شرح و تحليل قصيدة في وصف الجبل؟ , الطلاب المتابعين الكرام عبر موقع فيرال التعليمي , نرحب بكم بأجمل العبارات والكلمات في موقعكم الذي يقدم لكم كل ما يلزمكم وتبحثون عنه , حيث نطل عليكم اليوم لنزودكم بشرح و تحليل قصيدة في وصف الجبل؟, وستجدون الحل كما تحتاجونه حيث نقدم لكم أفضل وأعرق الأساتذة المختصين في مجال الاجابة على أسئلتكم ومساعدتكم في تحليل الأسئلة والدروس .
المحتويات
شرح و تحليل قصيدة في وصف الجبل؟
تعود قصيدة في وصف الجبل للشاعر الأندلسي ابن خفاجة، وهو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن خفاجة، ولد في جزيرة شقر، عام 450هـ، وعاش منصرفًا إلى متع الحياة، ابتعد فيها عن استجداء الممدوحين، ثمّ عكف على الطّبيعة يستجلي أسرارها، ويصفها مُمعنًا غارقًا في ذلك الوصف، وله ديوان شعر، طبع في مصر عام 1286هـ، وأشهر ما فيه الوصف، فهو شاعر الطبيعة الزّاهية، توفي سنة 533هـ.
تلخيص قصيدة في وصف الجبل؟
مناسبة قصيدة في وصف الجبل
القصيدة في الوصف والتأمل، وإنّ ابن خفاجة الشاعر يتأمل الكون من حوله، ويتخذ من عناصر الطّبيعة حوله مادةً لشعره فيصف جبلًا ويستنطقه، ومن خلال وصفه الرّمزي يعبر الشّاعر عن تجربته الذاتية، ومعاناته في الحياة، ويستخلص العبرة والموعظة، وعبر عن ضيق الحياة وطول البقاء، وسرعة مرور الأيام، وزاوال النّعم والحياة.
الأفكار العامة في قصيدة في وصف الجبل
وصف شموخ وعلو الجبل.
وصف وقار الجبل كما الشيخ الجليل.
الأحداث التي مرت، ويحدّث بها الجبل.
العبرة والموعظة من زوال النعم، واندثار هذه الحياة الفانية، والزهد بهذه الحياة فلم يعد الشاعر يود البقاء.
تحضير قصيدة في وصف الجبل
يصف الشاعر الجبل بأنه أرعن شامخ، ووعر، وطمّاح الذؤابة؛ أي أنه ذو قمةٍ عالية شامخة ومرتفعة، باذخ مرتفع وعالٍ بحيث أصبح الجبل يعانق السّماء بشموخه، وعلوه ويزاحمها، ونرى تشبيه الشاعر للجبل، وتشخيصه كإنسان يعانق أو يزاحم السّماء بكاهله، حتّى أن هذا الجبل لشدة ارتفاعه يمنع مرور الرّيح وسيرها من كل الجهات، وكأنه يدفع، ويزاحم بيديه، ومناكبه الكواكبَ والشهبَ لشدة ارتفاعه وكأنه منافسٌ لهذه الشهب، وشبه الجبل برجلٍ يزاحم، ويدفع، ويطاول بيديه الشهبَ. فيقول الشاعر ابن خفاجة واصفًا هذا الجبل بالآتي:[٢]
وأرعنَ طمّاحِ الذُؤابةِ بَاذخٍ
يُطاولُ أعنانَ السماءِ بغاربِ
يَسدُّ مهبَّ الرّيحِ من كلّ وجهةٍ
ويزحمُ ليلاً شُهبهُ بالمناكب ِ
ثمّ يصور الشاعر هذا الجبل بالرجل الوقور الرزين الذي يتمتع بالوقار، والقوة، والثبات، وهي كلمة تطلق على الشيخ والعالِم، فكأن الجبل في قوته وثباته وسط الصحراء الواسعة، كأنه يتفكّر طوال الليالي شاهدًا على حوادث الأيام والسنين، ويفكر بالعواقب فهو متأمل متدبر بالعواقب، والشّاعر هنا يشبه الجبل الشامخ وسط الصحراء بالعالم الجليل الوقور الثابت في الرأي، وهو يتفكر في الحياة، ويعتبر منها ويتفكّر في عواقبها. ويقوم بتشخيص الفلاة فكأنها له ظهر، والشاعر يريد بأن هذا الجبل يقف وقورًا في وسط الصحراء، وتلتف الغيوم على رأس وقمة الجبل كما العمامة لهذا الشيخ الوقور الجليل، وهنا يشبه الغيوم السوداء الممطرة بالعمامة السّوداء التي تلَّفُ على رأس العالم الشيخ الوقور، وشبه الجبل بالشيخ الذي يرتدي العمامة، وعندما ينعكس عليها (على هذه الغيوم السود) وميض البرق وضياءه، وإشعاعه فإنها تكتسب حُمرةً وضياءً. حيث يقول ابن خفاجة:
وقُورٍ على ظَهرِ الفلاةِ كأنهُ
طوالَ الليالي مُفكِرٌ في العواقِبِ
يلُوثُ عليهِ الغيمُ سُودَ عمائمٍ
لها منْ وميضِ البرقِ حُمرُ ذوائبِ
ثمَ يقول الشاعر أنه أصاخ، وأنصتَ، واستمعَ إلى هذا الجبل الأخرس الصَّامت، وهنا نلحظ أنسنة للجبل وتشخيص بالإنسان الصامت الأخرس الذي لا ينطق ولا يتكلم، حينما سار الشّاعر ليلًا، فحدثه الجبل ليلًا عن عجائب الدنيا التي رآها، وهنا نرى براعة الشاعر في أنسنة الجبل فجعله كالإنسان الذي يتحدث، ويصير المعنى كان الشاعر ينصت إلى الجبل الصامت في سرى الليل؛ فيحدثه الجبل بعجائب الدنيا، وغرائب هذه الحياة، وأجابه الجبل كم كان ملجًأ ومأوىً يأوي إليه القاتل خوفًا وهربًا من العقاب، كما أنه ملجأ ومأوى للتائبين الأوابين أصحاب القلوب الرقيقة المتوجعين لذنوبهم، والمتعبّدين المتأملين المنقطعين للعِبادة، وقد شبه الشاعر الجبل بالمأوى لكل هاربٍ وأوابٍ وتوابٍ، ويتابع الجبل حديثه إلى الشاعر، ويقصُ عليه الأحداث التي مرّت عليه فكم مرّ على هذا الجبل من مدلجٍ؛ أي سائرٍ في الظلام، وغادٍ، ومؤوب؛ أي رائحٍ، وكم منْ راكبٍ وماشٍ أقلّ؛ أي نام تحت ظلّ هذا الجبل وقت القيلولة في الظهيرة. ثم يتابع الجبل سردّ الأحداث والعجائب، ويستخلص العبرة في هذه الحياة، فكل مَن أتاه وراحَ عنه من أشخاص قد أخذهم الموت، والردى كما أطاحت وأوقعت بهم رياح الصّعاب والشدائد والمصائب، وقد شبه الشاعر الموت بشخصٍ له يد يطوي بها، وهنا يتساءل الجبل إلى متى سيبقى في مكانه، وكل أصحابه يظعنون، ويرحلون فلا يرجعون، ويبقى الجبل وحيدًا ساهرًا في الليالي وكأنما هو راعٍ يرعى الكواكب، ويعتني، ويرقبُ بما يظهر، ويغيبُ من هذه الكواكب.
تحليل قصيدة في وصف الجبل؟
فيقول الشاعر ابن خفاجة في حديث الجبل، والشاعر يسقط من ذاته وتجربته على ذلك الجبل:
أصختُ إليهِ وهوَ أخرسُ صَامتٌ
فحدثِني ليلَ السُرَى بالعَجائبِ
وقال ألا كم كنتُ ملجأ قاتلٍ
وموطن أوَّاهٍ تبـتَّلَ تائبِ
وكم مرَّ بي من مدلجٍ ومـؤوِّبِ
وقـال بظلِّي من مطيٍّ وراكبِ
فما كان إلا أن طوتهم يدُ الردى
وطارت بهم ريح النوى والنوائبِ
فحتى متى أبقى ويظعنُ صاحبٌ
أودِّع منه راحلا غيرَ آيبِ
وحتى متى أرعى الكواكب ساهرا
فمن طالعٍ أخرى الليالي وغاربِ
ثم يختتم الشاعر القصيدة بالحكمة والموعظة، ومن خلال الأبيات تنعكس تجربة الشّاعر، ومعاناته عن تجربةٍ صادقة، وفيها يسقط من ذاته على الجبل فقد عاش شاعرنا طويًلا فسئم الحياة، فنراه يدعو متذلّلًا ضارعًا إلى الله تعالى بأن يرحم حاله، وقد أفصح عن حزنه وألمه، وقال وقد تحول إلى جهةٍ أخرى؛ أي أنه راحل وذاهب عن هذه الدنيا.
فيقول:
فرُحماكَ يا مولايَ دعوةُ ضارعٍ
يمدُّ إلى نعماك راحة راغب
فأسمعني منْ وعْظِه كل عبرةٍ
يترجمها عنه لسان التّجارب
فسلّى بما أبكى وسرّى بما شجى
وكان على عهد السّرى خير صاحب
وقلتُ وقد نكبتُ عنه لطيّةٍ
سلامٌ فإنّا منْ مقيمٍ وذاهبِ
العاطفة في قصيدة في وصف الجبل
ذاتيّة صادقة تتحدث عن تجربة الشاعر، وتعكس لنا صورة تشخيصية لحالته النفسية فقد عمّر طويًلا، وأصبح شيخًا وأصحابه غادروه فسئم الحياة، وتجلت عاطفته هذه في إسقاط ذاته على الجبل، وتشخيصه للجبل.