أهلاً بكم مجدداً في موقع فيرال وموضوعاً جديداً نطرحه للحل والنقاش هنا والإجابة عن سؤال ( الغارمون نوعان ماهما ) فقد جعل الله تعالى للغارمين نصيباً من الزكاة، فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة:60] فمن هم الغارمون ؟
المحتويات
من هم الغارمون ؟
الغارمون جمعُ غارمٍ ويُعرَّف في اللُغة: بأنَّهُ الشّخص الذي يترتّب عليه دينٌ، وحان وقتُ سداده، والغُرماء: هُم أصحابُ الديون أي الدائنون، ويأتي بمعنى الالتزام، فهي تُلزم المدين بسداد ما عليه من مال، وأمّا تعريفه في الاصطلاح فهوَ لا يختلف كثيراً عن المعنى اللُغويّ: فهو المدين العاجز عن سداد الدَّين الذي في ذمّته، وحان وقتُ أدائه، لفقره أو لزوال ماله.
الغارمون نوعان ماهما
الجواب :
– غارم لمصلحة نفسه، كأن يستدين في نفقة أو كسوة أو زواج أو سكن أو مرض ونحو ذلك.
– غارم لمصلحة المجتمع أو لمصلحة الغير، وهم الذين يغرمون لإصلاح ذات البين.
فأما الغارم لمصلحة نفسه، فمن شروط إعطائه من الزكاة أن يكون في حاجة إلى ما يقضي به الدين، فيعطى منها وكذلك إن كان لا يملك شيئاً ولكنه يقدر على العمل والكسب فلا يمنع ذلك إعطاءه الزكاة، وأما إن كان غنياً قادراً على سداد الدين لم يعط من الزكاة ، ولا يشترط أن يكون هذا الغارم صفر اليدين حتى يُعطى من الزكاة، فقد صرح العلماء أنه لا يعتبر المسكن والملبس والفراش والآنية ونحو ذلك من حاجيات الحياة مانعة من إعطائه ما يقضي دينه.
ومن شروط إعطائه: أن يكون قد استدان في مباح أو في طاعة، فلو استدان في معصية فلا يعطى.
وعلى هذا، فيجوز لك إعطاء زوج ابنتك من زكاتك إذا كان من هؤلاء الغارمين.
لماذا خص الله الغارمين بالزكاة ؟
جعل الله تعالى للغارمين نصيب من أموال الزّكاة ولذلك عدداً مِنَ الحِكم، ومنها ما يأتي:
تطهيراً لِنفسهِ من الحقد والضّغينة على مُجتمعه وأفراده، من خلال ما يلقى من الإحسانِ إليه، وينقّي قلبه من الحسد؛ فلا يتمنّى زوال النِّعمة لمن هم أكثر منه مالاً وأيسرُ حالاً.
حفظاً لِكرامتهِ؛ لأنَّ سؤال النَّاس فيهِ إضاعةٌ لكرامةِ السائل، فجاءت الزكاة بحلٍّ يحفظ مروءة المسلم دون الحاجة إلى ذُلِّ السؤال، بالإضافةِ إلى إشباعِ حاجاتهِ النفسيّة، وشُعورهِ بالأمن والاستقرار، والعدالةِ الإجتماعيّة.
إعانته على سدادِ دينه؛ حتى لا يُفكِّر بطرقٍ غير مشروعةٍ لسداد ما عليه، وإبعاداً له عن الفِتن والمُحرمات؛ كالانتحارِ، أو السرقة، وغير ذلك، كما أنّها تحدُّ من البطالة وتُقلّل منها.
تنمية الشعور بالمسؤولية لديه، فيُصبح عُنصراً فعَّالاً وصالحاً ومُصلحاً في مُجتمعه، وتُعطيهِ الفُرصة في المُحافظةِ على مكانتهِ الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وتُحفِّزُهُ على تطوير العمل التِجاريِّ من غيرِ خوفٍ على أمواله.
الضَّمان والتكافُل الاجتماعيّ بين أفراد المُجتمع ضدَّ الحوادث والأخطار، ووفاءً لِحقِّ الأُخوَّةِ الإيمانيّة، وأداءً لِواجب التعاون، فقد أمر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- الصّحابةُ الكِرام بإعطاء رَجُلٍ من الزَّكاة لمَّا كَثُر دينه عندما تعرَّض ثمره الذي ابتاعه للإصابة، بالإضافة الى تحقيق الأُلفة والمحبَّة بين النَّاس.
شُعوره بالأمل والطّمأنينة في قضاءِ دينه، كما أنّها تُقوّي الثِّقة بين النَّاس، وخاصّةً الدائِن.