أهلاً بكم مجدداً في موقع فيرال وموضوعاً جديداً نطرحه للحل والنقاش هنا والإجابة عن سؤال ( من شخصيه الامام البخاري ) فالإمام البخاري هو مُحدِّثٌ شهير مع الإمام أحمد، والإمام مسلم، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنَّسائيّ، وابن ماجه. وقد تم الاتفاق بالإجماع على أنّ صحيح الإمام البخاري هو الأكثر أصالة من بين جميع كُتُب الحديث الأخرى مجتمعة، ومتَّفق عليه بالإجماع أنّه هو الكتاب الأكثر صِحّة وأصالة بعد القرآن الكريم.
المحتويات
تعريف بالإمام البخاري الإمام
البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.
نسب الإمام البخاري ونشأته
هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة بن بَردِزبَه الجعفيّ، ويُكنّى بأبي عبد الله، ويُنسب إلى الجعفيّ؛ لأنّ جدّه المُغيرة أسلم على يد يمان البُخاريّ وهو الجعفيّ،ووُلد يوم الجُمعة بعد الصّلاة، في الثالث عشر من شهر شوال، سنة مئةٍ وأربعٍ وتسعين من الهجرة، ونشأ في بيتِ عِلمٍ، لقوله إنّ أباه سمع من مالك بن أنس.
من شخصيه وصفات الامام البخاري
تحلى الامام البخاري بالصفات الحسنة وبلغ في ذلك غاية الكمال والفضل، فكان كريماً؛ بحيث يُنفق كُل ما في يده ولا يدّخرُ شيئاً، كثير العبادة وتلاوة القُرآن، ورعاً في مُعاملاته، بعيداً عن الشُّبُهات، مُحتاطاً لِحُقوق العِباد، بعيداً عن التصريح في جرحه للعُلماء، حافظاً لفضلهم، فأكثر من قول: “مُنكر الحديث”، “سكتوا عنه”، حتى أصبح مُصطلحاً خاصاً به، كما كان مُشتَهراً بالحفظ وقوة الذاكرة، فقد سمع منه مُحمد بن حُمويه قوله: “أَحْفَظُ مِئَةَ أَلْفَ حَدِيثٍ صَحِيحٍ، وَأَحْفَظُ مِئَتَيْ أَلْفَ حَدِيثٍ غَيْرَ صَحِيحٍ”، واختبره أهل بغداد بمئة حديثٍ مقلوبة السند والمتن، فأعادها عليهم بالترتيب كما سمعها بأخطائها، ثُمّ رواها بالسند والمتن الصحيح لها، وقد قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: ما أخرجت خُراسان مِثله، وقال له الإمام مُسلم: “أَشْهَدُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ”، وقال عنه الحاكم إنّه إمامُ أهل الحديث.
ماسبب تصنيف الامام البخاري لكتابه الجامع الصحيح
يُعدّ كتاب صحيح البُخاريّ أصحّ كتابٍ بعد القُرآن الكريم، وكانت طريقته في التصنيف أنّه يُكرّر الحديث، أو يُقطّعه ويُفرّقه على الأبواب، ويستنبط منه الفوائد والأحكام الخاصة بذلك الباب، وطريقته في التكرار لم تكن تكراراً حقيقيّاً؛ لأنّه كان يُخرّج الحديث في كُل موضعٍ من طريقٍ آخر غير الطريق الذي رُوي به الحديث السابق، وقد اهتمّ المُسلمون والعُلماء على اختلاف مذاهبهم وطبقاتهم بكتابه الصحيح من حيث السماع، والرواية، والضبط، والكتابة، والشرح، والتراجم، وقد ذكر الأُستاذ عبد الغني بن عبد الخالق أنّ عدد شروح كتاب البُخاريّ إحدى وسبعين شرحاً، وتُعدّ رواية محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري الرواية التي اتّصلت بالسماع في هذه العُصور وما قبلها، ومن مُميّزات كتاب صحيح البُخاريّ جمعه بين الرواية والدراية، مما جعل العُلماء يُقبلون عليه ويعتنون به، ويقومون بشرحه، فمن أشهر هذه الشُروحات كتاب فتح الباري للحافظ أحمد بن حجر العسقلانيّ؛ فقد قام بخدمته والعناية به، وأحسن فيه غاية الإحسان.