المحتويات
قصيدة على قدر أهل العزم تأتي العزائم
تقطيع الشعر هو وزن كلمات بيت الشعر بما يقابلها من تفعيلات ؛ لمعرفة صحة الوزن أو انكساره ، ويراعى في التقطيع اللفظ دون الخط ، فالتقطيع تفكيك البيت من الشعر إلى أجزاء ووضع تحت كل جزء مايناسبه من التفعيلات العروضية . والتقطيع العروضي يرتكز على اتقان الإيقاع الصوتي للتفعيلات ؛ إذ لكل تفعيلة إيقاعها الموسيقي الخاص ، فللتفعيلة فَعُوْلُنْ إيقاعها ، فللتفعيلة فَاْعِلاتُنْ إيقاعها ومتى أتقن الدارس الإيقاع الموسيقي للتفعيلات سهل عليه التقطيع العروضي للبيت ، والان سنقدم لكم طلابنا الكرام من المملكة العربية السعودية تقطيع بيت على قدر أهل العزم تأتي العزائم كتابة عروضية .
وتعتبر قصيدة أبو الطيّب المتنبّي أعظم شعراء العرب ، من أجمل القصائد وقد أنشدها بمناسبة خروج سيف الدولة بجيشه الكبير إلى منطقة الحدث التي كانت قد وقعت في أيدي الرومان ، وفيما يلي سيتمّ تقطيع ابيات قصيدة المتنبي على قدر أهل العزم ، وقد استهلّ المُتنبّي قصيدته ( عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ ) بـ الحكمة، وبدأها عزيمةٍ تشحذ الهمم، وذلك بما يليق باستقبال المظفّر سيف الدولة الحمدانيّ.
ما هو بحر قصيدة اهل العزم ؟
بحر قصيدة على قدر أهل العزم هو البحر الطويل
| إليك قصيدة على قدر أهل العزائم، للمتنبي:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ |
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ |
| وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها | وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ |
| يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ | وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ |
| وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه | وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ |
| يُفَدّي أتَمُّ الطّيرِ عُمْراً سِلاحَهُ | نُسُورُ الفَلا أحداثُها وَالقَشاعِمُ |
| وَما ضَرّها خَلْقٌ بغَيرِ مَخالِبٍ | وَقَدْ خُلِقَتْ أسيافُهُ وَالقَوائِمُ |
| هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها | وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ |
| سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ | فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ |
| بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا | وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ |
| وَكانَ بهَا مثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ | وَمِنْ جُثَثِ القَتْلى عَلَيْها تَمائِمُ |
| طَريدَةُ دَهْرٍ ساقَها فَرَدَدْتَهَا | على الدّينِ بالخَطّيّ وَالدّهْرُ رَاغِمُ |
| تُفيتُ اللّيالي كُلَّ شيءٍ أخَذْتَهُ | وَهُنّ لِمَا يأخُذْنَ منكَ غَوَارِمُ |
| إذا كانَ ما تَنْوِيهِ فِعْلاً مُضارِعاً | مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيهِ الجَوازِمُ |
| وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَها | وَذا الطّعْنُ آساسٌ لهَا وَدَعائِمُ |
| وَقَد حاكَمُوهَا وَالمَنَايَا حَوَاكِمٌ | فَما ماتَ مَظلُومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ |
| أتَوْكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُمْ | سَرَوْا بِجِيَادٍ ما لَهُنّ قَوَائِمُ |
| إذا بَرَقُوا لم تُعْرَفِ البِيضُ منهُمُ | ثِيابُهُمُ من مِثْلِها وَالعَمَائِمُ |
| خميسٌ بشرْقِ الأرْضِ وَالغرْبِ زَحْفُهُ | وَفي أُذُنِ الجَوْزَاءِ منهُ زَمَازِمُ |
| تَجَمّعَ فيهِ كلُّ لِسْنٍ وَأُمّةٍ | فَمَا يُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ الترَاجِمُ |
| فَلِلّهِ وَقْتٌ ذَوّبَ الغِشَّ نَارُهُ | فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صَارِمٌ أوْ ضُبارِمُ |
| تَقَطّعَ ما لا يَقْطَعُ الدّرْعَ وَالقَنَا | وَفَرّ منَ الفُرْسانِ مَنْ لا يُصادِمُ |
| وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ | كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ |
| تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً | وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ |
| تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَةِ والنُّهَى | إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنتَ بالغَيْبِ عالِمُ |
| ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً | تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ |
| بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ وَالنّصرُ غَائِبٌ | وَصَارَ إلى اللّبّاتِ وَالنّصرُ قَادِمُ |
| حَقَرْتَ الرُّدَيْنِيّاتِ حتى طَرَحتَها | وَحتى كأنّ السّيفَ للرّمحِ شاتِمُ |
| وَمَنْ طَلَبَ الفَتْحَ الجَليلَ فإنّمَا | مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفافُ الصّوَارِمُ |
| نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ كُلّهِ | كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدّراهمُ |
| تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرَى | وَقد كثرَتْ حَوْلَ الوُكورِ المَطاعِمُ |
| تَظُنّ فِراخُ الفُتْخِ أنّكَ زُرْتَهَا | بأُمّاتِها وَهْيَ العِتاقُ الصّلادِمُ |
| إذا زَلِقَتْ مَشّيْتَها ببُطونِهَا | كمَا تَتَمَشّى في الصّعيدِ الأراقِمُ |
| أفي كُلّ يَوْمٍ ذا الدُّمُسْتُقُ مُقدِمٌ | قَفَاهُ على الإقْدامِ للوَجْهِ لائِمُ |
| أيُنكِرُ رِيحَ اللّيثِ حتى يَذُوقَهُ | وَقد عَرَفتْ ريحَ اللّيوثِ البَهَائِمُ |
| وَقد فَجَعَتْهُ بابْنِهِ وَابنِ صِهْرِهِ | وَبالصّهْرِ حَمْلاتُ الأميرِ الغَوَاشِمُ |
| مضَى يَشكُرُ الأصْحَابَ في فوْته الظُّبَى | لِمَا شَغَلَتْهَا هامُهُمْ وَالمَعاصِمُ |
| وَيَفْهَمُ صَوْتَ المَشرَفِيّةِ فيهِمِ | على أنّ أصْواتَ السّيوفِ أعَاجِمُ |
| يُسَرّ بمَا أعْطاكَ لا عَنْ جَهَالَةٍ | وَلكِنّ مَغْنُوماً نَجَا منكَ غانِمُ |
| وَلَسْتَ مَليكاً هازِماً لِنَظِيرِهِ | وَلَكِنّكَ التّوْحيدُ للشّرْكِ هَازِمُ |
| تَشَرّفُ عَدْنانٌ بهِ لا رَبيعَةٌ | وَتَفْتَخِرُ الدّنْيا بهِ لا العَوَاصِمُ |
| لَكَ الحَمدُ في الدُّرّ الذي ليَ لَفظُهُ | فإنّكَ مُعْطيهِ وَإنّيَ نَاظِمُ |
| وَإنّي لَتَعْدو بي عَطَايَاكَ في الوَغَى | فَلا أنَا مَذْمُومٌ وَلا أنْتَ نَادِمُ |
| عَلى كُلّ طَيّارٍ إلَيْهَا برِجْلِهِ | إذا وَقَعَتْ في مِسْمَعَيْهِ الغَمَاغِمُ |
| ألا أيّها السّيفُ الذي لَيسَ مُغمَداً | وَلا فيهِ مُرْتابٌ وَلا منْهُ عَاصِمُ |
| هَنيئاً لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْدِ وَالعُلَى | وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ أنّكَ سالِمُ |
| وَلِم لا يَقي الرّحمنُ حدّيك ما وَقى | وَتَفْليقُهُ هَامَ العِدَى بكَ دائِمُ |