لعلك لاحظت عزيزي المتابع أنه عند بحثك عن الإجابة لسؤالك ظهرت لك مئات النتائج في شبكة الانترنت وهذا يضعك دائما في وضع الحيرة أي النتائج تعتمد في حل الأسئلة التي تبحث عن حلها ، لذلك أعددنا لكم قسماً خاصاً بالأسئلة وحلها نطرح بها يومياً عشرات الأسئلة الشائعة والمتكررة والتي يطلبها الجمهور ، ومن بين هذه الأسئلة سؤال ( اين تصب مياه نهر الزرقاء ) ستجد الإجابة عليه في السطور التالية .
المحتويات
اين تصب مياه نهر الزرقاء
بدايةً فإن نهر الزرقاء كما يعرف باسم سيل الزرقاء أو نهر التماسيح ثاني أكبر روافد نهر الأردن بعد نهر اليرموك، وهو ثالث أكبر نهر في المنطقة من حيث التصريف السنوي، إذ يبلغ معدل التصريف السنوي لهذا النهر في منطقة دير علا 83 مليون مترٍ مكعب، منها ما يقرب من 38 مليون متر مكعب مقدار التصريف الأساسي (الدائم الجريان). يبلغ طوله 70 كم ويتراوح عرضه من 7 إلى 10 أمتار، وتبلغ مساحة حوضه حوالي 3400 كم2. ينبع من العاصمة الأردنية عمان متجها إلى الشرق عبر عين غزال، الرصيفة، فمدينة الزرقاء، حيث ينحني 180 درجة ويبدأ جريانه باتجاه وادي الأردن قاطعاً جرش وعجلون والبلقاء، ويصب أخيرا في بحيرة جرش.
رجّح العلماء الجيولوجيون أن عمر النهر يبلغ حوالي 30 مليون عام، حيث اكتُشف في آثار عين غزال والتي تم الكشف عنها في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، حيث استُخرجت تماثيل من العصر الحجري الحديث والتي صنعت منذ حوالي ستة آلاف سنة قبل الميلاد. تشير المكتشفات الأثرية على طول مجرى النهر إلى أن المنطقة كانت غنية بالنباتات والحيوانات في الماضي وتعود إلى العصر الطباشيري السفلي (135 مليون عام).
قال عنه ياقوت الحموي: “نهر عظيم، غزير المياه، وفيه سباع كثيرة مذكورة بالضراوة، وتكثر حوله النباتات الملتفّة وأشجار القصب”. وما زال الناس يتذكرون سوق السمك الذي كان مقاماً بجوار “السيل” في عمّان، حيث كان الصيادون يجلبون ما يصطادون من نهر الزرقاء إلى تلك السوق لبيعه. ويشار إلى أهمية منطقة المخاضة بالنسبة للتوراتيين حيث تعتبر منطقة مقدسة لديهم.
في العقود الثلاثة الماضية، تعرّض نهر الزرقاء لاعتداءات كبيرة من قبل بعض المصانع، فتحولت مياهه النقية إلى مياه عادمة، إضافة إلى وجود عدد كبير من مخارج مياه الصرف الصحي التي تصب فيه دون رقابة جديّة من الحكومات المتعاقبة؛ وبعد إنشاء وزارة للبيئة في الأردن بدأ بالاهتمام بسيل الزرقاء لإعادة الحياة إليه من جديد.
مصبّ نهر الزرقاء
يبدأ نهر الزرقاء بالجريان من منطقة رأس العين في العاصمة الأردنية عمان والذي يشقّ طريقه باتجاه الشرق إلى عين غزال، ثمّ إلى منطقة الرصيفة حتى يصل إلى مدينة الزرقاء، وفي مدينة الزرقاء ينحني ليتغير اتّجاهه نحو الغرب ويستمر بالجريان حتى يصل وادي الأردن ويكمل مسيرته عبر جرش حتى يصب فيسد الملط طلال في بحيرة جرش.
أهميته
ورد اسم نهر الزرقاء في التوراة وكان اسمه نهر يبوق (بالعبرية: יבוק) حيث ذكر أن يعقوب عبر نهر يبوق في طريق عودته إلى أرض كنعان (الأراضي المقدسة في فلسطين) بعد أن ترك حران. حيث اتجه غرباً إلى وادي عيد العرش، كان هناك معبراً واحداً يمر على الأردن من خلاله يمكن الوصول بسهولة إلى مدينة شكيم (نابلس حاليا)، ومن خلال هذا المعبر استطاع يعقوب العبور في نهاية رحلة عودته، كما ذكر أيضا في التوراة أسماء بعض المدن تطل على النهر مثل: زاراتان وآدم اللتان تقعان عند مصب الوادي.
كانت أول إشارة لنهر الزرقاء في لقاء يعقوب مع عيسو، وملحمة يعقوب مع الملاك في (سفر التكوين 32:23)، كما كان الحدود الفاصلة بين أراضي ريبوين وجاد من عمون (سفر التثنية 3:16)، سفر التثنية 2:37)، (سفر يشوع 12:2) وذكر أيضا في 12:2). يوصف إقليم سيحون الذي يمتد من “ارنون” إلى يبوق” (رقم 21:24)، وهي منطقة استصلحها في وقت لاحق ملك عمون (سفر القضاة 11:13، 22)، وكذلك ذكر يوسابيوس القيصري في أماكن في النهر تقع بين جرش ومدينة عمان.