافِعُ : التي معَها وَلَدُها . قلت : وفي حديثِ الزَّكاةِ : ” فاعْمِدْ إِلى عَنَاق مُعْتاطٍ ” قال ابنُ الأَثير : المُعْتاطُ من الغَنَمِ : الَّتي امْتَنَعَتْ من الحَبَل لسِمَنِها وكثرة شحمِها وهي في الإِبل التي لا تحمِلْ سَنَواتٍ من غيرِ عُقْرٍ . والذي جاء في الحديث : أَنَّ المُعْتاطَ : الَّتي لم تَلِدْ وقد حانَ وِلادُها وكأَنَّ المُرادَ بالوِلادِ الحَمْلُ أَي أَنَّها لم تَحْمِل وقد حان أَنْ تَحْمِلَ وذلك من حيثُ وعرِفَة سِنِّها وأَنَّها قد قارَبَتِ السِّنَّ التي يحمِلُ مثلُها فيها فسُمِّيَ الحَبَلُ بالوِلادَةِ . وقال اللَّيثُ : التَّعَيُّطُ : أَنْ يَنْبُعَ حجرٌ أَو شجرٌ أَو عُودٌ فيَخْرُجُ منهُ شِبْهُ ماءٍ فيُصَمِّغَ أَو يَسيلَ وتَعَيَّطَت الذِّفْرَى : سالَتْ بالعَرَقِ . قال الأَزْهَرِيّ : وذِفْرى الجَمَلِ تَتَعَيَّطُ بالعَرَق الأَسودِ وأَنشَدَ :
تَعَيَّطُ ذِفْراهَا بجَوْنٍ كأَنَّهُ … كُحَيْلٌ جَرَى من قُنْفُذِ اللَّيتِ نابِغُ قلتُ : هكذا أَنشدَهُ للَّيثُ وتبعهُ الأَزْهَرِيّ والرِّوايَةُ : تَفَيَّضُ وتُفَيِّضُ والبيتُ لجريرٍ . والقُنْفُذ : الذِّفْرَى سُمِّيتْ به لاجْتِماعِها كما في العُباب . والتَّعَيُّطُ : الجلَبَةُ والصِّياحُ أَو صِياحُ الأَشِرِ بقوله : عِيطْ وبهِ فُسِّرَ قولُ رؤبَةَ ووقَعَ في اللِّسانِ ذو الرُّمَّةِ وهو غَلَط :
” وقد كَفَى تَخَمُّطَ الخَمَّاطِ
” والبَغْيَ من تَعَيُّطِ العَيَّاطِ
” حِلْمِي وذَبَّ النَّاسَ عن إِسْخاطِي والتَّعَيُّط : السَّيَلانُ وقد تَعَيَّطَت الذِّفْرَى أَي سالَتْ بالعَرَقِ وقد تقدَّم قريباً . وتَعَيَّطَ الشَّيءُ إِذا خَرَجَ نَدَاهُ وسالَ . والعِيطُ بالكسرِ : خِيارُ الإِبل وأَفْتاؤُها ما بين الحِقَّةِ إِلى الرَّبَاعيَّةِ . وعِيطِ بالكسرِ : مبنيَّةً : صوتُ الفِتْيانِ النَّزِقينَ إِذا تَصايَحوا في اللَّعِبِ أَو هي على ما قاله اللَّيْثُ : كَلِمَةٌ يُنادَى بها عندَ السُّكْرِ أَو يُلْهَجُ بها عندَ الغَلَبَةِ ولا يفعله إِلاّ النَّزِقُ يقول : عِيطْ عِيطْ وقد عَيَّطَ الرَّجُلُ تَعْيِيطاً إِذا قاله في السُّكْرِ مرَّةً ولم يَزِدْ على واحدةٍ فإنْ كرَّرَ ورَجَّعَ فقُل : عَطْعَطَ عَطْعَطَةً وقد تقدَّمَ . ومَعْيَطٌ : كمَقْعَدٍ : وادٍ قال ابنُ جِنِّي : هو مَفْعَلٌ من لفظِ عَيْطاءَ واعْتاطَتْ إِلاَّ أنَّه شَذَّ وكان قِياسُه الإعْلالَ مَعَاطٌ كمقامٍ ومَباعٍ غير أَنَّ هذا الشُّذوذَ في العَلَمِ أَسهَلُ منه في الجِنْسِ ونَظيره مَرْيَمُ ومَكْوَزَة وله يومٌ معروفٌ قال ساعِدةُ بنُ جُؤَيَّةَ يرثي من أُصيبَ منهمْ في ذلك اليومِ :
هَلِ اقْتَنَى حَدَثانُ الدَّهْرِ من أَنَسٍ … كانُوا بمَعْيَطَ لا وَخْشٍ ولا قَزَمِوروى الجُمَحِيُّ : هلاّ اقْتَنَى . اعلم أَنَّ هذه المادَّةَ ذَكَرَها الجوهريُّ واوِيَّةً ويائيَّةً وفرَّق بينهما وهكذا صَنَعَ صاحبُ اللَّسان والصَّاغانيُّ في كِتابَيْهِ والزَّمخشرِيُّ في الأَساسِ وخَلَط المصنَّفُ بينَهما لشدَّةِ امْتِزاجِهِما . وممَّا يستدركُ عليه منهما : جَمْعُ العائطِ عَوَائطُ . والعِيطَطُ كالعُوطَطِ قال الشَّاعرُ :
نَجائِبُ أَبْكارٍ لَقِحْنَ لعِيطَطٍ … ونِعْمَ فهُنَّ المُهْجِراتُ الحَيائرُ وهضبَةٌ عَيْطاءُ : مرتفعةٌ وهو مجازٌ وفي الصّحاح في ع ي ط : وربَّما قالوا : قارَةٌ عَيْطاءُ إِذا استَطالَتْ في السَّماءِ وأَنْشَدَ الصَّاغانيُّ لأَبي كَبيرٍ الهُذَلِيَّ :
وعَلَوْتُ مُرْتَبِئاً على مَرْهُوبَةٍ … حَصَّاءَ ليس رَقِيبُها في مَثْمِلِ
عَيْطَاءَ مُعْنِقَةٍ يَكونُ أَنِيسَها … وُرْقُ الحَمَامِ جَمِيمُها لم يُؤْكَلِ المَثْمِلُ : الخَفْضُ والدَّعَةُ . قلتُ : والذي في الدَّيوانِ من شِعْرِهِ : جَرْداءَ مُعْنِقَةٍ . وقالَ الشَّارِحُ : مُعْنِقَة لها عُنُق وجَرْداء : ليس فيها شيءٌ . وفرسٌ عَيْطاءُ وخيلٌ عِيطٌ : طِوالٌ . وجَمَلٌ عَيَّاطُ مثلُ أَعْيَطَ نقله ابن بَريّ وأَنشد :
” صَمَحْمَح مُجَرَّب عَيَّاط وعَيَّطَ فُلانٌ بفُلانٍ إِذا قال لهُ : عِيطْ عِيطْ . وفي الأَساس : عَيَّطَ : مدَّ صوتَه بالصُّراخِ وهو مَجازٌ . قلتُ : ومنهُ قولُ العامَّة : عَيَّطْ بفلانٍ بمعنى : نادِهِ . والتَّعَيُّطُ : غَضَبُ الرَّجُلِ واخْتِلاطُه وبه فُسَّرَ قول رؤبَةَ السَّابقُ وفَسَّره بعضُهم أَيْضاً بالاخْتِيالِ . وقال رؤبَةُ أيضاً :
” بكُلَّ غَضْبانَ منَ التَّعَيُّطِ
” مُنْتَفِجِ الشَّجْرِ أَبِيَّ المَسْخَطِ والعيطَةُ والعِياطُ ككِتابٍ : الصُّراخُ والزَّعْقَةُ . ومن سَجَعَات الأَساس : هذا زمانٌ عُقِمَتْ فيهِ القَرائِحِ واعْتاطَتِ الأَذْهانُ اللَّوَاقِح وهو من اعْتاطَتِ النَّاقَةُ إِذا حالَتْ . وقال ابنُ دُرَيْدٌ : الأُعْوَطُ : الاسمُ . وفي الصّحاح : وربَّما قالوا : اعْتاطَ الأَمرُ إِذا اعْتاصَ ذَكَرَهُ في ع و ط . والأَعْيَطُ : الجَبَل الطَّويلُ قال رؤبَةُ :
” إِذا شَمَاريخُ النَّيَافِ الأَعْيَطِ
” عُمَّمْنَ بالآلِ اعْتِمامَ الأَشْمَطِ ورجلٌ عَيَّاطٌ : صَيَّاح . ويقال : هو في مَعِيطَةٍ كمَعِيشَةٍ أَي في مَنَعَةٍ . وكَفْرُ العَيَّاطِ : من قُرى مِصْرَ وقد وَرَدْتُها نُسِبَتْ إِلى الشَّيْخِ شِهابِ الدَّينِ أحمَدَ العَيَّاطَ دَفينِ بني عَدِيٍّ بالأُشْمُونين . وقد اجتمعتُ بوَلَدِه الشَّيخِ الصَّالحِ أَحمدَ بنِ أَحمدَ بنِ عليٍّ بنِ محمَّدٍ بنِ الشَّيخِ أَحمَدَ المذكور . وهكذا أَمْلَى علينا نَسَبَه الشَّيخُ الفاضلُ عليُّ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سَلْمانِ بنِ عيسى بنِ سَلْمانَ الخطيب الجديميّ
فصل الغين مع الطاء