يعتبر الفهم القرائي عملية معقدة تعتمد على الإدراك العقلي للمتعلم، وما يتملكه من قدرات ومهارات ضرورية لعملية القراءة، وتفاعل بين المتعلم والنص، وتنوع استنتاجات النص المختلفة لكل متعلم، وذلك طبقاً لخلفيته السابقة بالموضوع المقروء، ودلالاته اللغوية، والقدرة على التحليل والاستنتاج، والتفكير المنطقي، وكذلك دافعية المتعلم نحو القراءة ، وفي هذا المقال سنتحدث عن الفهم القرائي لدرس النمل المقاتل وهو ما تطرقنا له في مقالات سابقة في قسم سؤال وجواب ، ومعروف أن النمل موجود منذ الأزل منذ زمن سليمان بن داود عليهما السلام وهناك مئات الملايين من النمل وأنواعه حول العالم .
ما الفهم القرائي في وصف الكاتب النمل المقاتل
إن مفهوم الفهم القرائي لا يخلو من التطرق للطبيعة العقلية لعملية الفهم القرائي، والجانب البنائي للفهم بالاعتماد على الخبرات السابقة للمتعلم فهو عملية عقلية خاصة يدرك فيها المتعلم المعنى المقترح من قبل كاتب النص، وتقويمه، واختيار المعنى الصحيح، وهناك مهارات مختلفة للفهم القرائي تقوم على مدى تفاعل المتعلم مع النص، فالنص يحتوي على الرسالة المراد إيصالها للمتعلم، والمتعلم لديه نظام معين للفهم، والتفاعل يحدث عن طريق الاستجابة بين الرسالة ونظام المتعلم، كما أنه عملية عقلية بنائية تفاعلية يمارسها القارئ من خلال محتوى قرائي، بغية استخلاصه للمعنى العام للموضوع، ويستدل على هذه العملية من خلال امتلاك القارئ لمجموعة من المؤشرات السلوكية المعبرة عن هذا الفهم، ويتم هذا من خلال الدرجة التي يحصل عليها القارئ في اختبارات الفهم القرائي المعدة لهذا الغرض. إن المتعلم يعتمد على العملية البنائية للفهم، فهو يقوم ببناء المعاني معتمداً على خبراته السابقة عن النص المقروء، وعلى التوضيحات الشارحة للنص، ليقوم ببناء شبكة من العمليات المعرفية التي تؤدي للوصول إلى المعنى. كما أنه عبارة عن عملية استخلاص المعنى من النص المكتوب، وهو الغاية الأساسية من القراءة، ويحدث أثناءها في الغالب تفاعل بين طرفين هما القارئ وكاتب النص. وتبدأ عملية الفهم القرائي في ذهن القارئ بفك رموز الكلمات المكتوبة، وصولاً إلى تفاعل خلفية القارئ المعرفية، وربطها بالنص؛ للوصول إلى مغزى النص، أو رسالة الكاتب.
الهدف من الفهم القرائي النمل المقاتل هو الغاية من القراءة والهدف الذي يسعى له الطلاب والطالبات ، وينشده كل معلم لتنميته بمستوياته المختلفة لدى تلاميذه. فالقارئ الذي يتمكن من مهاراته يحقق أهدافه التي يقرأ من أجلها، ويوسع من خبراته، ويزيد من مهاراته في اللغة، ومن ثراء معلوماته، ومن اتساع أفكاره ، وهو ضروري للتلميذ ابتداء من دراسته الابتدائية، وحتى إنهاء تعليمه الأساسي، فكل مجال دراسي يعتمد على قدرة التلاميذ على القراءة ومعالجة النص ،والفهم هو أساس التطور الاجتماعي، والفكري والسياسي، ومن يقرأ تاريخ العلماء، والأدباء، والفلاسفة العظام يجد أن الصفة الجامعة بين هؤلاء جميعاً هي الفهم القرائي، وإن أي إنسان يحاول أن يتصدى للقيادة الفكرية، أو الاجتماعية، أو السياسية لابد أن يقرأ ويفهم والفهم القرائي يعتبر أمراً حيوياً في عملية القراءة، وهو ذروة مهاراتها، وأساس عملياتها، للسيطرة على مهارات اللغة كلها.
ونود الاشارة هنا ان النمل المقاتل الفهم القرائي هو هدف أساسي لتعلم التلاميذ التفكير والرد على ما يقرأون، وهي من أهم المهارات لمتعلمي اللغات الأجنبية لإتقان اللغة، وفي هذا السياق أكدت بعض الدراسات على العلاقة بين قدرة التلميذ على القراءة وبين التحصيل العلمي، وأن هناك علاقة إيجابية بين التفوق في تعلم اللغة الإنجليزية واستراتيجيات القراءة والتحصيل الدراسي للتلاميذ. إن الفهم القرائي ضمان للارتقاء بلغة المتعلم، وتزويده بأفكار ثرية، وإلمامه بمعلومات مفيدة، واكتسابه مهارات النقد في موضوعية، وتعويده إبداء الرأي، وإصدار الأحكام على المقروء، ومساعدته على ملاحظة الجديد، لمواجهة ما يصادفه من مشكلات، وتزويده بما يعينه على الإبداع، والمتعلم يضيف إلى معلوماته وخبراته عن طريق القراءة، لذا فالفهم القرائي يؤدي إلى تحسين واقع المتعلم، ويجعله يضيف إلى العلم بمقدار ما يقرأ ويطلع، والتعلم الذي يتم دون فهم يكون عرضة للنسيان، فهو يتم عن طريق الحفظ والتكرار، فالفهم عامل مساعد على تثبيت المعلومات والاحتفاظ بها، وفي هذا الشأن يمكن القول أن التعلم عن طريق الحفظ تفقده ذاكرة المتعلم بسرعة، بينما يبقى التعلم الناتج عن الفهم فترة أطول في ذاكرة المتعلم.