المحتويات
إلى من يصل نسب السيدة نرجس
نرجس هي زوجة الحسن العسكري الإمام الحادي عشر وأم الإمام الثاني عشر والأخير للشيعة الاثني عشرية الملقب بـ محمد المهدي، الذي يعتقدون بأنه سيأتي «ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا» وهو الابن الوحيد الذي خلفه الحسن العسكري حسب اعتقادهم، ولذلك فأن لنرجس مكانة سامية عند الشيعة الاثني عشرية، وقيل اسمها مليكة، وقيل ريحانة وسوسن.
اسم أمّ الإمام المهدي
قال المسعودي والذي يعتبر أقدم مصدر تعرّض للحديث عن أمّ الإمام: إنّها أمّ ولد يقال لها نرجس.
وفي رواية الشيخ الطوسي: أمّه ريحانة، ويقال لها: نرجس، ويقال لها: صقيل ويقال لها سوسن.ونقل العلامة المجلسي عن الشهيد الثاني أنّه قال في الدروس: أمّه صقيل وقيل نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية.
وقد ورد اسم نرجس في رواية السيّدة حكيمة التي تعتبر من أشهر الروايات سنداً حول ولادة الإمام بقية الله
ولعلّ اسمها الحقيقي هو نرجس وأن السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد هي التي أطلقت عليها سائر الأسماء، إلا اسم صقيل. وكان العرف السائد في ذلك العصر أن الناس يسمّون الإماء بأسماء مستحسنة للترحيب ولاريب أنّ اسم نرجس وريحانة وسوسن كلّها أسماء لمجموعة من الأزهار
موطنها ونسبها
أقدم مصدر تعرّض لموطنها يعود إلى سنة 286 هـ / 899 م وبالتحديد لرواية الصدوق التي جاء فيها: أنّها نصرانية من سبايا الروم أسرها المسلمون وعرضت في أسواق النخاسين فاشتراها أحد التجار من أصحاب الإمام الهادي في بغداد ثم أرسلها له في سامراء.
ثم تبدأ الرواية بذكر قصة طويلة جاء فيها أنّ اسمها «مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم» وأمّها من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون. وأنّها رأت كأن السيدة الزهراء زارتها ومعها مريم بنت عمران فقالت لها مريم: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد وأنّ الزهراء دعتها للإسلام وأرشدتها لتجعل نفسها في معرض الأسر كي تصل إلى بيت الإمام…
ألقابها نرجس
تختلف المصادر في اسمها، فالمشهور أنّها أمّ ولد، وقيل اسمها كان نرجس، وحين ولدت وليدها كُنيت به ام محمد. كذلك لها عدّة تسميات أخرى وذلك للظروف السياسية والأمنية التي كانت تعيشها آنذاك مثل : صقيل، ومليكة، وسوسن، وريحانة، ومريم، وخمس، وحكيمة وسبيكة.
حياتها نرجس
تتنوع الروايات حول حياتها. نقل الشيخ الصدوق عن محمد بن بحر الشيباني أن نرجس هي بنت يشوعا وكان نصرانيا، ونسبها يرجع من أمها إلى شمعون، وهو من حواريي عيسى. وهي كانت من أحفاد قياصرة الروم. فرأت يوماً في عالم الرؤيا فاطمة الزهراء ومعها مريم بنت عمران. فقالت لها مريم: «هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد»، فدعتها فاطمة الزهراء للإسلام فأسلمت على يدها، ثم أرشدتها لتجعل نفسها في معرض الأسر. ففعلت هذا وأسرت وعرضت للبيع. ثم كتب علي الهادي رسالة باللغة الرومية وطبعَ عليه خاتمه وأرسلها بيد أحد خاصته وحمّله ثمناً كي يشتريها ووصف له الفتاة والمكان. فلما دخل المبعوث إلى سوق العبيد، عرفها فسلّم لها الرسالة واشتراها ونقها إلى سامراء. فلمّا أُحضرت إلى علي الهادي رحب بها ثم استدعى أخته حكيمة وكلّفها بتربيتها وتعلّمها الفرائض وأحكام الشريعة، وأخبرها أنّها زوجة ابنه الحسن العسكري.
لكن يذكر المسعودي في كتابه إثبات الوصية عن الثقات من المشايخ ان أخت علي الهادي كانت لها جارية تسمى نرجس ولدت في بيتها وربتها على يدها.
تزوجت نرجس من الحسن العسكري، وعندما حملت بولدها كما في اعتقادات الشيعة الاثنا عشرية، وأخفي حملها على أكثر النساء، لأنّ العباسيون كانوا قد وضعوا منزل الحسن العسكري تحت مراقبة شديدة كي يقتلوا ابنه قبل الولادة. فبعث الحسن العسكري إلى عمّته حكيمة طلب منها أن تلازم نرجس في تلك الليلة ولا تفارقها. وأخبرها بأنّ نرجس ستلد الليلة وليدها. فقامت بمهمّة القابلة تلك ليلة. حتى ولدت نرجس ولدها الوحيد في ليلة الجمعة الخامس عشر من شعبان سنة 255هـ بمدينة سامرّاء. فأسماه محمد المهدي وهو الامام الثاني عشر والأخير عند الشيعة الاثنا عشرية