شبه النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بالنهر الجاري؟
حيث أن الصلوات الخمس تكون سببًا لحط الأوزار، والخطايا، والذنوب، تغسلها غسلاً، كما تُغسل الأدران في ذلك النهر الذي ذكر النبي ﷺ صفته، فكما تذهب معه الأدناس الحسية، والأقذار، فكذلك أيضاً تذهب الأوضار المعنوية، والذنوب، بهذه الصلوات الخمس.
وقوله ﷺ: كمثل نهر جارٍ غمْرٍ على باب أحدكم، ذكر فيه ثلاثة أوصاف:
الأول: أنه جارٍ، والماء الجاري كما يقول الفقهاء: يدفع خبثه، أو ما يُلقَى فيه من الخبث، فهو متجدد؛ ولذلك تجدون المياه الراكدة يسرع إليها التغير، ولو لم يقع فيها شيء، فالماء يأسَن، ولربما كان محلا للوباء، إذا كان مستقرًّا راكدًا لا يتحرك، أما الماء الذي يتحرك فهو يتجدد.
والثاني: قال أيضاً: غمْر، والغمر أي: أنه ينغمر فيه من دخل فيه، يعني: ليس ماؤه بقليل، ليس بضحل، والأنهار كما هو معلوم، منها: ما يكون ضحلاً، وهذا الذي يكون ضحلًا يكون سببًا للاعتلال في كثير من الأحيان، حتى إنك أحيانًا تجد ماء النهر إذا كان ضحلاً كأنه نقاعة الحناء، بحسب الأرض التي يكون فيها، يعني: كله أطيان، ويحمل الأقذار، والأتربة، والشوائب، فهو مجمع لها، إذا كان ضحلاً، ولا يكاد ينتفع به إلا في سقي الزرع، لكن الإنسان لا يستطيع أن يغتسل منه، ولا يشرب منه، بل إن ذلك يلوثه، أما الماء الغمر فهو الكثير الذي يغمر من دخل فيه، فمثل هذا يحصل به التنظيف، والتطهير، وهذا من بلاغته وفصاحته ﷺ، ومعرفته ﷺ بالأمور، مع أن المدينة لم يكن بها أنهار، بل إن جزيرة العرب ليس فيها أنهار.
والصفة الثالثة: على باب أحدكم، فهو لا يحتاج إلى كلفة، فالشيء البعيد لربما إذا ذهب الإنسان إليه فإن ذلك يكون فيه نوع عناء من جهة، ومن جهة أخرى فإنه لربما لبعده ما أن يرجع حتى يحتاج إلى أن يغتسل مرة أخرى؛ لما علق به، وما أصابه، وذلك أن الإنسان يجهد، ويعرق، وتلاحظون أن الإنسان إذا مشى الآن من أجل رياضة، أو صحة بدنه، أو نحو ذلك، إذا جرى قليلاً، أو مشى قليلاً، ورجع، احتاج إلى أن يغتسل.
شبه النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بالنهر الجاري؟
الإجابة
ج. تشبيه الصلوات بالنهر الذي يغسل من الدرن (الوسخ) وهذا تشبيه للخطايا والذنوب تمحوها الصلاة .