المحتويات
مفهوم العزاء
مفهوم العزاء من المفاهيم المألوفة فيالمجتمع الإسلامي وغيره، فهو مرتبطٌ بحدثٍ كبير هو الموت، الذي يُدخل الرهبة إلى النفوس،
ويُسبب الحزن الكبير للقلوب، ومعنى كلمة عزاء في معجم المعاني: المواساة، ويُقال: أحسن الله عزاءك أي رزقك الصبر الحسن والمواساة،
، والعزاء من الأمور البديهية التي يقوم بها الناس مع بعضهم البعض بمجرّد موت أحد، وله أثرٌ كبير في النفوس، لأنه يُخفف من وطأة الحزن في نفوس أهل الميّت، ويمدهم بالصبر قليلًا، وتُقال عادة في العزاء الكثير من العبارات، بعضها عبارات وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وبعضها عبارات لا أساس لها في الدين الإسلامي، وإنما هي مجرد عبارات يتناقلها الناس بين بعضهم البعض، وفي هذا المقال سيتم ذكر العديد من الأمور المتعلقة بالعزاء، مثل ماذا يقال في العزاء وكيف يكون الرد، ورأي الإسلام في تقديم التعزية لأهل الميت.
أحاديث عن التعازي والمواساة لأهل الميت
- عن أسامةَ بنِ زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كنَّا عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ جاءه رسولُ إحدى بناتِه يدعوه إلى ابنِها في المَوتِ، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ارجِعْ، فأخْبِرْها أنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ، وله ما أعطى، وكُلُّ شيءٍ عنده بأجَلٍ مُسَمًّى، فمُرْها فَلْتَصبِرْ ولْتَحتسِبْ، فأعادتِ الرَّسولَ أنَّها أقسَمَتْ لَتَأتِيَنَّها، فقام النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقام معه سعدُ بنُ عُبادةَ، ومعاذُ بنُ جَبَلٍ، فدُفِعَ الصبيُّ إليه ونَفْسُه تَقَعقَعُ كأنَّها في شَنٍّ، ففاضَتْ عيناه، فقال له سعدٌ: يا رسولَ اللهِ! قال: هذه رحمةٌ جَعَلَها اللهُ في قلوبِ عِبادِهِ، وإنَّما يَرحَمُ اللهُ مِن عبادِه الرُّحَماءَ )) [9104] أخرجه البخاري (7377) واللفظ له، ومسلم (923).
- عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ، عن أبيه، قال: ((كان نبيُّ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا جلس يجْلِسُ إليه نفَرٌ من أصحابه، وفيهم رجلٌ له ابنٌ صغيرٌ يأتيه مِن خَلْفِ ظهرِه، فيُقْعِدُه بين يديه، فهَلَك فامتنَعَ الرَّجُلُ أن يحضُرَ الحلقَةَ لذِكْرِ ابنِه، فحَزِنَ عليه، ففَقَدَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: مالي لا أرى فلانًا؟ قالوا: يا رسولَ الله، بُنَيُّه- الذي رأيتَه- هَلَكَ، فلَقِيَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فسأله عن بُنَيِّه، فأخبَرَه أنَّه هَلَكَ، فعَزَّاه عليه )).
- عن عمرِو بنِ حزمٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما من مُؤمنٍ يُعزِّي أخاه بمصيبةٍ إلَّا كَسَاه اللهُ من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامةِ).[1]
آيات من القرآن مواساة أهل الميت
وهناك بعض الآيات التي قد تهون ، على أهل الميت مثل قول الله تعالى :
- قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران 185
- وفي قول الله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة: 155-157.
- وفي الآيات الكريمة: ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ، قُلْ: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) التوبة 51-52.
- قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) سورة سبأ/ 14.
- قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) سورة آل عمران/ 145.
- قال تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) سورة النساء/ 78
ماهو الرد علي واجب العزاء
عندما يتلقى أهل الميت عبارات العزاء سواء كانت بشكل مباشر أو مكتوبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن الرد من خلال الآتي:
- جزاك الله خيرًا.
- البقاء لله.
- لم نأتي لكم في مواساة.
- اللهم آمين ربنا يتقبل دعواتك.
- إنا لله وإنا إليه راجعون البقاء لله وحده.
- غفر لنا وله.
- سبحان له الدوام.
- الحمد لله على كل عطاياه.
- شكر الله سعيكم جميعا.
- رحمنا الله وإياك.
- كما يقال استجاب الله دعاءك
التعزية في الإسلام
تعد التعزية في الإسلام من الأمور التي يؤجر عليها المسلم وقد حثنا رسولنا الحبيب على الوقوف بجوار إخواننا في وقت الشدة.
- على المسلم الوقوف بجوار أهل المتوفي لمواساته وجبر خواطره لأن ذلك نوع من التواصي بالصبر والحق.
- لا خلاف بين علماء الفقه والشريعة حول ضرورة تعزية المسلم.
- العزاء يعد من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهذا فهو من الأمور المستحبة.
- من العادات المشروعة في العزاء إعداد الطعام لأهل المتوفي بجانب تقديم التعزية.
تعزية أهل الميت في السنة
ما كان يقوله رسول الله عليه الصلاة والسلام هو أفضل ما يمكن أن يستعين به المسلم للتعزية ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عزى مصاباً فله مثل أجره).
- كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام “لله ما أعطى ولله ما أخذ وكلّ شيءٍ عنده إلى أجل مسمى”.
الوقت المناسب للتعزية
بعد التعرف على ماذا يقال في العزاء لاهل الميت ينبغي معرفة الوقت المناسب للتعزية.
- اختلف جمهور أهل العلم حول أنسب الأوقات للعزاء.
- ذكر كل من الشافعي وأبو داود ومالك وابن حنبل أن الأفضل أن يكون العزاء قبل دفن الميت.
- كما أكد الإمام أحمد بن حنبل أنه من الأفضل قول عبارات التعزية قبل وضع الميت في قبره.
- كما أن وقت تلقي خبر الوفاة من أصعب الأوقات على أهل المتوفي، لهذا ينبغي قول عبارات المواساة لهم في تلك اللحظات.
- لكن يجب الحذر من مواساة أهل المتوفي من خلال البكاء المصحوب بالنواح لأنه محرم.
- الدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكن ونعيق الشيطان”.
- العزاء يمكن أن يكون على المقابر أو في منزل المتوفي أو في المسجد على حسب تواجد أهل المتوفي.
باختصار بعد التعرف على ماذا يقال في العزاء لاهل الميت وماهو الرد نرجوا الله تعالى أن يهون على كل أهل متوفي هذه الأوقات الصعبة وأن يغفر لجميع أمواتنا وأموات المسلمين ويحتسب صبر أهل المتوفي على فراقه.