المحتويات
تحضير درس نشأة الفلسفة جدع مشترك علمي
درس المحور الأول: نشأة الفلسفة للجذع المشترك وفق كتاب “في رحاب الفلسفة”
النموذج الثاني
إن ميلاد الفلسفة تم في شروط خاصة و على أرضية اجتماعية و ثقافية ميزت بشكل خاص مجتمعا, ألا و هو المجتمع اليوناني. فما هي طبيعة الشروط الاجتماعية و الثقافية التي تميز بها اليونان ؟ و إذا كانت هذه الشروط هي التي ساهمت في نشوء الفلسفة, فكيف تفسر العلاقة بين الفلسفة و هذه الشروط ؟
الفلسفة في مواجهة الأسطورة
معالجة نص جان بيير فرنان ص 13
موضوع النص:
يتناول هذا النص بعض الجوانب المرتبطة بالشروط و الظروف التي كانت وراء نشأت الفلسفة عن اليونان خلال القرن السادس قبل الميلاد
السؤال الضمني للنص:
إن هذا النص يطرح بشكل ضمني سؤالا محددا هو : ما هي الشروط التي كانت وراء نشأت الفلسفة عند اليونان ؟
رأي صاحب النص:
يرى صاحب النص أن شروطا جديدة شهدها العالم الفكري عند اليونان و كان أبرز مظاهرها هو التقابل بين الميتوس و اللوغوس الذين يكشفان كيانين متعارضين. و لقد أبرز( فرنون) على أن من بين التحولات التي حدثت هو انتقال الفكر اليوناني من اللحظة الشفهية إلى اللحظة الكتابية, أي من النص الشفوي إلى النص المكتوب. و في هذا الإطار ظهرت الفلسفة باستعمالها لعبارات و مفاهيم مجردة, مختلفة كل الاختلاف عن ما هو وارد في الأسطورة فتبين أن بين الأسطورة و الفلسفة, أو بين الميتوس و اللوغوس اختلافا و تقابلا على مستوى الشكل و المضمون. فعلى المستوى الأول ظهرت الأسطورة كخطاب يقوم على السرد و الحكي, أما على المستوى الثاني فهي تحكي وقائع تتعلق بالآلهة و صراعاتهم. أما بالنسبة للفلسفة فهي على مستوى الشكل تقوم على البرهان و الحجة, و على مستوى المضمون فهي تتعامل مع المفاهيم ( تصورات من إنتاج العقل يفهم من خلالها موضوعات معينة )
إن هذه الشروط التي تكلم عنها جون بيير فيرنون تجعل من ميلاد الفلسفة و كأنها مجرد عملية استبدال الأسطورة اللوغوس , فهل ميلاد الفلسفة مرتبطا فقط بتحول على مستوى الفكر ؟ و ما هي التغيرات التي حدثت على المستوى الاجتماعي و السياسي خلال القرن السادس قبل الميلاد ؟
يرى جون بيير فرنون أن ظهور الفلسفة في المجتمع اليوناني ارتبط بحدثين :
- ظهور المدينة الدولة: كفضاء لتداول و مناقشة القضايا المتعلقة بالمصلحة العامة .
- ظهور النظام الديمقراطي: كنظام يبيح حرية التفكير و التعبير و إبداء الرأي.
إن الفلسفة إذا ارتبطت في نشأتها بواقع الحرية في المجتمع اليوناني فذلك مرتبط كذلك بالمستوى السياسي و المستوى الفكري
خلاصة أولية :
إن ميلاد الفلسفة عند اليونان شكل حدثا تاريخيا نقل الفكر اليوناني و الإنساني عموما من الإيمان بالأسطورة إلى الإيمان بالفلسفة ( العقل ) , و قد تطلب نشوء الفلسفة خلال القرن السادس قبل الميلاد شروطا سياسية و اجتماعية و فكرية توفرت فقط للمجتمع اليوناني فكانت الفلسفة اليونانية بحق معجزة يونانية
من فعل النشأة إلى فعل التفلسف
إن ميلاد الفلسفة عند اليونان اقترن بظهور أفكار جديدة و رؤى مختلفة للكون و للموضوعات المرتبطة بالطبيعة . لقد كان الفكر اليوناني في بدايته فكرا أسطوريا يتحدث عن الكون من خلال حكايات خيالية, إلا أن هذا الفكر عرف بعضا من النضج فأصبح أكثر واقعية, و هذا ما جسدته أفكار الفلسفة و تصوراتهم
معالجة نص نيتشه
السؤال الذي يجب عليه النص:
إن هذا النص يجيب على سؤال محدد هو : كيف شرع الفكر الفلسفي في الفعل ؟
موقف صاحب النص:
يرى نيتشه أن التفكير الفلسفي إنطلق بفيرال غريبة تقول : إن الماء هو أصل كل الأشياء , و هي الفيرال التي قدمها الفيلسوف اليوناني ” طاليس ” ( 640 ق.م – 545 ق.م )
و لقد اعتبر نيتشه أن فيرال طاليس فيرال جادة و ينبغي القبول بها و ذلك للاعتبارات الآتية:
- فيرال طاليس تتناول مسألة أصل الأشياء
- فيرال طاليس تتناول أصل الأشياء بمعزل عن الصور الخيالية و السرد
- عبارة طاليس تتضمن فيرال أن الكل واحد
و يرى نيتشه أن طاليس بهذه الفيرال يعتبر فيلسوفا , و ذلك لأنه قدم نظرة كلية و متكاملة عن الوجود , و هو في نفس الوقت رجل علم لأنه اهتم بالطبيعة
خلاصة أولية
إن بداية فعل التفلسف عند اليونان كانت بداية عظيمة و ذلك نظرا للجرأة الكبيرة التي أبان عنها فلاسفة اليونان, و ذلك عندما قدموا أفكارا جديدة و جزئية تتعلق بأصل الطبيعة و مبدأها و حاولوا تقديم نظرة كلية و متكاملة عن الوجود .