المحتويات
من هو اول طبيب مشهور في عمان؟
سنتعرف اليوم على أول طبيب مشهور في عمان ، ولاقى شهرة واسعة منذ بداية رحلته الطبية ، وهو شارون تومس وهو أول من أسس مستشفي في عُمان بـمطرح عام ١٩٠٩م، وكان من ضمن الحملات التبشيرية في الوطن العربي، حيث كان تاسيسه للمستشفى في عمان هدفه تبشيري، ولكن بتاسيس هذا المستشفى بدا الاهتمام بالصحة وتقديم العلاج للجميع منطقة مسقط، حيث كانت عمان تفتقر لاي مؤسسات صحية .
اول طبيب مشهور في عمان
الجواب هو :
شارون تومس.
الطبيب شارون توماس يتحدث عن تجربته
على الرغم من أن الطبيب شارون توماس كان عضوًا بارزًا في الإرسالية الأميركية، يستطيع في أحيان كثيرة اختيار الأماكن والمهمات لتنفيذ أعمال الإرسالية، إلا أنه كان يفضل عمان دائماً. فمع بداية هذا القرن، كانت مسقط وبقية المدن والقرى العمانية ساحة لاكتشافات رجال ونساء الإرسالية الأميركية. وبهذه الاكتشافات انشغل الطبيب توماس وانغمس أكثر، لكنه اختار مدينة مطرح لأسباب كثيرة، يشرحها في تقرير كتبه في أيلول /سبتمبر من العام ١٩١٢ ، يقول فيه:
لقد كنا مسرورين جدًا لعودتنا، وأكاد أقول إلى الوطن، إلى مطرح حيث يوجد عملنا. فعندما نلاقي الوجوه المألوفة مرة أخرى، تلك الوجوه التي تعلمنا حبها، فإنه ليس من الصعوبة التفكير في أن هذا الوطن، حتى لو وجدنا أنفسنا مرارا نفكر في العزيزة ميتشغان، كوطن أيضًا.
إنني أعرف أن الكثيرين لم يسمعوا عن مطر ح، ويرجع ذلك، جزئيا، إلى أنها مكان عمل جديد نسبيا بالنسبة إلى الإرسالية، وإلى أننا عادة نتكلم عن عملنا الرئيس في مسقط التي تبعد عن مطرح ثلاثة أميال فقط.
وعندما نتحدث عن مسقط ومطر ح، فيمكن القول إن مسقط هي عاصمة عمان، وبها يسكن السلطان ويجمع القناصل الأجانب، وبها القنصليات البريطانية والفرنسية والأميركية، ويوجد بها أيضًا مكاتب البريد والبرقيات. ولكن، تجاريا، فإن مطرح، أكثر أهمية من مسقط. فجميع القوافل التجارية تبدأ وتنتهي في مطرح، ويكتظ ساحلها بعشرات القوارب العاملة في التجارة والصيد.
وأتذكر أنه عندما بدأنا عملنا الطبي والتبشيري والرحلات إلى داخل عمان، كان على العاملين في مسقط المجيء إلى مطرح بواسطة الحمير أو الجمال، ومنها يبدؤون رحلاتهم، وفيها يستريحون بعد عودتهم من عناء الرحلات الطويلة والمملة في الجبال.
وفي الواقع، يمكن كتابة الكثير عن مدينة مطرح، لكنني سأكتب هذه المرة عن الناس فيها. إن أهالي المدينة ينقسمون إلى ثلاث فئات متباينة جدا، وواضحة لأي مقيم أو زائر. وهذه الفئات هي :العرب، وهم المواطنون من عمان ومن زنجبار. البلوش من بلوشستان. ثم الهنود المعروفون ببشرتهم السمراء.
وفي الواقع، فإن العرب هم أفضل الفئات التي تعيش هنا. كما أنهم أفضل الأجناس ودية، ويمكن العمل معهم. وعلاوة على ذلك، فهم كرماء إلى أبعد الحدود ويقدرون كثيرا الأعمال المفيدة في مدينتهم. والكثير من النساء العربيات في مطرح لا يلبسن الحجاب، وقد وجدناهن متفتحات بنسبة تفوق كثيرًا تفتح النساء العربيات في بلاد عربية أخرى، كما أنهن يتمتعن بالذكاء.
أما البلوش، فهم أفقر طبقة في مطرح، إذ أن معظمهم يعملون كحمالين. والعمل وسط البلوش مريح جدا، خاصة إذا كانوا يعرفون اللغة العربية، ولكن الكثير منهم لا يعرفونها.
وفي الحقيقة، فإن العمل بالنسبة إلينا في مطرح، ليس هو بالعمل الصعب الشائك، ولكنه ليس بالعمل السهل أيضًا.
ويتكون عمل الإرسالية في مطرح من مستوصف صغير(1)، ويعمل معي اثنان من المساعدين من أفغانستان، لديهما روح تبشيرية كبيرة. ونتوقع، خلال فترة قليلة، وصول مساعد ثالث من مسقط، كان يعمل بائعًا للكتب، لبعض الوقت. وقد تعرفت إليه في مسقط، وهو شاب متحمس جدا، ويعمل بنشاط ملحوظ. وبعد عودتي إلى مطرح، عرفت أنه سافر إلى البصرة، وتزوج. لكنه عاد إلى مسقط في صحبة عروسه، وهي فتاة صغيرة، متخرجة في مدرسة الإرسالية الأميركية في مدينة الموصل بالعراق.
ومن الناحية الطبية، فإنني أعتبر مطرح أفضل مركز عملت فيه. فالناس يبدون إيمانا كبيرا بنا، وبدورنا وبأدويتنا، كما أنهم يظهرون استعدادا جيدا لتتبع إرشاداتنا في العلاج عندما يكونون مرضى. وفي معظم الأيام، فإنهم يأتون إلينا بأعداد كبيرة.
وفي الوقت الحاضر، نقوم في هذا المستوصف الصغير في مطرح بمعالجة ما بين سبعين إلى ثمانين مريضًا في اليوم، ويزداد العدد مع الوقت.
وعلاوة على ذلك، فنحن نتوقع أن يتضاعف العمل الطبي مع بداية الصيف، وذلك لأن الكثير من العمانيين يأتون إلى مطرح من مدنهم وقراهم للعلاج.