تحضير نص وتجلدي للشامتين التحليل؟ أحبتي الزوار مرحباً بكم وأسعد الله أوقاتكم جميعاً ووفقكم أحبتي كما عودناكم زوارنا الاوفياء، معا وسويا نحو تعليم أفضل مع موقع فيرال، الذي من خلاله تحصلون حل اسئلة التعلم على كل ما يساعدكم على التقدم بيت العلم وزيادة تحصيلكم التعليمي نقدم لكم هنا تحضير نص وتجلدي للشامتين التحليل؟
المحتويات
تحضير نص وتجلدي للشامتين التحليل؟
النص :
أمن المنون وريبهـا تتوجـع ** والدهر ليس بمعتبٍ من يجزع
قالت أمامة ما لجسمك شاحبـا ** منذ ابتذلت و مثل مالك ينفـع
أم ما لجنبك لا يلائـم مضجعـاً ** إلا أقض عليك ذاك المضجـع
فأجبتها أن مـا لجسمـي أنـه ** أودى بني من البلاد فودعـوا
أودى بني فأعقبونـي حسـرةً ** بعد الرقـاد وعبـرة لا تقلـع
ولقد أرى إن البكـاء سفاهـةً ** و لسوف يولع بالبكاء من يفجع
وليأتيـن عليـك يـوم مـرةً ** يبكى عليـك معنفـاً لا تسمـع
سبقوا هواي وأعنقوا لهواهـم ** فتحزموا ولكل جنـبٍ مصـرع
فغبرت بعدهم بعيـش ناصـب ** و أخال إنـي لاحـق مستتبـع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهـم ** فإذا المنيـة أقبلـت لا تدفـع
وإذا المنية أنشبـت أظفارهـا ** ألفيـت كـل تميمـةٍ لا تنفـع
فالعين بعدهـم كـأن حداقهـا ** سملت بشوك فهي عور تدمـع
و تجلـدي للشامتيـن أريهـم ** إني لريب الدهر لا أتضعضـع
حتى كأنـي للحـوداث مـروة ** بصفا المشرق كل يوم تقـرع
والنفس راغبـة إذا رغبتهـا ** وإذا تـرد إلـى قليـل تقنـع
شرح نص وتجلدي للشامتين التحليل؟
ثانياً صاحب النص :
هو أبو ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي، وكني بأبي ذؤيب نسبة لولده الأكبر ذؤيب، وهو شاعر أدرك زمنا في الجاهلية وزمنا في الإسلام لذا عرف مع أمثاله بالمخضرمين. وقد أسلم وجاهد مع الغزاة في سبيل الله وشهد فتح إفريقية، وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه، بعد عودته إلى مصر سنة 26 هجرية.
ثالثاً الأفكار الأساسية للنص :
1 – (من بداية القصيدة إلى البيت الثالث): مواساة الشاعر نفسه بسبب ما أصابه، ومواساة أميمة له من خلال تساؤلها عن حالته.
2 ـ (من البيت الرابع إلى البيت التاسع): إشارة الشاعر إلى رحيل أبنائه رغم إرادته وتأكيده عل أن الموت قدر محتوم على الانسان.
3 ـ (من البيت العاشر إلى البيت الأخير): بيان قوة الشاعر وصبره بسبب حزنه وقرع المصائب له مع ضرورة التحلي بالقناعة.
رابعاً المضمون العام للنص :
ـ تعكس هذه القصيدة التجربة الذاتية للشاعر في علاقتها بالمحبوبة والقبيلة والأعداء والفخر الحزن والانتصار..
حيث نجح في بيان فقده لأبنائه بالطاعون وبين حقيقة نفسه من خلال ابراز حقيقة الموت الكبرى من خلال النظر الى عملية الموت لدى الحيوانات، ومن جهة اخرى توافقا هذين الحقلين مع نفسيته المتأزمة التي واجهها بالصبر.
سادساً شرح القصيدة :
الوجه الاول :
* أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَع
الشاعرلم يصرخ ولم يستنجد الدمع وانما يتوجع والتوجع اجل من الصراخ واملك للروح والقلب واشبه بالرجوله والركانه. الشاعر لا يقصد انكار التوجع ولاكن ينكر ان يكون من المنون وريبها لانه سنة الحياة.
* قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ
* أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ
اميمه زوجته . فسؤال اميمه عن سببين عن شحوبه مع ماله من مال وعن تفزعه في منامه وكانه ينام على حصى فلا يهنا بنومه.
*وفَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ فَوَدَّعوا
* أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني غُصَّةً بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ
* سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ
* فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَع
وتاتي الاجابه من الشاعر قوله اودى بني . يبين الشاعر مدى حسرته وخسارته في ابنائه وانهم خلفوا به غصه وعبره ملازمه له . وانهم سبقو هواه وهواه ان يموت هو قبلهم لان هذا سنة الحياة ولاكن المنيه سبقت هذا . ويردف الشاعر ان حياته بعدهم اصبحت شاقه صعبه لدرجة انه يتمنى ان يلحق بهم .
* وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ
* وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
* فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ
* حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُُ
* وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُُ
* وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ
* وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَع
حرص الشاعر بان يدافع عن ابنائه لم يدفع عنهم المنيه النافذه فيهم . وشبه المنيه بالاظفار التى اخذت ارواح بنيه وان التمائم لاتنفع مع المنيه . والتمائم هي اشياء تعلق على الصدر اوماشابه من الكهنه لاعتقادهم بانها تدفع الضرر. وان عينه من كثر ما هو حزين عليهم كادت ان تصبح عور قد جف مائها… ويشبه الشاعر نفسه في هذا الحدث بالمروه وهي حصى صغيره لونها ابيص بصفا المشرق مكان تجمع اشبه بسوق كل من مر من امام هذا المروه يقذفها برجله . وانه جلدا على مصابه لايضهر حزنه اما الناس لكي لايشمتون به .
* و النَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَع
يدل هذا البيت على جهاد النفس . وقد قال الاصمعي عنه انه اجمل بيت قالت العرب
سابعاً الأساليب اللغوية للنص :
– ان النص أسلوب خبري ، لأنه يحتمل الصدق أو الكذب، واستعمله الشاعر للإخبار عن معاناته التي يحكيها للمتلقي، و يهيمن على النص ضمير المتكلم و ضمير الغائب يدل الأول على الشاعر و يدل الثاني على الأبناء
– كما استعمل أسلوب الاستفهام الإنكاري الذي يدل على العلم بالسبب (شحوب الأب لفقد أبناءه)، كما يدل على المواساة
– الترادف: والذي حضر في هذه القصيدة بقوة :جميع/ ملتئم ،نكرت /نفرت، افزع /مروع…
– التكرار: امن لمنون وريبها تتوجع، الدهر، النفس، المنية، العيش، البكاء، الجسم، الدمع، المفجع، يفزع، رمى…
– التصريع وذلك في مطلع القصيدة (تتوجع ، يجزع)،الذي له وظيفة جمالية ،ايقاعية
– الجناس: (ادافع ،تدفع)، (البكاء، بالبكاء)، (راغبة، رغبتها)، (فجع، لمفجع)، (حينا،حينا)، (قرع،يقرع)، (جشء، اجش)، (جنبه، جنب)، (فصرعنه، مصرع)…
– الطباق: (ملتئم، متصدع)، (راغبة، تقنع)، (هارب، بارك)، (يعود، راح)، (يعدو، رجعه)، (المجد، البلاء)…
ثامناً الأساليب البلاغة :
– وظف الشاعر مجموعة من الصور الشعرية .كالتشبيه كما هو الحال في قوله فالعين كأن حذاقها إذ شبه صورة فقدان أبنائه بالعين وهي فقئت وهي تدمع و وضمن قصيدته تشبيها لبين موقفه من الموت في قوله ، حتى كأني للحوادث مروة…. و مع الموقف التشبيهي وسع الشاعر مجاله التصويري حين عمد إلى التشخيص الذي يزيد صوره وضوحا ودقة أداء، على نحو ما فعل مع المنية التي جعلها ” تلاحقه و تتبعه” فإذا ” أقبلت” و حاول التصدي لها فعجز عن رفضها،
و إذا هي ” تنشب أضفارها فإذا بالألوان الاستعارية تكمل لوحاته التشبيهية إلى حيث يريد التصوير.
في قوله:
و إذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمـة لا تنفعوهذا يدل على أن الشاعر يعتني بالتصوير عناية شديدة، ويشحن الصور بأكبر طاقة تعبيرية ممكنة، معتمدا على الحواس في تشكيل صوره الشعرية، فهو تصوير حسي يستمد عناصره من بيئة الشاعر العربية.
تاسعا المعاني والمفرد اللغوية :
– تجلد : الجلد والصلابة والشدة والقوة أي تحملي الشدة .
– الشامتين : الحاقدين الحاسدين الذين يفرحون بمصائبه .
– ريب الدهر : حوادث وصروف ومصائب .
– اتضعضع : اخضع واتذلل واضعف.
– المنية : الموت .
– حداقها : حدقة العين سوادها الأعظم .
– سملت : فقئت والسمل بالشوك او حديدة محماه .
مناسبة النص:
تختصر في خروج الشاعر إلى الجهاد في سبيل الله، مع أولاده الخمسة، متهيئين لفتح إفريقية، ثم عاد الجيش منتصرا، وفي الطريق انتشر وباء جارف، أخذ الأولاد الخمسة في عنفوان الشباب والقوة، ورجع الوالد حزينا متحسرا فكتب القصيدة التي بين أيدينا ليعبر فيها عما يخالج نفسه.
عنوان النص:
يدلنا هذا العنوان: وتجلدي للشامتين… على بيت متضمن في النص، وهو البيت الثاني عشر الذي يعبر عن شدة تجلد الشاعر وصبره أمام الشامتين الذين يفرحون ببليته، بينما هو يريهم في مقاومته لصروف الزمن استماتة.
تلخيص نص وتجلدي للشامتين التحليل؟
الفهم :
الموت هي الكلمة المحورية الفاعلة في الذات الشاعرة فهي أفقدتها أبناءها وأثارت انفعالات عديدة لديها:التوجع، الجزع، شحوب الجسم، الأرق، الحسرة، البكاء، الألم، التعب، الاستسلام…
بموازاة هاته الانفعالات يدلنا الشاعر على ذاتين تتخذان موقفين متباينين إزاءه:
أولاهما مفردة متفاعلة معه، وهي زوجته أميمة، التي تتعاطف معه، لعلها تخفف من وطأة الموت عليه.
ثانيتهما جمعية، شامتة به، لذا يبدي الشاعر لها استماتة أمام صروف الزمن، هذا بعدما اعترف بتحدي الموت للجميع. وقد ختم الشاعر أبياته بحكمة تدل على أن النفس قد تكون غنية بما قل لأنها قنوع، وقد تكون فقيرة بما كثر لأنها غير قنوع تطلب دوما المزيد.
تحليل نص وتجلدي للشامتين التحليل؟
التحليل:
– الحقول الدلالية:
تتوزع ألفاظ النص على ثلاثة حقول دلالية، تتمثل في ما يلي:
الموت
الصبر
المعاناة والحزن
المنون، ريبها، أودى، هوى، ودعوا، تخرموا، مصرع، لاحق، مستتبع، المنية.
تجلدي، لا أتضعضع.
تتوجع، يجزع، جسمك شاحب، أقض، غصة، العبرة، ناصب، عور، تدمع، أنشب، أظفار.
من خلال هاته الحقول المعجمية، يبدو الحقل المعجمي للموت متقاربا، من حيث عدد مركباته مع الحقل المعجمي للمعاناة والحزن، بينما الحقل المعجمي للصبر قلّت مركباته، مما يدل على ضعفه لدى الشاعر، أمام هول الفاجعة التي حلت به.
– الحوار الشعري:
أ. تزدوج الأنا الشاعرة في بداية القصيدة لتكون منها الأنا المتكلمة، والأنت المخاطبة، الرائية والمرئية، القائلة والمقولة، يقول مخاطبا نفسه: ( أمن المنون وريبها تتوجع…).
ب. حوار مع الزوجة: لم يلبث الشاعر أن أدرج ضمن قصيدته حوارا أثارته معه زوجته حول ما آلت إليه ذاته بعد الفاجعة، إلا أن هذا الحوار الذي أقيم على سؤالين، أوقفه الشاعر بعد حين، ليفسح المجال لإجابته المستفيضة.
ت. حوار مع الآخر: يدلنا على هذا الحوار ضمير المخاطب المسند إلى الفعل (ألفت)، وكذا فعل (رغبتها)، فالشاعر بهذين الفعلين المتضمنين في حكمتين (انظر البيت التاسع، والثالث عشر)، يريد أن يستدرج قراءه إلى حوار حكمة أو عبرة ليعتبروا بها:
– الموت قدر الجميع، لذا لاراد لها.
– النفس تطلب المزيد بقدر ما تزيدها وتقنع بالقليل بقدر ما نعودها عليه.