سؤال وجواب

الديوان الذي يتم فيه تسجيل أسماء المواليد وتخصيص مبلغ من المال لتربيتهم ، هو

ديوان يسجل فيه المواليد واموال لتربيتهم

يعتبر النظام الإداري الذي أنشأه عمر رضي الله عنه النواة الأساسية للكيان الاجتماعي والسياسي للأمة الإسلامية في عهده ، وهو الشكل الأولي للإدارة العربية الجديدة المتأثرة بالتجربة المتقدمة لشعوب البلدان المفتوحة أو المجاورة ، وكان لذل كاسهام في خلق إدارةٍ ماليَّةٍ تعمل على تنظيم عائدات الخلافة، وتوزيعها وِفْق جداولٍ ثابتةٍ على نحو تخرج معه هذه المؤسَّسة من دائرتها الضيِّقة في الإطار العام الشامل وذلك في ما يُعرف بالديوان و هو سجلٌ أُحصي فيه مَنْ فُرِض لهم العطاء من رجال الجيش ومن غيرهم، وذُكر فيه أمام كلِّ اسمٍ عطاء صاحبه، وعَرَّف الماوردي الديوان بأنَّه موضعٌ لحفظ ما يتعلَّق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمَّال ، سؤالنا هنا ما اسم الديوان الذي يحصى فيه أسماء المواليد وتخصيص مبلغ من المال لتربيتهم؟

الديوان الذي يتم فيه تسجيل أسماء المواليد وتخصيص مبلغ من المال لتربيتهم ، هو

الإجابة : ديوان العطاء .

وقد تتباين روايات المصادر في توضيح أسباب وظروف وضع ديوان العطاء على يد عمر رضي الله عنه، وكذلك يتمُّ تقديم عدَّة تواريخ لوضعه، ولكن بما أنَّ وظيفة الديوان وبنيته وطابعه ترتبط بظروف نشأته وتأسيسه، فلا بُدَّ لنا من البحث عن السنة الفعليَّة التي اتَّخذ فيها الخليفة قراره بوضع الديوان، وتذكر المصادر تاريخين يُمكن أخذها على محمل الجدِّ والاهتمام والبحث في ملابساتهما.


فقد حدَّد الطبري سنة “15هـ/ 636م” كتاريخٍ لوضع الديوان على يد عمر رضي الله عنه فقال: “وفي هذه السنة فرض عمر للمسلمين، ودوَّن الدواوين، وأعطى العطايا على السابقة” في حين حدَّد البلاذري سنة “20هـ/ 641م”، فقد ذكر “لمـَّا أجمع عمر على تدوين الديوان وذلك في المحرَّم سنة عشرين…”، ولكن جميع الروايات تتَّفق حول نقطةٍ جوهريةٍ وهي أنَّ كثرة تدفُّق الأموال على المدينة المنورة من فتوح الأمصار، كانت السبب الذي دعا عمر رضي الله عنه إلى وضع الديوان.

المعروف أنَّ السنوات الثلاث الأولى من خلافة عمر رضي الله عنه أي بين سنة “14-16هـ/ 635-637م”، اتَّسمت بطابع الغزوات التقليدية؛ حيث كانت الغنائم تُوزَّع بالتساوي على القوى المقاتلة بعد رفع الخُمُس للخليفة، ولهذا لم تكن هناك حاجة إلى القيام بتأسيس نظامٍ لتوزيع وإدارة الفيء المكتسب والأموال المغنومة.

تنامت مع المدَّة منذ بدايات الغزو المنسق للفتوح والاستقرار -أي منذ عام “17هـ/ 638م”- كميَّة الأموال المخموسة المتدفقة على المدينة تناميًا شديدًا؛ نتيجة فتوح أراضي الفرس والبيزنطيين، وكانت مقدارًا عظيمًا.

 

                     
السابق
يعود السبب في فشل نور الدين زنكي في تحرير الكرك إلى ….؟
التالي
أطلق على المنشآت التي أقامها المماليك لإقامة المسافرين والتجار

اترك تعليقاً