الذكاة تطيب الذبيحة وتطهرها حسياً بإخراج الدم الفاسد الذي يضر الإنسان إذا أكله؛ لأن الميتة إنما حُرِّمت لاحتقان الرطوبات والفضلات والدم الخبيث، والذكاة تطهر الحيوان من ذلك كله، ويتميز حلال اللحم من حرامه بذكاته وذكر اسم الله عليه، وهذا تطهير معنوي يطرد الشيطان.
والحيوان إذا سال دمه طهر لحمه وطاب؛ لأنه يجف ويتخلص من الرطوبات، والذكاة تفصل الدم عن اللحم وتطهره من الدم المسفوح الذي يضر الإنسان؛ لأنه مباءة الجراثيم الضارة.
المحتويات
أوجب الشرع الإسلامي الذكاة في ما أحل من الحيوانات واستثني منها حيوانات هي
الاجابة هي : الاسماك والجراد .
حكم الذكاة
كل حيوان مأكول لا يحل أكله إلا بالذكاة الشرعية أو ما في معناها ما عدا السمك والجراد، فيؤكل بلا تذكية.
- قال الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} [المائدة: 3].
- عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا لاقُو العَدُوِّ غَداً، وَلَيْسَتْ مَعَنَا مُدًى، فَقَالَ: «اعْجَلْ، أوْ أرِنْ، مَا أنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ الله فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأحَدِّثُكَ: أمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ». وَأصَبْنَا نَهْبَ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِهَذِهِ الإبِلِ أوَابِدَ كَأوَابِدِ الوَحْشِ، فَإِذَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا شَيْءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا». متفق عليه.
شروط الذكاة
يشترط في الذكاة أربعة شروط، ويجب أن تتحقق جميعها فإذا اختل شرط من هذه الشروط حرم أكل الحيوان وصار ميتة، وتفصيلها فيما يأتي:
- أن يكون المذكي عاقلاً، مسلماً أو كتابياً (يهودياً أو نصرانياً): فلا تصح ذبيحة المجنون، ولا تصح ذبيحة الوثني والمرتد، وإن ذبح أحد هؤلاء تكون ذبيحته ميتة محرمة، وتصح ذبيحة الطفل والمرأة.
- أن تكون الذكاة بآلة محددة: أي لها حد ينهر الدم، من سكين وحجر حاد وسيف وساطور، فلا تصح الذكاة بالصعق أو الخنق أو السن أو الظفر.
- قطع الحلقوم والمريء وأحد الودجين: وذلك يكون في الحيوان المقدور عليه، اما إذا كان الحيوان غير مقدور عليه فغنه يكفي جرحه في أي موضع من جسمه، فلا يصح قطع الحلقوم فقط، أو المريء فقط، أو احد الودجين فقط،
- قول المذكي “بسم الله” عند الذكاة: ولا يجزئ غيرها، وإن تركها سهواً أبيحت الذبيحة.
.أقسام الذكاة:
تنقسم الذكاة الى قسمان :
- الذكاة الاختيارية ومنها نوعان:
الأول: الذبح: ويكون بذبح ما يجوز أكله من الحيوانات والطيور والغنم والبقر، والدجاج والحمام ونحوها.
الثاني: النحر: ويكون في الإبل وما أشبهها، بأن يطعن في اللبة من أسفل العنق بآلة حادة كالرمح أو السكين أو نحوهما. - الذكاة الاضطرارية: فتكون بعقر الحيوان إذا امتنع ولم يقدر عليه لهيجانه، أو شروده، أو وقوعه في حفرة أو ماء ونحو ذلك
والعقر: هو جرح الحيوان جرحاً يؤدي إلى خروج روحه كأن يرميه بسهم أو رصاصة أو آلة حادة في رأسه أو ظهره أو بطنه أو غير ذلك مما أنهر الدم.
ولا يجوز عقر الحيوان إلا عند العجز عن ذبحه أو نحره كالشارد ونحوه.
وإذا ذبح الإنسان ما يُنحر، أو نحر ما يُذبح صح وجاز أكله.