تشمل اللغة العربية العديد من الفروع ومنها علم النحو وهو العلم الواسع الذي يحتوي على عدداً من الموضوعات المهمة ، ومن بين هذه الموضوعات درس الضمائر المنفصلة والمتصلة ، وغالباً ما يجد الطلاب صعوبة في حل مسائل الضمائر والتميز بين الضمير المتصل والمنفصل ، لذلك أعددنا لكم هذا المقال للتعرف على الضمائر والتميز بينها وكيفية استخراج ضمير متصل من القطعة وحل أسئلة مشابهة.
فلم يَضع النحويون قديماً – لا سيما منذ زمن سيبويه – الضمائر ضمن أقسام الكلام الذي كان عندهم ثلاثة أقسام (اسم، حرف، فعل) ، في حين صنفها النحويون المحدثون من بين أقسام الكلام، والضمائر ألفاظٌ صغيرة البنية، تستعيض بها اللغات عن تكرار الأسماء الظاهرة.
حيث تقسم إلى ضمائر ظاهرة ومستترة، فيما تشمل الضمائر الظاهرة؛ الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة، اللتان سنعيد أقسامهما وكيفية إعرابهما إلى ذاكرتكم.
المحتويات
الضمائر المنفصلة مستقلة بذاتها
الضمير المنفصل هو ما يمكن أن يستقلّ بنفسه ولا يحتاج إلى كلمةٍ أخرى يتصل بها، أي أن الضمائر المنفصلة لا تعتمد في وجودها على فعل أو اسم أو أداة.
ويبتدئ النطق بها. سمي الضمير منفصلاً لانفصاله عن الفعل وتقدمه عليه، فصار بانفصاله بمنزلة الاسم الظاهر، والضمائر المنفصلة على ضربين من حيث الموقع الإعرابي:
ضرب مختصٌّ بالرفع، وضرب آخر مختصٌّ بالّنصب، فيما يلي تفصيلها، وبيان اختلاف العلماء في أصول كلٍّ منها:
ضمائر الرفع المنفصلة ( ضمير رفع منفصل )
تقسم ضمائر الرفع المنفصلة إلى:
- ضمائر المتكلم
(أنا، نحن)؛ هي ضمائر تدل على المتكلِّم، وهي ليست للدلالة على الجنس، أي أّنها لا تميز بين الأنواعِ، إّنما تميز العدد.
- ضمائر المخاطب
وهي:
- أنتِ للمخاطبة
- أنتَ للمخاطب
- أنتما للمخاطبين والمخاطبتين
- أنتم للمخاطبين، أنتن للمخاطبات
إن هذا التعدد في صيغ ضمائر المخاطب علَّله ابن يعيش (نحوي سوري من كبار النحويين العرب، عاش بين 1159 ميلادي و1246 ميلادي) بقوله:
“فأما المخاطب فإّنك تفصل بين مذكره ومؤنثه وتثنيته وجمعه بالعلامات؛ لأن تعريفه دون تعريف المتكلم لأنه قد يلبس بأن يخاطب واحداً ويكون بحضرته غيره، فيتوهم انصراف الخطاب إلى غير المقصود، وليس كذلك المتكلم؛ لأنه إذا تكّلم لا يشتبه به غيره، فلذلك تقول أنت”.
- ضمائر الغائب
هي الضمائر التي يكنّى بها عن الغائبين، تنقسم هذه الضمائر تبعاً للجنس والعدد إلى الأنواع التالية:
- هو: للمفرد الغائب.
- هي: للمفردة الغائبة، تقول هي أختك وتقع للجمع أيضاً عاقلا أو غيره، فتقول: هي الرسل وهي الرجال وهي الجمال.
- هما: للاثنين أو الاثنتين.
- هم: للغائبين العقلاء ولا يكون لغير العاقل، فتقول: هم الرجال ولا تقول هم الجمال، وتقول: هم في الدار وأنت تعني الرجال، ولا تقول هم في الدار وأنت تعني الجمال.
- هن: للغائبات.
ضمائر النصب المنفصلة ( ضمير نصب منفصل )
هي الضمائر المبدوءة بـ “إيا” متبوعة بدليل المراد به المتكلم أو المخاطب أو الغائب، عددها اثنا عشر ضميراً، تستعمل في المواضع التي تتطلب حالة النصب عندما لا يمكن أن يستعمل الضمير المتصل.
تقسم ضمائر النصب المنفصلة بحسب الحضور والغيبة والعدد والجنس إلى الأقسام التالية:
- إياي للمتكلم، إيانا للتثنية والجمع المتكلم
- إياك للمخاطب
- إياكِ للمخاطبة
- إياكما للمخاطبين والمخاطبتين
- إياكن للمخاطبات
- إياكم للمخاطبين
- إياه للغائب
- إياها للغائبة
- إياهما للغائبَين والغائبتين
- إياهم للغائبين، إياهن للغائبات
ويمكن تقسيمها إلى:
- ضمائر منفصلة للمتكلم: إياي، إيانا.
- ضمائر منفصلة للمخاطب: إياكَ، إياكِ، إياكما، إياكم، إياكن.
- ضمائر منفصلة للغائب: إياهُ، إياها، إياهما، إياهم، إياهن.
الضمائر المنفصلة جميعها مبنية
إن جميع الضمائر المنفصلة تكون مبنية، أي أن حركة آخرها ثابتة لا تتغير على عكس الكلمات المعربة، تعرب بحسب محلها من الجملة بحيث تنوب عن الكلمات المعربة التي تحل محلها.
وهذه الأمثلة ستوضح كيفية إعراب الضمائر المنفصلة في حالتي الرفع والنصب:
ضمائر الرفع المنفصلة
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.
أنا: ضمير رفع منفصل مبني على السكون الظاهرة في آخره، في محل رفع مبتدأ.
- نحنُ الذين نعمر الأرض الجليلة بين دجلة والفرات.
نحنُ: ضمير رفع منفصل مبني على الضمة الظاهرة في آخره، في محل رفع مبتدأ.
- هو الذي يعلي راية العلم.
هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح، في محل رفع مبتدأ.
ضمائر النصب المنفصلة
- إياك نعبد وإياك نستعين.
إياك: ضمير نصب منفصل مبني على الفتح، في محل نصب مفعول به مقدم.
الضمائر المتصلة متكلم ومخاطب
هي القسم الثاني من الضمائر الشخصية، وهي لا تنفك عن اتصالها بكلمة، تأتي على ثلاثة أضرب؛ الرفع، النصب، الجر، ويمكن تقسيمها كالتالي:
ضمائر المفرد المتكلم
يمكن تقسيمها إلى:
- تاء الرفع المتحركة
هي التاء المفردة المضمومة للمتكلم، تتضح دلالتها التركيبية عندما تحدد الفاعل، تشترط استخدام أنا معها.
مثلاً (أنا كتبتُ)، التاء هنا هي التي تحدد نوعية الشخص في التركيب النحوي ويستوي فيه المذكر والمؤنث؛ لأن الفصل بين المذكر والمؤنث إنما يحتاج إليه لئلا يتوهم غير المقصود في موضع المقصود.
والمتكلم لا يشاركه غيره في لفظه وعبارته عن نفسه.
- ياء المتكلم في حالتي النصب والجر
تتصل بالأفعال والأسماء، كما تتصل بالأفعال الناقصة والأحرف المشبه بالفعل، مثل: أفادني، الياء هنا في محل نصب مفعول به، وفي كلمات مثل: بيتي، وطني….تكون في محل جر.
- ضمير المتكلمين (نا)
هو مشترك بين الرفع والنصب والجر، أي يُستعمل كناية عن الفاعل والمفعول به والمضاف إليه، ويستعمل للكناية عن المتكلم ومن معه.
ويعود السبب في اختيار الـ (نا) للدلالة على ضمير المتكلمين في حالة الاّتصال؛ إلى أن العرب لما أرادوا ترك الاسم الظاهر أخذوا منه ما يشترك فيه جميع المتكلمين في حالة الجمع والتثنية، وهو النون التي في آخر اللفظ.
فجعلوها علامة للمتكلمين جمعاً كانوا أو مثنى في حال الرفع والنصب و الجر والألف فيها كي لا تشبه التنوين أو النون الخفيفة.
ولحكمةٍ أخرى وهي القرب من لفظ ” نحن”، لأّنها ضمير المتكلمين، و”أنا” ضمير متكلم، فلم يسقط من لفظ “أنا” إلا الهمزة التي هي أصل في المتكلم الواحد.
أما جمع المتكلم ففرع طارئ على الأصل لم تكن فيه الهمزة التي تقدم اختصاصها بالمتكلم، من أمثلة (نا) الدالة على الفاعلين والمفعولين:
كتَبْنا: الـ (نا) هنا دالة على الفاعلين، قَتَلَنا: الـ (نا) هنا دالة على المفعولين.
ضمائر الخطاب المّتصلة
تفصل اللغة في المخاطب بين لفظ المذكر والمؤنث، والمثنى والجمع؛ لأّنه قد يكون بحضرة المتكلم اثنان مذكر ومؤنث وهو مقبلٌ عليهما.
فيخاطب أحدهما فلا يعرف حتى يبينه بعلامةٍ؛ لذلك من المعنى ثُنِّي وجُمع خوفاً من انصراف الخطاب إلى بعض الجماعة دون بعض، ولهذا النوع من الضمائر ضميران في كل حالةٍ، أحدهما للرفع والآخر للجر والّنصب كباقي الضمائر المتصلة، وهي:
- الكاف (أعطيك)، في محل نصب مفعول به.
- ياء المخاطبة (تكلمي)، أيضاً في محل نصب مفعول به.
- ألف الاثنين (تكلما)، في محل رفع فاعل.
- واو الجماعة، تدل على المخاطبين، كأن تقول انهضوا.
إعراب الضمائر المتصلة
تأتي كل من تاء الفاعل المتحركة (تَ، تُ، تِ)، ياء المخاطبة، ألف الاثنين، واو الجماعة في محل رفع فاعل عندما تتصل بالفعل الماضي والأمر، وتعرب على أنها ضميرٌ متصل مبني في محل رفع فاعل، وهذه الأمثلة ستوضح ذلك:
- شككتُ بالرمح الأصم ثيابه.
شكك: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة في آخره، والتاء ضمير متصل مبني على الضمة، في محل رفع فاعل.
- يقولون إن الكتابة أثمٌ عظيمٌ فلا تكتبي.
تكتبي: فعل مضارع مجزوم بـ (لا) الناهية الجازمة، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، والياء ياء المؤنثة المخاطبة، ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع فاعل.
- بأي آلاء ربكما تكذبان.
تكذبان: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف ضمير رفع متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- يا قوم لا تتكلموا.
تتكلموا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية الجازمة، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف للتفريق.
- صبحْنَ غداةً برحيقٍ مفلفلِ.
صبحنَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل مبني على الفتحة في محل رفع فاعل.
الضمائر التي تأتي بمحل نصب أو جر
هي: ياء المتكلم, كاف الخطاب, هاء الغائب، تعرب في محل نصب مفعول به عندما تتصل بالفعل، مثلاً:
- تحملني الموسيقى مثل البحر.
تحملُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والنون للوقاية، والياء ياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، والأمر نفسه ينطبق على إعراب باقي تلك الضمائر عندما تتصل بالفعل.
وتعرب في محل جر بالإضافة عندما تتصل بالاسم، مثلاً:
- يداك خمائل.
يداك: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
وتعرب بمحل جر بحرف الجر إذا اتصلت بحرف جر، مثل: لهُ، لك، لي، حيث تعرب الضمائر المتصلة على أنها ضمائر مبنية في محل جر بحرف الجر.
الضمير (نا) له أربع حالات إعرابية
يجب التمييز بين (نا) الدالة على الفاعلين والدالة على المفعولين، إذ أن هناك تشابه كبير بينهما، ويمكن التمييز بينهما من خلال الحركات التي تسبق كل منهما، مثلاً:
أتَيْنا، الـ (نا) هنا دالة على الفاعلين، إذ أنها دخلت على الفعل الماضي فجعلته مبنياً على السكون، بذلك تختلف عن الـ (نا) الدالة على المفعولين كما في فعل أصابَنا.
فالفعل الماضي لم يطرأ أي تغيير على آخره، فبقي مبنياً على الفتح، بذلك تكون الحالات الإعرابية الأربعة لـ (نا)، كالتالي:
- تعرب في محل رفع فاعل إذا اتصلت بالفعل ودلت على من قام بالفعل.
- تعرب في محل نصب مفعول به عندما تتصل بالفعل وتدل على ما وقع عليه الفعل.
- تعرب في محل جر بالإضافة، إذا اتصلت بالاسم، مثل كلمة قضيتنا.
- تعرب في محل جر بحرف الجر، إذا اتصلت بحرف الجر، مثل لنا.
وهذه بعض الأمثلة التي توضح كيفية إعرابها في الحالات السابقة:
- هجرنا ديننا عمداً.
هجرنا: فعل ماضٍ مبني على السكون الظاهرة في آخره، لاتصاله بـ (نا) الدالة على الفاعلين، والـ (نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- قَتلَنا تواطؤ الضعفاء منا.
قتلنا: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة في آخره، والـ (نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
- ما زلنا نحمي قضيتنا.
قضيتنا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والـ (نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
- لا يجهلن أحدٌ علينا.
علينا: الـ (نا) في علينا ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بحرف الجر.