المحتويات
تشرع قراءة سورتي الفلق والناس ثلاث مرات دبر كل صلاة
اقتضت حكمة الله -تعالى- نزول القرآن الكريم مفرّقاً لتثبيت فؤاد النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة رضي الله عنهم، وتحدّي المشركين وإعجازهم، بالإضافة إلى التدرّج في التشريع الإسلامي، من خلال نزول القرآن الكريم مع كل حدث وكل مناسبة معلماً، ومرشداً، ومشرّعاً للأحكام، وقد اعتنى العلماء بدراسة الأحداث والمناسبات التي نزلت بشأنها آيات القرآن الكريم، وعُرف هذا العلم بأسباب النزول، وقد خصّصوا لهذا العلم العظيم العديد من المؤلّفات، ومن أشهرها كتاب أسباب النزول للواحدي، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، واعتمدوا في معرفة أسباب النزول على صحة الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة -رضي الله عنهم- الذين عايشوا التنزيل ووقفوا على الأسباب ،وتشرع قراءة سورتي الفلق والناس ثلاث مرات دبر صلاة الفجر والمغرب وتُشرَّع قراءتها مرَّة واحدة دبر صلاة الظهر والعصر والعشاء، وذلك لما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة في الحديث الوارد عن عُقبةَ بنِ عامرٍ أنَّه قالَ: “أمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن أقرأَ بالمعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ”، بالإضافة لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ؛ والمَعُوذَتَيْنِ، حين تُصْبِحُ وحين تُمْسِي ثلاثَ مراتٍ ؛ تَكْفِيكَ من كلِّ شيءٍ“، وبالتالي فإنَّه يُستحب قراءة سورتي الفلق والناس مرَّة عقب كل صلاة باستثناء صلاتي الفجر والمغرب يُستحب قراءتها ثلاث مرات، والله أعلم.
فضل سورتي الفلق والناس
إنَّ لسورتي الفلق والناس الكثير من الفضل الذي خصصه الله تعالى لهما، وهو فضلٌ يعود على قارئ هذه الآيات بشكل دائم، حيث أنَّها تكفي قارئها من كل شرٍّ بإذن الله تعالى، وذلك لما ورد في قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ؛ والمَعُوذَتَيْنِ، حين تُصْبِحُ وحين تُمْسِي ثلاثَ مراتٍ ؛ تَكْفِيكَ من كلِّ شيءٍ“، بالإضافة لكونهما سورتان لم يُنزل الله تعالى مثلهما في كلِّ الكتب السماوية، لما فيهما من الفضل والحكمة، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله وقوله لعقبة بن عامر: “يا عقبةُ أَلا أُعَلِّمُكَ سِوَرًا ما أُنْزِلَتْ في التوراةِ و لا في الزَّبُورِ و لا في الإنْجِيلِ و لا في الفرقانِ مثلهُنَّ ، لا يأْتِيَنَّ عليكَ إلَّا قرأْتَهُنَّ فيها ، قُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ“، والله أعلم.
سبب نزول سورتي الفلق والناس
إنَّ سبب نزول سورتي الفلق والناس هو أنَّ بعض اليهود صنعوا سحرًا وسحروا به النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فمرض بعده الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأصابه من الوجع الكثير، فأنزل الله تعالى جبريل -عليه السلام- إلى النبي بالمعوذتين ليحلَّا عقدة السحر الذي سُحر به رسول الله، ويُبطلان أثره، حتى خرج إلى أصحابه بعد نزول سورتي الفلق والناس صحيحًا مُعافى، والله أعلم.
سبب تسمية سورتي الفلق والناس بالمعوذتين
تُسمى سورتي الفلق والناس بالمعوذتين ويعود سبب تسميتهما بهذا الاسم لكونهما تبدآن بالتعوذ، فكلاهما تبدأ بقوله تعالى: “قل أعوذ”، وذلك في قوله تعالى في سورة الناس: “قل أعوذ برب الناس”، وقوله تعالى في سورة الفلق: “قل أعوذ برب الفلق”، وهما من سورتان من السور العظيمة التي يستعين بها الإنسان للتخلص من الشرور، وتحصين النفس من الأذى والحسد والسحر، والله أعلم.