نسرد لكم قصة حلال المشاكل القصة التي انتشرت بشكل واسع وسريع وتنقلت بلا سند ولا موقف معين ودون إسناد إلى أشخاص حقيقيين لهم أسماء معروفة أو معروفون بعلم وبصلاحهم، ولم يذكر الزمن الذي وقعت فيه لنتأكد من مدى صحتها، ومن ثم اختلف الناس حولها، فالبعض يرى أن توقف وتقرأ للتبرك ودون دون اليقين بكل ما جاء بها، والبعض رأوا أنها منحولة وليست صحيحة بإطلاقها، والبعض توقف عندها وأرجأ حكمها إلى الله فالله أعلم بصحتها ، الآن اليكم قصة حلال المشاكل كاملة وقصيدة حلال المشاكل .
المحتويات
قصة حلال المشاكل
يروى أن رجلا يسمى عبدالله الحطاب ، وكان مؤمنا فقيرا وكسبه في كل يوم أن يذهب إلى البراري وسفوح الجبال يحتطب ما أمكنه من الحطب ثم يأخذه إلى السوق فيبيعه بدريهمات قليلة يقيات بها هو وعياله راضيا قانعا برزقه مع كثرة عياله الذين بلغوا سبعة أو أكثر وكلهم اناث وذكور قصر ، وقد قضى أكثر حياته في هذا العمل . وكانت زوجته قد نذرت في كل يوم جمعه قبل طلوع الشمس تقف على باب البيت وتدعو الله عز وجل أن يريها وليا من أوليائه حتى تطلب منه أن يسأل الله أن يفرج عنهم ضيق معيشتهم . وقد مضت مدة أربعين جمعة ، فبينما هي واقفه تدعو الله وتتوسل اليه بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإذا برجل ذو شيبة طويل القامة تراه من بعيد فلما وصل اليها قال لها : إذا رجع عبدالله قولي له كلمل حلت به شدة يسأل الله ويتوسل بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ويندب (( حلال المشاكل )) ويكثر من قول
ناد عيا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائـــب
كل هم وغم سينجلـي بولايتك يا علي يا علي يا علي
ويكررها مرارا ، فإن تقضى حاجته ، ثم غاب من عينها . فلما رجع عبدالله أخيرته فقال ويحك هذا والله ( الخضر ) عليه السلام ، هل قال لك شيئا ؟ قالت نعم ، قال لي كذا وكذا ؟ فحفظ ما قالته له ، فلما أصبح واصل عمله وصادف أن الوقت أول الشتاء وقد أرسلت السماء بعض السحب تبشر بهطول الأمطار ، فلما صار في البر وأخذ يحتطب قال في نفسه بعد أيام إذا صبت السماء وابلها وغمرت الأشجار وملئت الأودية يتعسر علي عملي وأنا كبير السن ضعيف البدن ، ولكن أدخر لي شيئا من الحطب في بعض مغارات هذا الجبل ، وكان قريبا منه . وإذا كان ذلك أتيت وأخذته بغير تعب ، فجمع حطبا كثيرا وأودعه في مغارات الجبل ووضع عليه علامة وأخذ من الحطب بمقدار ما يأخذ كل يوم وجاء إلى السوق وباعه واشترى قوتا إلى عياله ورجع إلى المنزل وأخبر زوجته بما فعل فسرت بذلك . فما مضت إلا أيام قليلة حتى هبت الرياح الباردة وتلبدت السماء بالسحب الثقيلة وأخذت تفرغ ما فيها من الماء بغزارة ليلا ونهارا أياما متواصلة ، بحيث تعطلت أكثر الناس عن أعمالها ، أما عبدالله فإنه لازم المنزل ولم يخرج في هذه المدة حتى نفذ ماعندهم من الطعام وباتوا آخر ليلة وهم جياع ليس عندهم ما يأكلونه ، فلما أصبح الصباح وقد تقشعت الغيوم وأشرقت الشمس ، ولكن المياه غمرت الأشجار والأودية وجرت السيول ، قال عبدالله لزوجته الآن سأمضي إلى ما وضعته من الحطب في المغارة وآتي به إلى السوق . فخرج وهو يعد عياله بالطعام وكله أمل .
وصادف القضاء والقدر أن في الأيام المطيرة اجتازت قافلة بالجبل الذي أودع عبدالله في بعض مغاراته الحطب وهم يطلبون لهم ملجأ فدخلوا في المغارة التي فيها الحطب فمالوا إليه يحرقونه ليتدفؤا به عن البرد ، ويطبخون به طعامهم حتى اتوا على آخره
فلما جاء عبدالله وجد المغارة خالية ليس فيها عودا سوى رمادا متراكما بعضه على البعض ، وقف مذهولا حزينا لا يدري ماذا يعمل ، ثم أدار بصره في البر فوجد أن الرياح قد اقتلعت الأشجار وغمرت المياه الباقي ، ووجد نفسه لا قدرة له على الاحتطاب في هذا البرد وهو شيخ كبير . ولشدة ما وقع به من الحزن والكآبة اسودت الدنيا في عينه حينما ذكر حال عياله وما هم فيه من الجوع ، وانهم ينتظرون مجيئه إليهم بالطعام ووقع في حيرة شديدة وأخذ بالبكاء والنحيب وهو يقول : \” يارب أنت اللطيف بعبادك وأنت أرحم الرحمين \” ثم تذكر ما قالته له زوجته ، فأخذ يدعو الله ويتوسل بمحمد ويندب .\” حلال المشاكل \” بخشوع وانكسار قلب ويكثر من قول
ناد عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائــب
كل هم وغم سينجلـي بولايتك يا علي يا علي يا علي ويكررها مرارا وهو يبكي حتى خر مغشيا عليه ، فبينما هو كذلك وإذا بفارس مقبل من جهة القبلة قد ركب فرسا أبيضا ووجهه كدائرة القمر والنور يسطع من غرة جبينه وتفوح منه روائح المسك والعنبر وقد عطر ذلك الوادي من رائحته الطيبة ، فوقف هند رأسه وقال له : \” قم با عبدالله \” فلما أفاق من غشيته سلم الفارس عليه فرد عبدالله السلام ، ثم قال الفارس : \” قم يا عبدالله فقد قضيت حاجتك ، خذمن هذه الحجارة الصم التي من حولك ، وبعها وانتفع بثمنها \” فقال عبدالله : \” سيدي من أنت ؟ \” قال : \” أنا حلال المشاكل ، وقد استغثت بي فأجبتك . ولا تنساني كل ليلة جمعه \” ، فقال عبدالله : \” سيدي .. أأنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؟ \” قال : \”نعم\” ثم غاب عن عينيه ، فنهض عبدالله وهو فرحا وبسط رداءه على الأرض وملأه من تلك الحجارة الصم كما أمر سيده ومولاه وجاء بها إلى منزله ووضعها في زاوية من داره وأخبر زوجته بذلك وبات تلك الليلة . فلما مضى من الليل أكثره وإذا به يرى ضياء ونوا من ذلك المكان ، فهبت وفزع ولكنه تذكر وقام لقضاء حاجة ، فحانت منه التفاته إلى الموضع الذي وضع فيه الرداء وإذا قد صح كلام سيده ومولاه ، فجاء إلى الرداء وإذا بتلك الحجارة الصم صارت جواهر ويواقيت باذن الله وببركة حلال المشاكل ، فحمد الله وأقبل إلى زوجته فأيقظها وقال لها أن رزقنا وأغنانا بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حلال المشاكل إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
وباتا مسرورين فلما أصبح أخذ واحدا من الجواهر وأتى بها إلى الجواهر جي فباعها بثمن كثير وشرى لزوجته وأولاده طعاما وملابسا وأتى لمنزله فرحا مسرورا ، ثم شرع في بناء بيته ووسع على عائلته وجعل يعطي الفقراء والضعفاء والمساكين ، ويقضي حاجة من قصد إليه ومن لم يقصد يقرأ مدح \” حلال المشاكل \” وينفق في حبه مالا كثيرا
مدح حلال المشاكل
قصيدة حلال المشاكل مكتوبة
ليس يدري بكنه ذاتك ما هـــو
يا بن عم النبي إلا اللـه
لك معنى أجلى من الشمس لكن
خبط العارفون فيه وتاهوا
قلت للقائلين في أنك ولي اللـه
أفيقوا فا الله قد ســواه
هو مشكاة نوره والتجلـــي
سر قدس جهلتموا معناه
أظهر الله دينه بعلـــــي
أين لا أين دينه لــولاه
كانت الناس قبله تعبـــد
الطاغوت ربا والجبت فيه إله
ونبي الهدى إلى الله يدعو
هم ولا يسمعون منه دعاء
سله لما هاجت طغاة قريش
من وفاه بنفسه من فـداه
لو رأى مثله النبي لما وا
خاه حيا وبعده وصـــاه
قام يوم الغدير يدعو ألا من
كنت مولى له فهذا مـولاه
ما ارتضاه النبي من قبل النفس
ولكنما ألا له ارتضـــاه
طريقه ختمة حلال المشاكل
طريقة ختمة حلال المشاكل كانت مبهجة ومفرحة حينما تم الإفراج عن عبد الله وإخراجه من السجن، وقابل السلطان واعتنقه السلطان وقبله ما بين عينيه وأغدق عليه من النهم الكثيرة، وصدقه على أن كافة ما يمتلكه الإنسان من النعم إنما هو من عند الله وحده، ثم أمر بعودة ما أخذ منه، وأرضاه، وكل ذلك ببركة وفضل دعاء حلال المشاكل، فمضى عبد الله إلى بيته فرحًا مستبشرً، وعاش ما تبقى له من عمره هو وزوجته في خير ونعم وتوسعت أرزاقه وفتح الله عليهم كل باب من الخير هو وزوجته الصالحة وأبنائه حتى توفاه الله.