المحتويات
ما العمل الذي يتمنى الإنسان تأجيل موته ليعمله
العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله ؟ لعله سؤال ينبغي الوقوف عنده كثيرًا، بعدما طرحتة الآية الكريمة في قول الله تعالى: “أَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أن يَأْتِى أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” الآية 10،11 من سورة المنافقون، فما هو العمل الذي خصته الايات ويتمنى الانسان تأجيل موته ليعمله ؟
العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو
هذا العمل هو الصدقة حيث أن حقيقة أنه لا يوجد إنسان على الأرض لا يخشى لقاء ربه أو لقاء الآخرة بصفة عامة لإن ما يفعله الإنسان في مجموع حياته لا يساوي نعمة واحدة فقط من نعم الله عليه التي وهبها له ومنها حواسه، ولذلك فعلى الإنسان أن يزيد من اعماله الصالحة ويفعل أعمال لم يكتبها الله عليه فرضًا وإنما يجازى فيها عن حسن عمله ومن أهم تلك الأعمال التي يجب أن يتمنى الإنسان عدم الموت ليعملها هي الصدقة.
الايات فيها دلالة على فضل الصدقة العظيم، والتي يتحسر على تفويتها الموتى، ولا شك أن هذا الاستفهام لماذا يختار الميت الصدقة لو رجع إلى الحياة الدنيا ؟، يثير حيرة وفضول الكثير من التاس ، فما هي الصدقة ولماذا يختار الميت ان يعود للحياة الدنيا ويتصدق ؟
إن الصدقة هي شيء يوهب من قبل شخص معين إلى شخص معين أخر بينما لا يريد الواهب من الموهوب له أي منفعة سوى رضى الله عز وجل ويقوم الواهب بوهب الشيء الموهوب لشخص محتاج له وقد مدح الله تعالى المتصدقين في قرآنه كثيرًا فقال تعالى “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” ففي هذه الآية يتحدث الله عن المؤمنين الذين هم لا يملكون إلا ما يكفيهم ومع ذلك يتصدقون به ابتغاء مرضاة الله وحتى ينجون من عذاب النار وهم بهذا يتغلبون على الأنانية الإنسانية التي غرست في الإنسان وهي ما عبر عنها اللفظ القرآني بقوله “شح النفس” هذا ويشترط في الصدقة أن تكون لمحتاجها فعلًا أو تكون لغير ذي القربى فلا يجوز لرجل أن يتصدق على أولاده أو على زوجته مثلًا بينما يحوز للزوجة أن تتصدق على زوجها بالنفقة لأنه هو الملزم بالإنفاق عليها وليس العكس كما أنه لا يجوز لرجل أن يتصدق على والديه لأن نفقتهما تلزمه إذا كانا فقراء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنت ومالك لأبيك”.