سؤال وجواب

شرح قصيدة خرق العادات؟

شرح قصيدة خرق العادات؟ , أهلا بكم نستعرض لكم كما عودناكم دوما على افضل الحلول والاجابات والأخبار المميزة في موقعنا موقع فيرال ، يسعدنا أن نقدم لكم اليوم نحن فريق عمل موقع فيرال سؤال جديد ومهم لكم اعزائي الطلاب والطالبات في المملكة العربية السعودية، السؤال المهم والذي يجب عليكم اعزائي الطلبة الاستفادة منه في الحياة اليومية، والان نترك لكم شرح قصيدة خرق العادات؟

شرح قصيدة خرق العادات؟

الموضوع:
تغنّي الشّاعر بصفات الحبيبة الخارقة للمألوف و تبريره لجفائها و قسوتها
المقاطع:
حسب معيار المضمون
1- من البيت 1…البيت 4: تغنّي الشّاعر بحبيبته
2- البقيّة: الشكوى و العتاب و التبرير
المقطع الأوّل: تغنّي الشّاعر بحبيبته
هل / أ: استفهام — الحيرة + التعجّب
الشّمس تعتاد الكلل / البدر يجتاب الحلل / قضيب البان يعنيه الهوى / غزال القفر يصبيه الغزل: استعارة
ينبني المقطع الأوّل على أسلوبين هما الأسلوب الإنشائي و الأسلوب الخبري، و قد خضعا لتوازن فريد سيّج بناء هذه القصيدة، فكان توازنا كميّا ( بيتان للإنشاء و بيتان للخبر ) و تركيبيّا ( صدر البيت الأوّل: جملة فعليّة مركّبة / عجز البيت الأوّل: جملة فعليّة مركّبة ) و معجميّا ( الشمس/ القضيب // قضيب البان/ غزال القفر // مشرب الصفحة / مشبع الوجنة ) ساهم في إضفاء غنائيّة خاصّة على القصيدة و انسجم مع ذلك التناسق و التوازن و التركيب الذي بُنيت عليه صورة الحبيبة. فالشّاعر في بداية المقطع يبدو حائرا و متعجّبا من بهاء هذه الصّورة التّي تختصّ بها الحبيبة، و قد استعمل الاستفهام للدّلالة على ذلك.
إنّنا في لحظة انبهار و انخطاف و صدمة توارى فيها منطق العقل بعيدا، و اجتاح المجاز بما فيه من تخييل عالم القصيدة اجتياحا، فكانت الاستعارة توحيدا بين عوالم مُتباعدة عمّقت التغريب و أوصلته إلى عوالم الخارق و غير المألوف. فكانت الحبيبة قطبا تدور حوله الأكوان و تغذّيه بما احتوته من عناصر جمال و بهاء و حُسن. فها هما الشّمس و القمر بنورهما السّاطع و الخافت يُستعاران للتأكيد على نورانيّة الحبيبة و اختزالها لمعاني العلوّ و السموّ و الرّفعة و الهداية و مغالبة الزّمن، و ها هو قضيب البان بارتفاعه و بساقته يُستعار للتأكيد على معاني طول القوام و رشاقته، و ها هو غزال القفر بسرعته و خفّته يُستعار للتأكيد على معاني الرشاقة و الخفّة.
إنّ هذه الاستعارات تتأتّى من عالمين متناقضين ظاهريّا: عالم السّماء ( الشّمس / القمر ) و عالم الأرض ( قضيب البان / غزال القفر ) كما أنّ هذا التناقض يظهر أيضا في عناصر هذين العالمين ( الشمس = النّهار // البدر = اللّيل ) ( قضيب البان = نبات // غزال القفر = حيوان )
و هو ما يُعمّق من غرابة هذه الحبيبة التّي ابتناها هذا المشهد الشعريّ.
هذا المشهد بناه الشّاعر من الأضداد ( من المفروض أن يكون قبيحا و بشعا هنا )
و لكنّ براعة الشّاعر تكمن في طريقة تنضيد ( التَّأْلِيفُ بَيْنَهَا ) هذه المتناقضات. التشخيص ( أو الاستعارة ) لعب دورا مركزيّا في عمليّة التنضيد هذه، فأصبحت المرأة الحبيبة خيطا ناظما و موحّدا لهذه المتناقضات، و هو ما أكسبها جمالا مفارقا يستعصي على النّاظر المُتسرّع
إنّها حبيبة عابرة للزّمان و المكان، فهي تلك المرأة الأنموذج التّي لا يوجد لها مثيل و لا نظير.
الشّعر هنا يقوم بدور الوظيفة التأسيسيّة، فهو قد أسّس صورة مفارقة لهذه الحبيبة بعد أن قام بأسطرتها، أي جعلها أسطورة قادمة من زمن سحيق كانت فيه عناصر العالم و مكوّناته مُتناسقة و مُتناغمة.
احتفل: استعارة
مشرب / مشبع: جناس
إنّنا أمام تحشيد لعناصر الجمال في هذه الصّورة المفارقة التّي اختزنت الجمال كلّه، بل هي فاقت الجمال جمالا و البهاء بهاء، و هو ما جعل هذا الحسن يحتفل بهذا الجمال المطلق الذّي لا يُمكن وصفه و لا حدّه. و كأنّ الجمال أصبح يستمدّ معناه و هويّته من هذه المرأة الخارقة.
يلحّ الشّاعر على معنى الإشراق: الوجه مشرق حسنا و بهاء
هذا الجمال يزداد بهاء بسمة الخجل التّي تتميّز بها الحبيبة، و كأنّنا أمام جمالين: جمال ماديّ + جمال معنويّ.
إنّ هذه الصّورة التّي يبتنيها النصّ الشّعريّ تشي بتطوّر الصّنعة الفنيّة في غزليّة شعراء الأندلس، فابن زيدون استطاع عن طريق هذه الاستعارات العجيبة و الغريبة و عن طريق هذه الموازنات و المقابلات و المتشابهات أن يرسم صورة جديدة للحبيبة لم نعهدها في الغزل العربيّ من قبل.
التجديد هنا إذن هو تجديد في طرائق إخراج الصّورة الشعريّة و في الارتقاء باللّغة من دون تكلّف أو تعقيد
المقطع الثّاني: الشكوى و العتاب و التبرير
مَن: اسم استفهام ( العاقل )
ما: اسم استفهام ( غير العاقل )
أ: حرف استفهام
استفهام يخرج عن معناه الأصلي ليفيد الحيرة
( يا ) أيّها:نداء + تنبيه
خل: أمر
ليت شعري: التمنّي
استفهام + نداء + أمر + التمنّي: أسلوب إنشائي
إن: شرط: تراكيب شرطيّة تلازميّة
قاتل: اسم فاعل
قاتل / السمّ: معجم الموت و الفناء
المختال: المتبختر / المغرور
عذر واضح: مركّب نعتي
كلّ: الإحاطة و الشمول
يبدأ المقطع الثّاني بأسلوب إنشائيّ يُعبّر عن حيرة الشّاعر من أعمال هذه الحبيبة التّي خرقت في صفاتها التقاليد الجماليّة المألوفة و شكّلت استثناء في الجمال، فكانت أعمالها غريبة عجيبة في تجانس مع صفاتها. فهي تتمنّع و تملّ إذا واصلها الشّاعر و تتناسى العهد إذا غاب عنها.
و هو ما عمّق معاناة الشّاعر و جعله يبحث عن معين في نبرة استنجاد و استعانة و استغاثة، لقد اعتبر نفسه شهيد الهوى و العشق… أمّا الحبيبة- بتمنّعها و تجنّيها عليه- فهي ذلك القاتل الذّي يلبس قفازات من حرير.
و هو ما جعل الشّاعر حائرا في أمر شهيد الحبّ هذا، طالبا معرفة الحكم الدّيني لهذا الاغتيال: أحرام هو أم حلال؟
هذا السّؤال يختزن لوما و عتابا و شكوى. و لكنّ هذا المعنى سرعان ما سيتهاوى، فالقلب النّابض بالحبّ سيجد أعذارا لهذا الحبيب المتكبّر الظّالم، و كأنّ قدر الحبّ هذه المعاناة و هذا الألم. فها هو الشّاعر يُنادي هذه المرأة نداء القريب و البعيد في الوقت نفسه ( يا ) في تأكيد على قربها منه باعتباره تسكن قلبه و بعدها عنه لعلوّ مرتبتها و سموّ مكانتها.
إنّها امرأة لا تتكرّر في كلّ العصور… و إن صادف أن نسيت حقيقتها في لعبة الحبّ و العشق، فهو سينبّهها ( أيّها ) بتفرّدها و تميّزها و سيدعوها إلى الإكثار من التيه و الكبرياء، فمثلها لا يُمكن أن يطاله إلاّ من كان استثنائيّا مثلها.
الذّي برّح بي: مركّب موصولي اسمي: نعت
صحّة // سقم
طباق
يختم الشّاعر نصّه بأسلوب خبريّ أكّد فيه معنى التلذّذ بآلام العشق و الهوى.
يؤكّد هذا المقطع الثاني أنّ الغزل الأندلسيّ لم يقطع نهائيّا مع غزل شعر المشرق، فرغم ما رأيناه من تجديد في مستوى طرائق إخراج الصورة، نرى تقليدا في المعاني الغزليّة التّي تُسيّج هذه القصيدة و من أهمّها صورة الحبيب المتألّم الولهان و المحبوبة القاسية المتمنّعة. 

                     
السابق
ابتكار مؤشر # مساعدة ، لرفع نواتج التعلم باستخدام تقنية التعليم عن بعد .
التالي
مصادر البروتين – سعودي ميكس

اترك تعليقاً