صحة

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط

المحتويات

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو قصور الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب نفسي من نوع تأخر النمو العصبي وهو يبدأ في مرحلة الطفولة عند الإنسان، وهي تسبب نموذج من تصرفات تجعل الطفل غير قادر على إتباع الأوامر أو على السيطرة على تصرفاته، أو أنه يجد صعوبة بالغة في الانتباه للقوانين وبذلك هو في حالة إلهاء دائم بالأشياء الصغيرة. المصابون بهذه الحالة يواجهون صعوبة في الاندماج في صفوف المدارس والتعلم من مدرسيهم، ولا يتقيدون بقوانين الفصل، مما يؤدي إلى تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء، لذلك يعتقد أغلبية الناس أنهم مشاغبون بطبيعتهم.

هذه الحالة تعدّ أكثر الحالات النفسية شيوعا في العالم؛ إذ يبلغ عدد المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة حوالي 5% من مجموع شعوب العالم، والنسبة تزيد عن ذلك في الدول المتطورة (دول العالم الأول). هذه الإحصائيات جعلت بعض الباحثين يعتقدون أن تركيبة الدول المتطورة وأجوائها قد تكون سبباََ لحالة قصور الانتباه وفرط الحركة عند شعوبها، بذلك، تفاعل الناس في حضارتهم قد يكون مسبباََ لقصور الانتباه وفرط الحركة، اعتمادا على نوع الحضارة وردة فعل الفرد لها.


يشكل التعامل مع الأطفال المصابين بكثرة الحركة ونقص الانتباه تحديا كبيرا لأهاليهم ولمدرسيهم في المدرسة وحتى لطبيب الأطفال وللطفل نفسه أحيانا، وهذه الحالة لا تعدّ من صعوبات التعلم ولكنها مشكلة سلوكية عند الطفل، ويكون هؤلاء الأطفال عادة مفرطي النشاط واندفاعيين ولا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق فقط، يصاب من ثلاثة إلى خمسة بالمئة من طلاب المدارس بهذه الحالة والذكور أكثر إصابة من الإناث، ويشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحيانا للأهل وحتى الطفل المصاب يدرك أحيانا مشكلته ولكنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته، ويجب على الوالدين معرفة ذلك ومنح الطفل المزيد من الحب والحنان والدعم وعلى الأهل كذلك التعاون مع

التصنيف

قد تندرج أعراض متلازمة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تحت أحد الملامح السائدة بشكل طبيعي في عموم البشر. يعد فرط الحركة ونقص الانتباه من ضمن اضطرابات النمو التي يتأخر فيها نمو بعض سمات الشخصية مثل التحكم في الدوافع. ويتراوح هذا التأخر في النمو بين 3 و5 سنوات، حسب نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي للقشرة الأمامية الجبهية. ويعتقد أن حالات التباطؤ هذه قد تؤدي إلى إعاقة النمو. وعلى الرغم من ذلك، فإن تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا ينطوي على الإصابة بمرض عصبي.[بحاجة لتوضيح]

يصنف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأنه اضطراب سلوكي فوضوي يصاحبه اضطراب المعارضة والعصيان واضطراب السلوك، إلى جانب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

الأنواع الفرعية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ثلاثة أنواع فرعية:

  • النوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع
    • تشير معظم الأعراض (ستة أعراض أو أكثر) إلى النشاط الحركي الزائد والاندفاع.
    • على الرغم من أن أقل من ستة أعراض تشير إلى وجود نقص الانتباه، فإن هذا لا يمنع من وجوده إلى حد ما.
  • النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه
    • تشير غالبية الأعراض (ستة أعراض أو أكثر) إلى وجود نقص انتباه، بينما تشير الأعراض الأخرى (وهي أقل من ستة أعراض) إلى زيادة النشاط الحركي والاندفاع. وبالطبع، هذا لا ينفي وجود زيادة في النشاط الحركي والاندفاع إلى حد ما.
    • من المرجح ألا يعاني الأطفال المصابون بهذا النوع من الاضطراب من عدم القدرة على أداء الأعمال الموكلة إليهم أو وجود صعوبة في مجاراة أقرانهم. فربما يجلسون في هدوء، ولكن دون أن يكونوا منتبهين لما يفعلون. ولذلك، قد يهمل هذا الطفل، وقد لا يلاحظ أولياء الأمور والمدرسون أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عليه.
  • النوع الذي يجتمع فيه النشاط الحركي الزائد والاندفاع مع نقص الانتباه في آن واحد
    • تظهر ستة أعراض أو أكثر من نقص الانتباه وستة أعراض أو أكثر من النشاط الحركي الزائد والاندفاع.
    • يعاني معظم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من النوع الثالث.

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة الطفولة

يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من الحالات الشائعة في مرحلة الطفولة والتي يمكن علاجها. قد يؤثر هذا الاضطراب في مناطق معينة من المخ والتي تختص بحل المشكلات، والتخطيط للمستقبل، وفهم تصرفات الآخرين، والتحكم في الدوافع.

تشير الأكاديمية الأمريكية لطب نفس الأطفال والمراهقين (AACAP) إلى ضرورة الالتزام بالمعايير التالية قبل تشخيص حالة الطفل على أنها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

  • يجب أن تظهر السلوكيات الدالة على هذا الاضطراب قبل سن الثانية عشرة.
  • يجب أن تستمر هذه السلوكيات لمدة ستة أشهر على الأقل.
  • يجب أن تعوق الأعراض أيضا الطفل إعاقة حقيقية عن مواصلة حياته بصورة طبيعية في مجالين على الأقل من المجالات التالية من حياته:
    • في الفصل
    • في فناء اللعب
    • في المنزل
    • في المجتمع
    • في البيئات الاجتماعية

وإذا بدت على الطفل سمات نشاط زائد في فناء اللعب دون أية أماكن أخرى، فقد لا يكون مصابا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وإذا ظهرت الأعراض نفسها في الفصل دون أي مكان آخر، فقد يعزى السبب إلى إصابته بأي اضطراب آخر غير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. فالطفل الذي تظهر عليه بعض الأعراض لا تشخص حالته على أنه مصاب بالمرض إذا لم يتأثر أداؤه الدراسي أو صداقاته بهذه السلوكيات.

حتى إذا بدا أن سلوك الطفل يتطابق مع أعراض الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد لا يكون مصابا به بالفعل؛ ويجب أن تولى عملية التشخيص التفريقي اهتماما شديدا. يمكن أن تؤدي ظروف ومواقف أخرى كثيرة إلى استثارة سلوك مشابه للسلوك المصاحب لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. على سبيل المثال، قد تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في المواقف التالية:

  • حدوث حالة وفاة أو طلاق في العائلة، أو فقدان أحد الوالدين لوظيفته، أو أي تغير مفاجئ
  • الإصابة بنوبات مرضية غير متوقعة
  • إصابة الأذن بعدوى والتي يمكن أن تؤدي إلى مشكلات مؤقتة في السمع
  • مشاكل في أداء الواجب المدرسي نتيجة مواجهة إحدى صعوبات التعلم
  • القلق أو الاكتئاب
  • عدم كفاية النوم أو النوم بأسلوب غير مريح
  • إساءة معاملة الأطفال

الأرق المرتبط باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال

يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من صعوبات في النوم بمستويات مختلفة، والتي يمكن أن تتراوح بين الشعور بالنعاس أو الاستغراق في النوم لوقت طويل أو النوم نوما عميقا وفي سكون تام دون تقلب (يصنف هذا أيضا كنوع من الأرق المرتبط باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه). فالطفل الذي لم ينل قسطا وافرا من النوم قد يبدأ في المعاناة من مشكلات سلوكية مثل فرط النشاط والعدوانية وقصر فترة الانتباه. ويمكن أيضا أن تكون التقلبات المزاجية مرتبطة بقلة النوم حيث يتسم الأطفال المرهقون بسرعة الانفعال، أو قد يعانون من القلق أو التوتر. بمرور الوقت، قد تسوء الحالة الصحية للطفل/المراهق لأن النوم المتقلب يمكن أن يحد من قدرة الجسم على مقاومة نزلات البرد والأنفلونزا والأمراض المعدية الأخرى. قد يبدأ الأطفال الدخول في صراع حل المشكلات ويمكن أن تتأثر ذاكرتهم كذلك.

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة البلوغ

اكتشف الباحثون أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تستمر مع 60% من الأطفال المصابين به حتى مرحلة البلوغ. وعلى الرغم من ذلك، يمارس العديد من البالغين حياتهم دون علاج هذا الاضطراب. وغالبا ما يعيش البالغون المصابون بهذا الاضطراب دون علاج حياة فوضوية، وقد يظهرون بصورة غير منظمة، وقد يلجأون للاعتماد على الكحول وتناول عقاقير دون استشارة طبيب لممارسة حياتهم اليومية. وكثيرا ما يعاني المصابون بهذا الاضطراب من أمراض نفسية متزامنة مصاحبة له مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق أو اضطراب المزاج ثنائي القطب أو تعاطي المواد المخدرة أو صعوبات التعلم. وقد يؤدي تشخيص حالة البالغين بهذا الاضطراب إلى تمكينهم من تحليل سلوكياتهم بصورة أدق إلى جانب زيادة وعي المصابين به بطبيعة مرضهم والبحث عن وسائل العلاج المناسبة باستخدام آليات الدفاع وأساليب العلاج المختلفة. هناك اختلاف بين وجهات نظر بعض الخبراء حول ما إذا كان اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يستمر إلى مرحلة البلوغ من عدمه. عقب الإقرار بوجود هذا الاضطراب بين البالغين في عام 1978، أصبح لا يعامل في الوقت الراهن كاضطراب منفصل عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال. ومن العقبات التي تواجه الأطباء عند تقييم حالة البالغين المحتمل إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي معايير التشخيص غير المناسبة، والتغيرات المرتبطة بالسن، والأمراض المصاحبة له، وإمكانية اختفاء الأعراض وعدم ظهورها إما لارتفاع مستوى ذكاء المصاب به أو لعوامل أخرى قد تحدث في مواقف مختلفة

1. أعراض نقص الانتباه والتركيز

من الأعراض التي تدل على الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز:

  • لا يستطيع الطفل في أغلب الأحيان على الانتباه للتفاصيل، أو ارتكاب بعض الأخطاء الناجمة عن قلة الانتباه في تحضير واجباته المدرسية، أو عند قيامه بنشاطات أخرى.
  • لا يستطيع الطفل في معظم الأحيان على البقاء منتبهًا ومتيقظًا أثناء القيام بمهام معينة، أو واجبات مدرسية أو أثناء اللعب، فيبدو الطفل كأنه غير منصت لما يقال له حتى عندما يتم التوجه إليه بشكل مباشر.
  • يُظهر الطفل صعوبةً في تنفيذ التعليمات أو تتبعها ولا ينجح في معظم الأحيان في إتمام واجباته المدرسية، أو واجباته البيتية أو واجبات أخرى.
  • يُظْهر الطفل صعوبة في التنظيم أثناء تحضير الواجبات المدرسية أو خلال تنفيذ مهام أخرى.
  • يتهَرّب الطفل من تنفيذ الواجبات التي لا يحبها والتي تتطلب بذل مجهود فكري، مثل: الواجبات المدرسية في المدرسة أو الوظائف البيتية.
  • يميل الطفل المصاب بهذا الاضطراب إلى إضاعة أغراضه، مثل: الكتب، والأقلام، والألعاب، والأدوات.
  • يمكن إلهاء الطفل المصاب بهذا الاضطراب بسهولة فائقة.
  • يميل الطفل إلى نسيان بعض الأمور.
  • يُظهر الطفل التبرم وعدم الارتياح، ويتحرك بعصبية ويتلوى كثيرًا.
  • يميل الطفل إلى ترك مكان جلوسه في الصف كثيرًا، أو يجد صعوبة في الجلوس في مكانه لفترة زمنية طويلة في الحالات التي يُتَوقّع منه ذلك.
  • يميل الطفل إلى الركض أو التسلق، وأحيانًا كثيرة يقوم بهذه التصرفات بشكل مبالغ فيه وبشكل لا يتناسب مع الوضع.
  • لا يستطيع الطفل في معظم الأحيان اللعب بهدوء وسكينة.
  • يظهر الطفل دائم النشاط والحركة في معظم الأوقات.
  • يميل الطفل إلى التحدث بصورة مفرطة.
  • يميل الطفل إلى الإجابة قبل الانتهاء من سماع السؤال كاملًا.
  • لا يستطيع الطفل في معظم الأحيان، انتظار دوره والالتزام بالدور.
  • يميل الطفل إلى مقاطعة الحديث أو التشويش عندما يتحدث آخرون أو يلعبون.

2. أعراض اضطراب فرط النشاط والسلوك الاندفاعي

من الأعراض التي تشير إلى اضطراب فرط النشاط والسلوك الاندفاعي:

هنالك اختلاف في سلوكيات المصابين باضطراب فرط النشاط والسلوك الاندفاعي بين البنين والبنات:

  • يغلب فرط النشاط على تصرفات البنين بينما يغلب نقص الانتباه على البنات.
  • يتمثّل نقص الانتباه لدى الفتيات في أحلام اليقظة بالأساس، بينما يتمثل فرط النشاط لدى البنين في الميل للعب أو الانشغال بأمور عبثية غير محددة الهدف.
  • يميل البنون إلى أن يكونوا أقل إنصاتًا واتباعًا لتعليمات معلميهم أو غيرهم من البالغين، ممّا يجعل الإشكالية في تصرفاتهم ملحوظة وبارزة أكثر.

إذا لاحظتم بأن بعض تصرفات طفلكم تتسم بفرط النشاط أو نقص الانتباه بشكل متواتر، فقد يكون هنالك مكان للشك بأن تصرفات طفلكم ناجمة عن الإصابة بالاضطراب، وذلك في حال:

  • استمرار هذه التصرفات لمدة زمنية تزيد عن الستة أشهر.
  • ظهور هذه التصرفات في أكثر من إطار واحد.
  • الطفل يشاغب ويثير الإزعاج في المدرسة بشكل دائم، سواء خلال اللعب أو أثناء القيام بالنشاطات اليومية الأخرى.
  • علاقات الطفل في تعامله مع البالغين أو مع أقرانه من الأولاد تتسم بإثارة المشاكل
  • تغيير في بنية الدماغ أو أدائه.

بينما لا يزال المسبب الدقيق لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة مجهولًا، إلا أنه بينت صور الدماغ حدوث تغييرات هامّة في بنية الدماغ وأدائه لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، فقد لوحظ مثلًا وجود نشاط متدنّ في المناطق الدماغية المسؤولة عن النشاط والانتباه.

  • الوراثة

يبدو أن اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة ينتقل وراثيًا من جيل إلى جيل، حيث أن واحدًا من كل أربعين طفلًا يعانون من الاضطراب لديه قريب عائلي واحد على الأقل يعاني من الاضطراب ذاته.

  • تدخين الأم خلال الحمل واستعمال مواد سامة تسبب الإدمان

المرأة الحامل التي تدخن تزيد من احتمال ولادة طفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه والتركيز، كما أن الإفراط في تناول المشروبات الروحية وتعاطي المواد التي تسبب الإدمان أثناء فترة الحمل من شأنه أن يسبب هبوطًا في نشاط الخلايا العصبية التي تنتج الناقلات الكيميائية بين الأعصاب.

كما تكون النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لملوثات بيئية سامة أكثر عرضةً لولادة أطفال مع أعراض اضطراب نقص التركيز والانتباه.

                     
السابق
ما هي ليلة الرغائب من شهر رجب وحكم صلاتها؟
التالي
كيفية صلاة الرغائب في مفاتيح الجنان

اترك تعليقاً