سؤال وجواب

اعمال يوم عرفة لغير الحاج وما هو دعاء وقفة عرفه ؟

مشاهد التضرّع الجماعي في يوم عرفة وقنوت التراويح ونحوها من المجامع مثيرة للشفقة إنّها تكشف غاية ضعفنا وافتقارنا إلى الله ، لذلك لا بد من أن نغتنم هذه الفرصة وهذه الأيام المباركة والتكاثف مع الجموع للتقرب من الله وبذل قصارى جهدنا لنيل أجر هذه الأيام الفضيلة ، وفيما يلي سنتولى سرد فضل يوم عرفة والأعمال المستحبة في يوم عرفة وادعية مستجابة باذن الله .

فضل يوم عرفة، يتساءل الجمع عن هذا اليوم العظيم، وهو “يوم إكمال الدين وإتمام النعم”، وأجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فى سؤال لها سباق عن فضل يوم عرفة، وجاء رد اللجنة كالآتى: قَدِ اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِ صوم يوم عرفة – وهو اليوم التاسع من ذى الحجة – إِلاَّ لِلْحَاجِّ لِمَا ثَبَتَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: سُئِل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَال: “يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ” أخرجه مسلم, وفى الحديث: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ».

الأعمال الصالحات في يوم عرفة

يستحب الإكثار من الأعمال الصالحات فى هذا اليوم ففى الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه البخاري.

دعاء يوم عرفة

لدعاء يوم عرفة شأن عظيم، يقول صلى الله عليه وسلم: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء، وعلى الحاج أن يدعو لنفسه ولإخوانه المسلمين في هذا اليوم العظيم، يسأل ربه فإنه حري بالإجابة، ويكثر من الحمد لله، يثني على الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، كل هذا من أسباب الإجابة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلاً يدعو ولم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “عجل هذا” ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي– صلى الله عليه وسلم– ثم يدعو بما شاء فدل ذلك على أن البدء بالحمد والثناء والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من أسباب الإجابة.


وينبغي الإلحاح في الدعاء، فهو من أسباب الإجابة، كذلك رفع اليدين، فالرسول عليه الصلاة والسلام رفع يديه في دعاء يوم عرفة، فيستحب للحاج في يوم عرفة الإكثار من الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا.

التهليل والتحميد والتكبير

أعظم الذكر بعد تلاوة القرآن التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام أعظم عند الله العمل فيهن من أيام العشر، أكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير”.

هناك نوعان من التكبير: التكبير المطلق ويكون في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، وأما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.

المشروع للحاج أن يلبي من حين إحرامه إلى أن يرمي جمـرة العقـبة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: غدونا مع رسـول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكـبر، والتكـبير المقيد للحج يبدأ من صلاة الظهر يوم النحر إلى صـلاة العصـر آخر أيام التشريق، وأما غير الحاج فيبدأ من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، ودليل مشروعية التكبير قوله تعالى: “وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ” وقوله: “وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ”، ولفعل الصحابة رضي الله عنهم.

إفطار الحاج وصيام غير الحاج

الأفضل في يوم عرفة أن لا يصوم الحاج، لذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم عرفة بعرفة، والنبي صلى الله عليه وسلم وقف في يوم عرفة مفطرًا، وجيء له بلبن وهو واقف بعرفة على مطيته فشرب والناس ينظرون عليه الصلاة والسلام، فالسنة للحجاج ألا يصوموا يوم عرفة، بل يكونوا مفطرين؛ لأنه أقوى لهم على العبادة، وأنشط لهم على الخير، ولأنه يوم عيد للحجاج، والأعياد لا تصام.

أما صيام هذا اليوم لغير الحجاج فهو من أفضل الأعمال، ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صومه يكفر السنة التي قبله والتي بعده، ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”.

حفظ الحواس عن المحرمات

للظفر بفضل هذا اليوم العظيم، يجب حفظ الحواس عن المحرمات، ففي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يوم عرفة، هذا يومُ من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له”.

قـد كـان سلف الأمة مـن الصحابة رضي الله عنهم ومن تـبعهم بإحسان حريصـين أشـدَ الحـرص على استغلال هـذا اليوم العظيم -يوم عرفة- والإفادةِ منه.

الإكثار من الأعمال الصالحة

ويستحب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذا اليوم من صلاة نفل وصدقة وذكر وصلة رحم وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغيرها في أيام عشر ذي الحجة عموماً، وفي يوم عرفة على وجه الخصوص، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه البخاري، فيجب شغل هذا اليوم بما هو جدير به من الأعمال الصـالحة.

                     
السابق
نسب القبول الموحد للطالبات 1442
التالي
من هو النبي الذي قتلوه وشربو الخمر في جمجمته … ؟ من يكون

اترك تعليقاً