المحتويات
رسام مصري من لوحاته ذات الرداء الازرق؟
رسام مصري من لوحاته ذات الرداء الازرق؟، وهو فنان تشكيلي مواليد الاسكندرية مصري الجنسية وهو من أوائل مؤسسي المدرسة المصرية الحديثة في الفنون التشكيلية. وهو من أكثر الفنانين المصريين الذين كتبت عنهم دراسات عن حياته وأعماله، فمن هو الرسام الذي رسم لوحة ذات الرداء الأزرق؟
رسام مصري من لوحاته ذات الرداء الازرق؟
الاجابة : محمود سعيد.
بين الشك واليقين كانت حياته، بين القضاء والفن كانت مسيرة عمره. بين بهجة الحياة وأسي الموت كانت أعماله، وكان إيقاع موج البحر الذي أثري خياله، كأن أمكنة سعيد تنبض بهذا الإيقاع الساري في لوحاته كالنغم. كان »محمود سعيد« متوهجاً بضياء الشمس، روحانياً مع نور القمر، متأججاً مع أمواج البحر، حالماً مع الشراع يجوب به بحر الإسكندرية باحثاً عن المطلق والمجهول. بهذا كانت روح »محمود سعيد« يتنازعها المطلق والأرضي، المادة والروح، العشق والأسي الإنساني، وبهجة الحياة، وبهذا كانت لوحات »سعيد« نبضات لونية تواكب روحه القلقة كبحر الإسكندرية »مدينته«. بين بنت بحري وإطلالتها علي بحر الإسكندرية، و»نادية« كريمته التي تنظر إلي المستقبل بعيون واعدة وأحداق مستبشرة تهل منها حياة. بين كل هذا وذاك كان فن »محمود سعيد« قطبين متنافرين، ازدواجية حركت الفنان دائماً كما حركت من قبله »ديلاكروا« و»بيتهوفن« و»ودوستوفيسكي«. لقد أحب »سعيد« فاجنر وبيتهوفن، وسترافنسكي، وموتسارت، وقرأ لمارسيل بروست، ودوستوفيسكي وبودلير وتشيكوف. كانت الكتلة لديه وحياً وإيحاء من النحت المصري القديم، فصارت الوجود بمعناه المادي والمعنوي. الإسكندرية مدينة »سعيد« ووحيه وإلهامه، منها كانت لوحاته وألوانه ومساحاته وظلاله، ونوره، بها أشرقت روح »سعيد« وتألق الوجدان، وصار نظماً علي اللوحات. »الخريف« 1929، »الدراويش« 1929، »المصلون« 1934، »فتاة علي رأسها منديل« 1937، »ذات العيون العسلية« 1943، »فتاة علي الكرسي« 1948، »نبوية بالرداء المشجر« 1959، »ميناء سيرا باليونان« 1964-63، »ميناء بيريه عند الشفق« 1964-63.
رسام مصري من لوحاته ذات الرداء الازرق؟
لقد كان الصراع في روح »سعيد« بين المادة والروح سبباً في اكتناز »سعيد« وجوداً لشخوصه في اللوحات ولمعماره وللمكان.
ظهر الصراع في روح »سعيد« بين خضوعه لقدرية المجهول، واكتنازه الحياة من خلال بنت بحري، وكان الحب المحرك الأول للفنان، حب »سعيد« لفنه وإبداعه، وتألق الحب وجوداً علي لوحاته »ذات الرداء الأزرق« 1927، »ذات الثوب الوردي« 1929، »عروس البحر« 1932، »الدعوة إلي السفر« 1932، »ذات الجدائل الذهبية« 1933، »فاطمة« 1933، »الصيد العجيب« 1933، »الشواديف« 1934، »عربي من مريوط« 1934. في لوحة »ذات الرداء الأزرق« 1927 نظرة هائمة تنتظر الربان، ذبذبات لونية بين ظلال ونور علي الوجه، تهمس في آذاننا، وننصت إليه بأحداقنا، نري الجمال يحاور افئدتنا وعقولنا لكي تسمو وتبتهج مآقينا، ويتلألأ اللون الأزرق علي جسد الفتاة، تنبض بشرة الجسم بحيوية، وجهها وملامحها ذات نظرات موحية، وفي الخلفية منظر للبحر والشراع وأشجار وبيوت.
من لوحاته ذات الرداء الازرق فمن هو؟
الفتاة »ذات الرداء الأزرق« مهيمنة علي التكوين، ويشع اللون الأزرق في اللوحة سواء في رداء الفتاة وفي الذبذبات الرائقة لماء البحر، والأشرعة التي تتهادي في المسير تؤكد الحركة، وتضفي بظلالها علي الماء، في الخلفية السماء زرقاء تشع وتتلألأ، تحتوي الفتاة والمنازل والأشرعة. وفي لوحة »الصلاة« 1934 أمواج لونية تثري أبصارنا وأسماعنا، وتحاورنا عن النور. تتابع لوني نغمي تشكله الألوان والخطوط والمساحات والكتل لتكون الأقواس والشخوص في انحنائه. ولتستشعر هذا الإيقاع اللوني، فنحيا مع الفنان إيقاعه وترديداته وألوانه وإبداعه وحبه للجمال. العمائم نقاط متناثرة من النور، الشخوص المنحنية، تردد الأقواس المعمارية وينبثق النور من الأعمدة، وتتناثر الظلال في الأقواس والأعمدة وشخوص المصلين تبدو وكأن بها روحانية تهيمن علي لوحة »الصلاة« وتتوحد الشخوص والمعمار بالظلال والنور. لقد استطاع »سعيد« تجسيد هارمونية اللون، وتتسق اللوحة وتنسجم. بين مادية الأشياء وروحانياته النور كانت إبداعات »سعيد« المرأة بفيض أنوثتها، والروحانية التي تتراءي لنا من ثنايا إبداعات »الصيد العجيب« 1933، »الشواديف« 1934، »الصلاة« 1934، »الذكر« 1936، »محجر التلك« في البحر الأحمر 1951، »منظر الجبل من ظهور الشوير« 1954، »ميناء بيروت« 1954، »مرسي مطروح – حمام كليوباترا« 1959. هذا هو »سعيد« ابن الإسكندرية، التي ألقت بظلالها عليه، فصار البحر فلسفته، وتعمقت الرؤي في أحداقه.
رسام مصري من لوحاته ذات الرداء الازرق؟
فنان الإسكندرية، ما بين ميلاده بقصر الأسرة في الأنفوشي – كانت بنت بحري حلماً في أعماقه، بردائها وثنياته وتجعيداته، وكأن البحر وموجه يلعب به – حتي وفاته في قصره بجناكليس، رحلة امتدت 67 عاماً.