المحتويات
يتحدد طول الشهر القمري بـ
بماذا يتحدد طول الشهر القمري ؟ يبدأ الشهر القمري في اليوم الذي يولد فيه الهلال وينتهي في اليوم الذي يسبق الهلال الذي يليه. طول الشهر القمري 29 أو 30 ويمكن تحديد عدد أيامه مسبقاً عن طريق ما يسمى بالحسابات الفلكية. فالقمر يدور حول الأرض في فترة زمنية مقدارها 27 يوماً و 7 ساعات و43 دقيقة و 11.87 ثانية، في مدار بيضاوي اقرب ما يكون إلى الاستدارة ويقطع في كل ليلة حوالي (13 درجة). وهذه الفترة الزمنية تعرف بالشهر القمري النجمي.
إن الشهر القمري يحدث بنظام دقيق متكرر كل شهر بعد (الاقتران) ثم (الإهلال)، وفق سنة كونية ثابتة لا تدخل للبشر في حصولها، وإنما يمكنهم مراقبة أشكال القمر المختلفة ومعرفتها وحسابها والتفريق بينها. كما أنَّ تقسيم السنة القمرية لاثني عشر شهرًا هو تقسيم طبيعي ناتجٌ عن اكتمال (12) دورة للقمر. وطول الشهر القمري لا يزيد عن (30) يومًا، ولا يقل عن (29) فلكيًا وشرعيًا.
فالقمر يدور حول الأرض في فترة زمنية مدتها (27 يوما و7 ساعات و43 دقيقة و11 ثانية) اي تقريبا (27 يوما وثلث اليوم)، وهذه الفترة الزمنية تعرف بالشهر القمري النجمي. ولكن بعد انقضاء هذه المدة الزمنية من عمر القمر الوليد، لا يعود القمر للاقتران مرة أخرى، وذلك لأن الأرض تكون قد سبقت القمر بحوالي 27 درجة، وبما أن القمر يقطع في اليوم الواحد مقدار 13 درجة في المعدل، فإن القمر يحتاج لأكثر من يومين حتى يصبح في الاقتران، لذلك تصبح المدة الزمنية للشهر القمري الوسطي 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوان، وليست هذه المدة الزمنية للشهر القمري الاقتراني دائماً، بل هي معدل مدة الشهر القمري الاقتراني، حيث تتغير مدة هذا الشهر من شهر لآخر، وذلك بسبب عدة عوامل مثل تغير سرعة القمر في دورانه حول الأرض، وتغير سرعة دوران الأرض حول الشمس، وتراجع عقدتي القمر وتغير العرض السماوي للقمر.
لغةً
يعرف الشهر لغة بأنه مدة مشهورة بإهلال الهلال، وقيل: الشهر القمر، سمي بذلك لشهرته وظهوره، وقيل: هو العدد المعروف من الأيام، يشهر بالقمر، وفيه علامة ابتدائه وانتهائه، والجمع أشهر وشهور، والعرب تقول: رأيت الشهر، أي: رأيت هلاله. وقال الإمام الرازي: وأما الشهر فهو عبارة عن حركة القمر من نقطة معينة من فلكه الخاص إلى أن يعود إلى تلك النقطة. هذا، وقد ذكرت لفظة الشهر بالإفراد في القرآن الكريم اثنتي عشرة مرة، جاء نصفها تماما بالصيغة المعرفة الشهر، والنصف الآخر بالصيغة غير المعرفة شهر أو شهرا.
كما جاءت الإشارة إلى الشهر بالتثنية شهرين مرتين، وبالجمع سبع مرات، احداها بالصيغة المعرفة الشهور، والباقي بالصيغة غير المعرفة أشهر. ويعرف الشهر القمري فلكيا بأنه دورة القمر حول الأرض، منسوبة إلى موقع الشمس في صفحة السماء، وهي دورة معقدة يدخل فيها دوران القمر حول الأرض، ودورانه مع الأرض حول الشمس، ومع باقي أفراد المجموعة الشمسية حول مركز المجرة، وما فوق ذلك من حركات لايعلمها إلا الله تعالى.
شرعاً
عن ابن عمر رضي الله عنهما أَن رسول الله قال: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد الإبهام في الثالثة، والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين) متفق عليه، أي هو يدور بين (29) أو (30) يومًا. ولهذا : فإن لأهل العلم كلامًا فيما يتعلق ببعض الأحكام الفقهية المتعلقة بطول الأشهر، مثل : عدد الأيام التي يُطعم عنها من لم يستطع الصوم، عدد الأيام التي يصومها من كان عليه كفارة شهرين متتابعين، عدد الأيام التي يصومها من نذر أن يصوم شهرًا كاملاً، ونحوها.
فلكياً
يعرف الشهر القمري فلكيا بأنه دورة القمر حول الأرض، منسوبة إلى موقع الشمس في صفحة السماء، وهي دورة معقدة يدخل فيها دوران القمر حول الأرض، ودورانه مع الأرض حول الشمس، ومع باقي أفراد المجموعة الشمسية حول مركز المجرة، وما فوق ذلك من حركات لايعلمها إلا الله تعالى. ولتباين سرعة كل دورة من هذه الدورات في جريها الحقيقي، وفي حركاتها الظاهرية التي نراها بها من على سطح الأرض فإن الحركة الظاهرية للشمس تبدو لنا أسرع من الحركة الظاهرية للقمر، وإن كان لكل منهما مداره المحدد الخاص به. ونتيجة لهذه الحركات المتعددة فإن القمر يمر بين الأرض والشمس فيكون وجهه المنير في اتجاه الشمس، ووجه المظلم في اتجاه الأرض، وتسمي هذه المرحلة باسم مرحلة المحاق أو مرحلة الاقتران؛ وبمجرد خروج القمر عن هذا الوضع يبدأ أهل الأرض في رؤية حافته المنيرة التي تؤذن بميلاد شهر قمري جديد.
دورة القمر حول الأرض تبلغ (27.321) يومًا، ثم يدخل القمر في طور (المحاق) و(الاستسرار) ويحدث (الاقتران)، ثم يكون (الإهلال) ويبدأ الشهر الجديد، ويستغرق ذلك ما بين يوم أو يومين، فيكون طول الشهر القمري إما (29) أو (30) يومًا، حسب وقت (الإهلال) الذي يختلف من شهرٍ لآخر لعوامل فلكية متعددة. وبتواصل دوران القمر حول الأرض تزداد مساحة الجزء المنير من سطحه المواجه لنا فيتحرك من الهلال الوليد إلي الهلال المتنامي، إلي التربيع الأول، إلي الأحدب المتنامي إلي البدر الكامل، ثم تبدأ مساحة الجزء المنير من سطح القمر المواجه لنا في التناقص التدريجي حتي المحاق، ويمر خلال فترة التناقص تلك بمراحل الأحدب المتناقص، ثم التربيع الثاني، ثم الهلال المتناقص إلي المحاق ليختتم شهرا قمريا، ويؤذن بميلاد شهر جديد مع هلال وليد جديد.
مكان بدء الشهر
ذهب معدو التقاويم الحديثة إلى اشتراط تحديد مكان ما لبدء الشهر القمري، وقد استدلوا على هذا الاشتراط بقولهم: إنه لا بد من تحديد مكان معين ليكون أساسًا لعمل تقويم شهري، وإلا لزم منه أن تكون بداية الشهر القمري متنقلة من مكان لآخر بين بدايات الشهور، وهذا لا يصح. ثم اختلفوا في تحديد هذا المكان. وللتحديد صحة اشتراط مكان لتحديد بدء الشهر القمري. إن اشتراط تحديد مكان واحد دائم لبدء التقويم القمري غير دقيق، وذلك للأمور التالية:
- أن الخطوة الأولى في بدء الشهر القمري وهو الاقتران بين الشمس والقمر والأرض حدث عام لا علاقة له بمكان محدد من الأرض، فقد يكون في شهر موازيًا لنقطة في إحدى البلدان العربية، وفي شهر آخر لنقطة في إحدى البلدان الأوربية، وآخر لنقطة في أحد البحار أو المحيطات، وهكذا.
- ثم ما يتبع الاقتران من حدوث الإهلال: لا يكون مرتبطًا بمكانٍ مُحدَّد على سطح الأرض، بل يتنقل بين مختلف الأماكن من شهر لآخر.
- بالرجوع إلى شروط بدء الشهر القمري: نجد أنَّ هذه الشروط لا تتوافر بشكل مستمر في بلدٍ ما عند بداية كل شهر، بل إنَّ البلدان تتفاوت فيما بينها في تحقق هذه الشروط. اتخاذ نقطةٍ معينة مكانًا دائمًا لتحديد بداية الشهر: يؤخر بداية الشهر القمري، حيث إن هذه الشروط لا بد أن تتخلف في هذا المكان في أحد الشهور، لكنها ستتحقق في مكانٍ آخر قبله.
- بالإضافة إلى أن القول بوجوب عدم الاعتبار باختلاف المطالع وتوحيد بدايات الشهور القمرية بين البلدان يجعل هذه المسألة غير ذات أهمية، لأن إثبات الشهر في مكان ما هو إثبات لجميع الأرض، وهو ما يبين أنَّ الأصل إثبات الشهر: تحقق بدايته، لا أين يثبت.
- لا خشية من عدم انضباط الشهور القمرية، حيث إن الشهر القمري محصور بين اقترانين منضبطين لا يتقدمان ولا يتأخران، وهما سبب انضباط طول الشهر القمري طبيعيًا بين (29) أو (30) يومًا.
- من خلال تتبع هذه التقاويم يمكن ملاحظة أن معدي هذه التقاويم اقتصروا في تحديد هذه الأماكن على اليابسة، بل على الأماكن المأهولة منها، بينما تحقُّق شروط الشهر القمري لا تقتصر على هذه الأماكن، فقد يمكن أن تحدث فوق أي جزء من الأرض من اليابسة أو الماء، أو في مناطق نائية غير مأهولة.
- أن التقاويم التي اعتمدت على اتخاذ نقطة ثابتة لبداية الشهر القمري قد وقعت في مخالفات عديدة لشروط الشهر القمري، كما سيأتي بيانها لاحقًا.