تحليل نص مجتمع مدني فعال في المغرب؟ أهلا بكم تلاميذنا الكرام المتابعين عبر موسوعة فيرال النموذجية , حيث نزودكم بالمحتوى التعليمي الهادف , حيث نقدم لكم حل الاسئلة التعليمية والثقافية , وتحضير الدروس المهمة والمقررة في المنهاج التعليمي لهذا العام الدراسي , ومن هنا من هذه المقالة سوف نتطرق لتحليل نص مجتمع مدني فعال في المغرب؟
المحتويات
تحليل نص مجتمع مدني فعال في المغرب؟
تقديم
ـ مفهوم الخطاب الصحفي:
تعتبر الصحافة نشاطا إعلاميا يستهدف جمهور المتلقين من خلال ما يعرضه عليهم من أخبار ومعلومات وأحداث ووقائع وأراء مختلفة.. وقد ارتبط تشكلها بتطور الطباعة وكذلك بالتحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عرفتها كثير من المجتمعات في مختلف أنحاء العالم.
يعتمد الخطاب الصحفي في عرض مادته الخبرية على مجموعة من الوسائط، تأتي في مقدمتها المكتوبة والمسموعة والمنظورة مثل الجرائد والمجلات والقنوات التلفزية والمحطات الإذاعية، فضلا عن المواقع الإلكترونية التي باتت مصدرا مهما من مصادر تداول الأخبار ونشرها بشكل سريع وفي وقت وجيز.
وهو يتخذ أشكالا متعددة تبعا لنوعه ومرجعياته وأدواته، فنجد فيه الرسمي والحزبي والمستقل… أما طريقة تقديمه فتكون إما على شكل مقال أو تحقيق أو تقرير أو تعليق أو مقابلة…
– خصائص الخطاب الصحفي:
من خصائص الخطاب الصحفي أنه يراعي كونه موجها إلى جمهور عريض متعدد المستويات المعرفية والاجتماعية والنفسية، لذلك يجب أن يحترم القواعد اللغوية، ويتسم بالبساطة والإيجاز والدقة والوضوح والشفافية والموضوعية، ويهتم بتوثيق الخبر واستحضار الإحصاء واعتماد التقرير والمباشرة، إضافة إلى أنه يلزم أن يكون هادفا في صياغته، محيطا بمقاصده، مواكبا للمستجدات، عاكسا للغة الواقع وتمثلاته.
– وظائف الخطاب الصحفي:
من وظائفه التعرف والاكتشاف، وتعليم الموضوعية والمصداقية والجرأة، وتمتين الروابط الاجتماعية، وتنمية حس المواطنة، وتشكيل الرأي العام، وتمثيل السلطة المضادة.
ملاحظة النص
صُدِّرَ النصُ بعنوان صِيغ في تركيب اسمي.. يدل على طبيعة المجتمع المغربي في تصور عبد الكريم غلاب بكونه أصبح مدنيا وفعالا، يتسم بالنشاط والحيوية مواكبا بذلك ركْب التطور والتمدن لمسايرة الدول المتقدمة..
ومن خلال المؤشرات النصية الدالة مثل: العنوان ودلالته، والملفوظ الأول والأخير في النص، فضلا عن صاحبه والمصدر الذي أخذ منه.. نفترض أننا أمام مقالة فكرية توجيهية تنتمي إلى الخطاب الصحفي المكتوب في مجلة، سيعالج فيها الكاتب موضوعا يتداخل فيه السياسي والاجتماعي، حيث سيعرض تصوره الخاص عن المجتمع المدني المغربي المتشكل في العقود الثلاثة التي أعقبت الاستقلال.
فهم النص
بسط الكاتب أفكاره في هذا النص حول المجتمع المدني في المغرب على المنوال الآتي:
– مفهوم المجتمع المدني في بلدان العالم الثالث يتحدد بسعيه المتواصل نحو التغير والتطور.
ـ اختلاف المجتمع المدني عن غيره محكوم بمدى احترامه لقيم الديموقراطية وسيادة القانون والمساواة بين جميع أفراد شعبه، إلى جانب احترام مواثيق حقوق الإنسان.
– نجاح المغرب في تكوين مجتمع مدني فعال بسبب قربه وانفتاحه على مجتمعات متفتحة ومتقدمة، وإدراكه لمسؤولية هذا التفتح من خلال دحره لكثير من معيقات التنمية والتطور.
– بيان مظاهر تفتح المجتمع المغربي خاصة من طرف شبابه، وذلك بتبني الفكر الحر ومبدإ التسامح وخط الاعتدال، بعيدا عن كل الصراعات الفكرية والعقدية.
ـ نضال الشعب المغربي واعتماده على قانون ديموقراطي يسوده القانون وسلطة المؤسسات خَوَّلَ له تحقيق مجموعة من المكاسب عبر سيرورته التنموية عن طريق الوعي والنضال حتى أصبح مجتمعا مدنيا فعالا.
تحضير نص مجتمع مدني فعال في المغرب؟
تحليل النص
– دراسة المعجم
يهيمن على النص حقلان دلاليان أحدهما اجتماعي والآخر فكري، ومن الألفاظ الدالة عليهما ما يلي :
حقل الفكر
المصطلحات، مفهوم، القيم الإنسانية، مواثيق حقوق الإنسان، الفكر، المنطلقات، متفتح، عوائق التفتح، الأمية الفكرية، الخرافات والأسطورة، التخلف الفكري ، الاستلاب الفكري، الإديولوجية…
حقل المجتمع
المجتمع، المدني، غربي ، العالم الثالث، تطور، العالم الأول، قيم القانون، قبلي، عرقي ، طائفي، عسكري، الميز، البيض الملونين، العمال، مالكي الأرض، العبيد، السلطة ، الشعب، الشرائح الاجتماعية، المغرب، عهد الحماية…
= تجمع بين هذين الحقلين علاقة ترابط وانسجام…
– البنية الحجاجية للنص
اعتمد الكاتب في عرض مادته الفكرية حول فاعلية المجتمع المغربي في مرحلة ما بعد الاستقلال على بنية حجاجية محكمة، حيث استند في مناقشته أفكاره إلى مرجعيات متنوعة توزعت بين استقراء التاريخ ومعرفته الواسعة بطبيعة المجتمع المغربي من خلال ظواهره الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تميزه عن غيره، ليؤكد بها على تفرد المغرب ونجاحه في تحقيق التعايش الإيجابي المبني على مبدإ الاحترام وتطبيق مقتضيات الدستور..
– البنية الأسلوبية
استعان الكاتب في نقل أفكاره حول مدنية المجتمع المغربي بالأسلوب الخبري تماشيا مع مقصدية النص الرامية إلى الإخبار وذلك بإشراك المتلقين مع الكاتب في معرفة طبيعة هذه المدنية والأسباب الكامنة وراءها.. ولتحقيق هذه الغاية لجأ عبد الكريم غلاب إلى جملة من الأساليب البلاغية ذات الطابع الإقناعي نذكر منها؛ التعريف والمقارنة والتوكيد والشرح والتفسير والوصف والاستنتاج.. وذلك لخلق دينامية تأثيرية للنص تتجاوز به جفاف المعروض الفكري الصرف بغية شد انتباه القارئ وحمله على الاقتناع ومن ثمة الاستجابة لما يعرضه عليه.
– طريقة العرض
يتميز هذا النص المقالي بتصميم منهجي محكم من خلال قصر حجمه ووحدة موضوعه وتسلسل أفكاره فضلا عن الطابع التقريري التفسيري واللغة الصحفية المرسلة إلى متلق عريض بما يستلزمه سياق الإرسال من وضوح ودقة في العرض وموضوعية في التحليل يدعمها المنهج الاستدلالي القائم على الطريقة الاستنباطية التي تنطلق مما هو عام ( تعريف المجتمع المدني..) إلى ما هو خاص (حاجة المجتمع المدني في العالم الثالث إلى الحرية والنضال) كل هذا أضفى على النص طابعا من الاتساق وجعله محكما وأكثر انسجاما.
تلخيص و شرح نص مجتمع مدني فعال في المغرب؟
التركيب
ختاما نستطيع القول بأن الكاتب عبد الكريم غلاب استطاع أن يقدم لنا في هذا النص الصحفي تصورا نظريا مقبولا عن طبيعة المجتمع المدني والشروط التي ينبغي أن يتأسس عليها، مركزا على المجتمع المغربي وعلى الدور الكبير الذي قام به في تحقيق التعايش الإيجابي بين مختلف شرائحه وأطيافه من خلال القبول بالآخر واحترام خصوصياته الثقافية بعيدا عن الصراعات العقدية والفكرية والنعرات القبلية والطائفية.. وقد وظف لهذا الغرض مجموعة من الآليات المنهجية والوسائل الأسلوبية التي يتطلبها المقال الصحفي نذكر منها إجمالا البناء الحجاجي والمنهج الاستنباطي واللغة التقريرية المباشرة.. سعيا منه للتأكيد على خصوصية النموذج المغربي في صناعة المدنية الصحيحة التي تقود بكل يسر وسهولة إلى التقدم والتطور لمسايرة الدول المتحضرة في هذا المجال.. وبهذا نصل إلى تأكيد صحة فرضية المنطلق بخصوص النوع الادبي الذي ينتمي إليه والموضوع الذي يعالجه.