المحتويات
من هو القاسم بن الحسن بن علي
القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي أحد أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب له عدة مواقف منها ليلة عاشوراء عندما سئل عن الموت، فقال أنه أحلى من العسل، وكذلك شجاعته عندما برز للقتال، ومن ثم استشهاده. ولد في المدينة المنورة، وقتل في معركة كربلاء وهو يومئذ غلام.
كيف قتل القاسم بن الحسن ؟
كان مقتله شابا في معركة كربلاء حيث أنه بعد أن قُتل أبو بكر بن الحسن بن علي شقيق القاسم بن الحسن لأمه وأبيه استأذن القاسم بن الحسن عمه الحسين بن علي أن يخرج للقتال فما زال به حتى أذن له فخرج وفي يده السيف وعليه قميص وإزار، وفي رجليه نعلان فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع نعله اليسرى، فوقف ليشدها، فقال عمر بن سعد بن نفيل الأزدي: “والله لأشدن عليه” فما ولّى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف، فوقع الغلام لوجهه وصاح: يا عماه. فجلى الحسين عليه ثم شد شدة فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق، ثم تنحى عنه، فحملت خيل عمر بن سعد الأزدي ليستنقذوه من الحسين، فاستقبلته بصدورها وجالت فتوطأته، فلم يرم حتى مات، فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه، والحسين يقول: “بعدا لقوم قتلوك، وخصمهم فيك يوم القيامة رسول الله، عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا تنفعك إجابته، يوم كثر واتره وقل ناصره”. ثم احتمله على صدره، ورجلاه تخطان في الأرض، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين.
ام القاسم بن الحسن
ومن تلك النساء رملة (رضوان الله عليها) زوجة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) ام القاسم سلام الله عليه والتي طلبت من الإمام الحسين (عليه السلام) ان تاتي معه الى كربلاء وبرفقه أولادها الثلاثة.
فيكفي لهذه المرأة المكرمة فخراً وعزاً انها الزوجة المخلصة للامام الحسن بن علي (عليهما السلام) والام الحنون التي ربّت أبناءها ومنهم ذلك الشاب الغيور، القاسم حتى شجعته لنصرة امام زمانه الحسين سلام الله عليه ، ولم يكن القاسم قد بلغ الحلم، وكان وجهه كفلقة قمر، فلما نظر اليه عمه الحسين (عليه السلام) اعتنقه وبكى حتى غشي عليه، فاستأذنه في القتال فأذن له بعد الحاح منه، وبعد ان اراه وصية ابيه الإمام الحسن(عليه السلام) في نصرته .
فبرز القاسم بن الحسن على صغر سنّه يقاتل قتال الابطال، هذا ورملة (رضوان الله عليها) خلف الخيمة تنظر تلك المشاهد المُفجِعَة قلبها، ليؤتى لها بفلذة كبدها القاسم وقد مزقت بدنه الزاكي السيوف والرماح، وكانت تأمل ان تشهد زفاف عرسه، فرأت زفاف شهادته، وهو محنى بالدماء الزاكية التي بذلها في سبيل الله .
فراحت بعده لتنضم الى ركب السبا والاسر راحلة عن كربلاء، تاركة فيها حبيبها القاسم طريحاً على رمال الطف الى جانب تلك الاجساد الطاهرة لعمه الحسين وابناء عمه واهل بيته وخيرة الاصحاب الابرار.